باستخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية و شروط الاستخدام .
موافقة
وكالة عرب الإخباريةوكالة عرب الإخباريةوكالة عرب الإخبارية
  • الأخبار المحلية
    الأخبار المحلية
    آخر المستجدات في الأردن، مع تغطية شاملة للأحداث السياسية والاجتماعية والخدمية، لنكون عينك على الوطن.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    الامن: لا قضايا سلب في عمّان الايام الماضية .. وتوقيف مختلقها
    الامن: لا قضايا سلب في عمّان الايام الماضية .. وتوقيف مختلقها
    منذ شهرين
    أجواء معتدلة الثلاثاء
    أجواء معتدلة الثلاثاء
    منذ 8 أشهر
    الوطني لتطوير المناهج يستقبل 256 مشاركة عبر منصته خلال الشهر الأول من إطلاقها
    الوطني لتطوير المناهج يستقبل 256 مشاركة عبر منصته خلال الشهر الأول من إطلاقها
    منذ شهرين
    أحدث الأخبار
    الاردن يدين الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قوات سورية وأميركية في سوريا
    منذ 41 دقيقة
    مجلس نقابة الصحفيين يبحث عدة قضايا
    منذ ساعتين
    المواصفات والمقاييس: حظر بيع المدافئ المتسببة بالاختناقات وإجراءات مكثفة للتحفظ عليها
    منذ 4 ساعات
    الأردن يدين مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة بالضفة الغربية
    منذ 5 ساعات
  • اخبار السلط
    اخبار السلط
    أحدث أخبار مدينة السلط، مناسبات، افتتاحات، وكل ما يدور داخل مدينة السلط اولا بأول
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    الانتهاء من مشروع جسر قناة الملك عبدالله بتكلفة إجمالية بلغت 100 الف دينار
    4
    الانتهاء من مشروع جسر قناة الملك عبدالله بتكلفة إجمالية بلغت 100 الف دينار
    منذ 9 أشهر
    بلدية السلط الكبرى ترفع 1,688 طنّاً من النفايات و192 متراً مكعباً من الأنقاض خلال أول أيام عيد الفطر
    11
    بلدية السلط الكبرى ترفع 1,688 طنّاً من النفايات و192 متراً مكعباً من الأنقاض خلال أول أيام عيد الفطر
    منذ 9 أشهر
    جاهة كريمة من عشيرة فنشه تطلب يد كريمة السيد حسن عبدالله حرب للمهندس محمد سمير فنشه
    25
    جاهة كريمة من عشيرة فنشه تطلب يد كريمة السيد حسن عبدالله حرب للمهندس محمد سمير فنشه
    منذ 8 أشهر
    أحدث الأخبار
    بلدية السلط الكبرى إلى العالمية تأهلٌ تاريخي في تحدي رؤساء البلديات 2025 بمشاركة 630 مدينة حول العالم
    منذ 5 أشهر
    نعي وجيه فاضل – محمد سليمان الكديان خريسات (أبو أحمد)
    منذ 8 أشهر
    جاهة كريمة من عشيرة فنشه تطلب يد كريمة السيد حسن عبدالله حرب للمهندس محمد سمير فنشه
    منذ 8 أشهر
    بلدية السلط الكبرى ترفع 1,688 طنّاً من النفايات و192 متراً مكعباً من الأنقاض خلال أول أيام عيد الفطر
    منذ 9 أشهر
  • عربي ودولي
    • اخبار فلسطين
    • الخليج العربي
    • اخبار عربية
    • اخبار العالم
    عربي ودولي
    آخر المستجدات على الساحة العربية والعالمية، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن الأزمات إلى الإنجازات، مع تغطية دقيقة وموضوعية لأهم الأحداث الدولية.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    الشيخة حسينة تعلن التحدي من المنفى
    الشيخة حسينة تعلن التحدي من المنفى
    منذ شهرين
    ترمب: إسرائيل وافقت على هدنة 60 يوماً في غزة
    ترمب: إسرائيل وافقت على هدنة 60 يوماً في غزة
    منذ 5 أشهر
    معادلة «س - س» تغير وجه المنطقة وترسم خارطة الاستقرار الإقليمي
