من شاب مهووس بالاحتيال في دبلن إلى زعيم أحد أخطر عصابات الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات في العالم، رسم كريستي «دابر دون» كيناهان مسارًا إجراميًا جعله وأبناءه على رأس قائمة المطلوبين دوليًا، مع مكافآت أمريكية تصل إلى 15 مليون دولار.
لكن إمبراطورية كيناهان التي امتدت إلى أكثر من 20 دولة، وشملت تهريب الكوكايين وغسيل الأموال وعمليات اغتيال علنية، تواجه اليوم واحدة من أكبر أزماتها، بعد سلسلة من الضربات الأمنية أبرزها ضبط شحنة قيمتها 132 مليون جنيه إسترليني عام 2023، وتسليم الذراع اليمنى للعائلة شون ماكغفرن إلى السلطات الإيرلندية بتهمة القتل.
ويعتبر تاريخ العائلة مليئاً بالدموية، من اغتيال غاري هاتش في إسبانيا عام 2015 إلى مجزرة فندق ريجنسي في دبلن، التي فجّرت حربًا دموية أودت بحياة 15 شخصًا في إطار صراع دموي مع عصابة عائلة هاتش المنافسة.
وفي 2022، وجّهت وزارة الخزانة الأمريكية ضربة قاسية بفرض عقوبات على كيناهان ونجليه، متهمةً إياهم بالتورط في صفقات مع جماعات متطرفة مثل حزب الله، لتضعهم في خانة عصابات مافيا عالمية كـ«كامورا» الإيطالية و«ياكوزا» اليابانية.
اليوم، ومع انتقال نشاطهم إلى خارج أوروبا ثم تزايد الضغوط بعد توقيع اتفاقيات تسليم مطلوبين، بدا أن سطوة الكارتل في تراجع. وتشير مصادر أمنية إلى أن كارتلات منافسة مثل ندرانغيتا الإيطالية و«كلان ديل غولفو» الكولومبية تجاوزت كيناهان في السيطرة على تجارة المخدرات في القارة العجوز.
أما الأب كريستي كيناهان (68 عامًا) الذي حاول إعادة اختراع نفسه مستشار طيران بريطاني تحت اسم «كريستوفر فنسنت»، فيُعتقد أنه يبحث عن ملاذ جديد في زيمبابوي، لكنه يظل محاصرًا بسمعة صنعها بنفسه: رجل أصبح كبيرًا لدرجة أنه لم يعد قادرًا على الاختباء.