افتتح أتيليه جدة للفنون الجميلة مساء الأحد الماضي معرض الفنان التشكيلي حسين دقاس بعنوان «صدى الألوان» بحضور الفنان الكبير ضياء عزيز ضياء ونخبة من الفنانين والنقاد والمهتمين بالفن التشكيلي. ويعد هذا المعرض الخامس في مسيرة دقاس الفنية ضمن مشروعه المستمر «الألوان وهندسة الحياة» الذي يسعى من خلاله إلى استكشاف العلاقة بين اللون والروح واستحضار تأثيره في وجدان الإنسان وحياته.في فضاء المعرض تتنفس اللوحات ببطء وكأنها حالات وجدانية تتبدل بتبدل الضوء. تهمس تدرجات الرمادي والأبيض بالسكينة بينما تشتعل البقع البرتقالية كلحظة دفء مفاجئة في برد المساحات في حين تتناثر الأخضر والبنفسجي بتوازن روحي يشي بالصفاء. اللون هنا ليس عنصرا زخرفيا بل كائن حي ينطق بلغة المشاعر يروي ما عجزت الكلمات عن قوله ويمنح المتلقي دهشة الاكتشاف الأولى.يؤمن دقاس بأن للألوان كيانين؛ جلي تراه الأبصار وخفي تدركه البصائر وفي الخفي ما هو أعمق وأجمل من الجلي وهي فلسفة تتجلى في لوحاته التي تمزج بين التجريد والرمز وبين الواقع والتأمل في رحلة تعبيرية تستدعي البصر والبصيرة معا.يضم المعرض أكثر من 20 عملا فنيا تتنوع بين الإيقاع اللوني الهادئ والانفجار التعبيري، مقدما رؤية إنسانية للألوان كأداة شفاء وبهجة ودهشة في امتداد لمسيرته الفنية التي تسعى دوما إلى تحقيق التوازن بين الحس الجمالي والعمق النفسي.حسين عمر دقاس الزهراني من مواليد السعودية وأحد الأسماء البارزة في الساحة التشكيلية المعاصرة. بدأ مسيرته الفنية منذ 1989 وشارك في معظم المعارض المقامة بمدينة جدة إلى جانب مشاركات عربية ودولية في القاهرة وبلجيكا وكندا وعمان والكويت كما مثل المملكة في ملتقيات فنية بعدة دول أوروبية.أقام دقاس خمسة معارض شخصية بدأها بـ«حنين الذكريات» عام 2015، مروراً بـ«جذور» و«مجرد ظل» و«مرافئ» وصولا إلى معرضه الحالي «صدى الألوان». حصل على عدد من الجوائز أبرزها جائزة مسابقة روح القيادة التشكيلية وجائزة أفضل موهبة في مسابقة عبدالمحسن القحطاني وجائزة الطائف للفن التشكيلي.اقتنيت أعماله من قبل الديوان الملكي ومكتب ولي العهد «مسك» ومؤسسات حكومية وأهلية وشخصيات مرموقة. ويستمر معرض «صدى الألوان» حتى 12 نوفمبر 2025.