    معادلة «س – س» تغير وجه المنطقة وترسم خارطة الاستقرار الإقليمي
    منذ شهر واحد
    أحدث الأخبار
    11 شهيدا.. حكومة غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية للمنخفض الاخير​ 
    منذ 11 ساعة
    11 شهيدا.. حكومة غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية للمنخفض الاخير​ 
    منذ 11 ساعة
    اليونيسف تحذر من تفشي الأمراض بين أطفال غزة​ 
    منذ 11 ساعة
    اليونيسف تحذر من تفشي الأمراض بين أطفال غزة​ 
    منذ 11 ساعة
  • الإقتصاد
    الإقتصاد
    أحدث أخبار الاقتصاد الأردني، تحليل الأسواق، الاستثمارات، وأسعار العملات لمساعدتك في اتخاذ قراراتك المالية.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    الأردن يُعلّق استيراد الدواجن من البرازيل بسبب إنفلونزا الطيور
    الأردن يُعلّق استيراد الدواجن من البرازيل بسبب إنفلونزا الطيور
    منذ 7 أشهر
    انخفاض الفاتورة النفطية للأردن بنسبة 6.4% للربع الأول من 2025
    منذ 7 أشهر
    رئيس الوزراء يعمم للتقيد بالتعامل مع الملتزمين بالفوترة وإصدار الفاتورة الكترونياً
    رئيس الوزراء يعمم للتقيد بالتعامل مع الملتزمين بالفوترة وإصدار الفاتورة الكترونياً
    منذ 7 أشهر
    أحدث الأخبار
    زين كاش تُطلق حملة استقبال العام 2026 للفوز بـ 2026 دينار
    منذ 3 ساعات
    البنك الأردني الكويتي يوقّع اتفاقية تعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان لتسويق برنامج “تأمين رعاية”
    منذ 3 ساعات
    المنتدى الاقتصادي الأردني يناقش مسارات التطور والتحديث في منطقة العقبة الاقتصادية
    منذ 4 ساعات
    الشركس: استراتيجيات نقدية متقدمة تحصّن الدينار وترسم مشهدا نقديا يدعم نمو الاقتصاد
    منذ 9 ساعات
  • التكنولوجيا
    التكنولوجيا
    أحدث أخبار التكنولوجيا، الهواتف الذكية، الإنترنت، والابتكارات التقنية في الأردن والعالم.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    قطاع الاتصالات: الأردن سيكون مغطى كاملا بالإنترنت بعد “ستار لينك”
    قطاع الاتصالات: الأردن سيكون مغطى كاملا بالإنترنت بعد “ستار لينك”
    منذ 8 أشهر
    ابتكار يراقب الدماغ ويرصد الإجهاد الذهني
    ابتكار يراقب الدماغ ويرصد الإجهاد الذهني
    منذ 6 أشهر
    5 ميزات «جديدة» في نظام التشغيل iOS 26 يعرفها مستخدمو Android
    5 ميزات «جديدة» في نظام التشغيل iOS 26 يعرفها مستخدمو Android
    منذ 5 أشهر
    أحدث الأخبار
    «شات جي بي تي» متهمٌ بمقتل أُمٍّ في أمريكا
    منذ 9 ساعات
    وداعاً لبطء ويندوز.. حلول سحرية !
    منذ 9 ساعات
    سامسونج تكشف عن ‘Galaxy Z TriFold’ مستقبل الابتكار في عالم الهواتف القابلة للطي
    منذ يومين
    هيئة سلامة المستهلك الأمريكية تستدعي آلاف شواحن “باور بنك” بعد حوادث اشتعال
    منذ يومين
  • الثقافة والفنون
    الثقافة والفنون
    استكشف عالم الثقافة والفن، من الأدب والموسيقى إلى الفعاليات الفنية والمهرجانات في الأردن.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    بمشاركة «سبايك لي».. 11 عملاً تدشن «أيام الفيلم الوثائقي» في «سينما حيّ» بـ جدة
    بمشاركة «سبايك لي».. 11 عملاً تدشن «أيام الفيلم الوثائقي» في «سينما حيّ» بـ جدة
    منذ 7 أشهر
    «الأجر يفرق معايه».. انسحاب منة شلبي من «السلم والثعبان»
    «الأجر يفرق معايه».. انسحاب منة شلبي من «السلم والثعبان»
    منذ 7 أشهر
