في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة الطيران البريطانية فيرجين أتلانتيك، اليوم (الإثنين)، قرارها بعدم استئناف عملياتها في إسرائيل وإغلاق خطها الجوي إلى تل أبيب بشكل دائم، وذلك بعد تعليق رحلاتها على خط لندن هيثرو – تل أبيب منذ أكتوبر 2023، إثر اندلاع الحرب في المنطقة، إذ كانت الشركة تخطط في البداية لاستئناف الرحلات في أكتوبر 2025، لكن بعد «مراجعة شاملة»، قررت الشركة إنهاء وجودها في السوق الإسرائيلية.
بدأت فيرجين أتلانتيك تشغيل رحلاتها إلى إسرائيل في سبتمبر 2019، إذ قدمت في البداية رحلة يومية واحدة بين لندن هيثرو ومطار بن غوريون في تل أبيب، قبل أن توسع العمليات إلى رحلتين يوميتين، ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، علقت الشركة رحلاتها، متأثرة بالتحديات الأمنية واللوجستية التي فرضتها الحرب، وعلى الرغم من التخطيط للعودة، يبدو أن القرار النهائي جاء نتيجة تقييم للظروف الأمنية المستمرة، إلى جانب التغيرات في ديناميكيات السوق وتكاليف التشغيل.
وتشهد المنطقة توترات مستمرة منذ أكتوبر 2023، إذ أدت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى استشهاد أكثر من 51000 شخص في غزة، وتدمير واسع للبنية التحتية، مع استمرار التوترات على جبهات أخرى مثل لبنان، وهي الظروف التي جعلت العديد من شركات الطيران الدولية مترددة في العودة إلى إسرائيل، بينما استفادت شركات الطيران الإسرائيلية مثل «إل عال» من هذا الوضع، إذ سيطرت على حصة كبيرة من حركة الركاب في مطار بن غوريون، محققة نمواً بنسبة 71% في عدد الركاب خلال الشهرين الأولين من 2025.
وأكدت فيرجين أتلانتيك أنها ستبدأ في إخطار العملاء الذين حجزوا تذاكرهم مباشرة مع الشركة عبر البريد الإلكتروني ابتداءً من 10 مايو 2025، مع تحديث حالة الحجوزات في قسم «حجوزاتي» على موقعها الإلكتروني.
وفي محاولة لتخفيف الضرر على المسافرين الإسرائيليين، أشارت الشركة إلى استمرار التزامها تجاههم من خلال شراكتها مع شركة «إل عال» الإسرائيلية عبر اتفاقية الرمز المشترك، وتتيح هذه الشراكة، التي تعد فيرجين أتلانتيك الشركة البريطانية الوحيدة التي تمتلكها مع «إل عال»، تشغيل ما يصل إلى أربع رحلات يومية بين تل أبيب ولندن هيثرو.
ويأتي قرار فيرجين أتلانتيك في سياق تحديات تشغيلية ومالية أوسع تواجهها الشركة، فقد أعلنت الشركة أخيراً إغلاق وجهات أخرى مثل أوستن وشانغهاي في 2024، وناسو وبروفيدنسياليس وسانت لوسيا في 2025، مع التركيز على تعزيز شبكتها في وجهات جديدة مثل سيول (من المقرر إطلاقها في مارس 2026) والرياض وتورونتو، كما أشارت الشركة إلى تباطؤ الطلب في السوق الأمريكية بعد بداية قوية في 2025، مما قد يكون ساهم في إعادة تقييم وجهاتها ذات المخاطر العالية مثل تل أبيب.
وأثار القرار اهتماماً واسعاً، إذ نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية الخبر كتطور بارز، مما يعكس أهميته في السوق الإسرائيلية، ومع ذلك، لم يصدر تعليق رسمي من السلطات الإسرائيلية أو هيئة المطارات حتى الآن.