    الفنان عبدالحكيم قطيفان: أسماء الأسد تحولت إلى غول.. إصابتها بالسرطان لعبة
    الفنان عبدالحكيم قطيفان: أسماء الأسد تحولت إلى غول.. إصابتها بالسرطان لعبة
    منذ 7 أشهر
    أحدث الأخبار
    أحمد داود يبدأ «بابا وماما جيران» لرمضان 2026
    منذ 3 ساعات
    فان ديزل يفجّر مفاجأة: كريستيانو رونالدو إلى السينما
    منذ 3 ساعات
    خلاف «ليلة حليم» يصل للقضاء الكويتي
    منذ 4 ساعات
    أمير جازان يشرّف الأمسية الشعرية للشاعر حسن أبوعَلة
    منذ 6 ساعات
  • الرياضة
    الرياضة
    أخبار الرياضة المحلية والعالمية، تغطية لمباريات المنتخب الأردني، وأبرز أحداث كرة القدم الأردنية والدوري الأردني والرياضات الأخرى.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    تدريبات استرجاعية وراحة مسائية للاعبي الأخضر
    تدريبات استرجاعية وراحة مسائية للاعبي الأخضر
    منذ 4 أسابيع
    أمام رايو آفي.. «آس» تتغنى بتألق «رونالدو وفيليكس»
    أمام رايو آفي.. «آس» تتغنى بتألق «رونالدو وفيليكس»
    منذ 4 أشهر
    جيسوس يطالب لاعبيه باحترام الخليج
    جيسوس يطالب لاعبيه باحترام الخليج
    منذ 8 أشهر
    أحدث الأخبار
    الأمير راشد بن الحسن يرعى حفل تخريج خريجي المرحلة الأولى من برنامج التايكوندو
    منذ 41 دقيقة
    الاتحاد يحافظ على صدارة دوري كرة القدم للمحترفات
    منذ 41 دقيقة
    ملعب ألعاب القوى بـ7 مليارات ريال في الرياض
    منذ 41 دقيقة
    قفز للمركز الرابع مؤقتاً.. تشيلسي يستعيد نغمة الانتصارات
    منذ 41 دقيقة
  • مناسبات
    مناسبات
    أجمل اللحظات وأهم المناسبات التي تجمع أبناء الأردن، من أفراح وتهاني إلى تكريمات وتعازي، لأن الروابط الإنسانية هي أساس مجتمعنا
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    عشاء بمناسبة زفاف الأستاذ المحامي ماجد فواز البقور 🎉
    عشاء بمناسبة زفاف الأستاذ المحامي ماجد فواز البقور 🎉
    منذ شهرين
    جاهة كريمة من عشيرة فنشه تطلب يد كريمة السيد حسن عبدالله حرب للمهندس محمد سمير فنشه
    25
    جاهة كريمة من عشيرة فنشه تطلب يد كريمة السيد حسن عبدالله حرب للمهندس محمد سمير فنشه
    منذ 8 أشهر
    نعي وجيه فاضل – محمد سليمان الكديان خريسات (أبو أحمد)
    نعي وجيه فاضل – محمد سليمان الكديان خريسات (أبو أحمد)
    منذ 8 أشهر
    أحدث الأخبار
    عشاء بمناسبة زفاف الأستاذ المحامي ماجد فواز البقور 🎉
    منذ شهرين
    الشوابكة والعدوان نسايب
    منذ 5 أشهر
    أفراح أبو غنمي
    منذ 6 أشهر
    الشوابكه والرشايده نسايب
    منذ 6 أشهر
  • اخبار منوعة
    اخبار منوعة
    كل ما هو خفيف وممتع، من الطرائف والغرائب إلى المعلومات الشيقة التي تجذب اهتمام الجميع.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    وفاة «تيكتوكر» تتحول إلى «لغز».. وتثير جدلاً في المكسيك
    وفاة «تيكتوكر» تتحول إلى «لغز».. وتثير جدلاً في المكسيك
    منذ 3 أشهر
    حل جديد للإقلاع عن التدخين الإلكتروني
    حل جديد للإقلاع عن التدخين الإلكتروني
    منذ 8 أشهر
    فوائد زراعة النباتات في المنزل:
    فوائد زراعة النباتات في المنزل:
    منذ 3 أشهر
    أحدث الأخبار
    كيف يغير العمل عن بعد الصحة النفسية للنساء والرجال ؟
    منذ 41 دقيقة
    فوائد لمس النباتات:
    منذ 41 دقيقة
    5 نصائح لضبط السكري صباحاً   
    منذ 41 دقيقة
    مواقع تقنية: 107 ثغرات أمنية تضرب «أندرويد»… والخبراء يدعون للتحديث الفوري
    منذ 41 دقيقة
قراءة: عبدالعزيز النصافي: بوصلة الثقافة تتجه للمملكة مثلما اتجهت لمصر زمن العمالقة
مشاركة الخبر
الإشعارات عرض المزيد
مُغير حجم الخطأأ
مُغير حجم الخطأأ
وكالة عرب الإخباريةوكالة عرب الإخبارية
  • اخبار السلط
  • الأخبار المحلية
  • الإقتصاد
  • الثقافة والفنون
  • الرياضة
  • عربي ودولي
  • مناسبات
  • الأخبار المحلية
    • اخبار السلط
    • الأخبار المحلية
  • الأخبار العربية والدولية
    • اخبار فلسطين
    • الخليج العربي
    • اخبار عربية
    • اخبار العالم
  • شاهد أيضاً
    • الإقتصاد
    • التكنولوجيا
    • اخبار منوعة
    • الثقافة والفنون
    • الرياضة
    • المجتمع والحياة
    • مناسبات
تابعنا
عبدالعزيز النصافي: بوصلة الثقافة تتجه للمملكة مثلما اتجهت لمصر زمن العمالقة
الثقافة والفنون

عبدالعزيز النصافي: بوصلة الثقافة تتجه للمملكة مثلما اتجهت لمصر زمن العمالقة

منذ يومين
مشاركة الخبر
12 دقيقة للقراءة
مشاركة

كلما أتاحت لي سانحةٌ الحديث مع الشاعر عبدالعزيز بن علي النصافي، تحضر مقولة «إنما المرء بأصغريه قلبه وذاكرته»؛ لأنّ ضيف هذا الأسبوع ابن بيئة شعريّة، اكتسب المعاني قبل اكتساب اللغة، ونجح بالأدب في كسب ثقة المحيط والمحطات، وبالصدق، والفراسة، امتاز بحساسية التفريق بين الجادّ والهزل، والحقيقي والمُزيّف، والمُحبّ والمناور، وهو هنا برغم جراحاته الأثيرة، آثر أن يبدو متصالحاً وفاتحاً دروب تواصل ومودة، دون تفتيش في أرشيف الأمس، وهذه الروح وراءها الكثير من الوعي، والقراءة، وحسّ الانتماء، فإلى نصّ الحوار:• ماذا يعني انتماء الإنسان لبيئة شاعرة؟•• سأجيب عن هذا السؤال العميق من زاويتي الشخصية:فأنا نشأت في بيت كنت أسمع فيه الشعر أكثر من الكلام، فأبي شاعر، وأخي الأكبر عمار شاعر، وأسرتي كلهم شعراء، لهذا كان الشعر من طفولتي يجري في عروق قلبي كجريان العطر في عروق الوردة..ولفضاءِ القريةِ الرَّحب، وضيائها الصباحيّ، وهدوئها الليليّ، وتنوّعِها البصريّ والجماليّ فضلٌ عليَّ، كفضلِ موسمِ الأمطار ببروقه وضبابه وسحابه على الأشجارِ والأزهار..ولمجلس والدي (رحمه الله) الذي كانت تدور فيه القصائد الأصيلة والحكايات الشعبية، مع فناجين القهوة على إيقاع المطر ورائحة البن والهيل، وعلى ضوء النار في ليالي الشتاء الباردة، وعلى نسمات الأودية والحقول القريبة في ليالي الصيف الماتعة، فضلٌ لا يضاهيه ما تمنحه أرقى الجامعات لمن تتلمذ فيها..ولمدينةِ الرياض «التي ترقُّ ملامحُها في المطر» وتكشف عن مفاتنها الشاعرية في عزّ الشمس لمن أحبّها، أنتمي وأجد روحي كفراشةٍ ربيعيةٍ تطير من حيّ الصحافة إلى حيّ قرطبة..• بمن تأثرتَ على مستوى اللغة والسرد؟•• أميل في كتاباتي إلى النزارية الشاعرية، وإلى الغذّامية النقدية، لغةٌ وسطى تستعير من الفصحى فخامتها ورصانتها وهيبتها، ومن العامية بساطتها وحرارتها وجرأتها.ويبدو أن اختياري لهذه اللغة كان قدراً، بسبب التصادم الجمالي بين الشعر الشعبي والشعر الفصيح، بين القصيدة التي أكتبها والقصيدة التي أقرأها، بين بدواة ابن القرية وحضارة ابن المدينة. فأنا من مجلس والدي المغمور بالشعر، ومن أجواء القرية المغمورة بالمطر انتقلتُ -بعد تخرجي من الثانوية- من بادية الشلالحة إلى مدينة الرياض، وأنا أحمل ذاكرة شعر وذاكرة مطر. ودرست في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام، فحفظت قصيدة طرفة بن العبد التي تصف ناقته، كما حفظت قصيدة عواض اللويحق الهجلة المطيري التي تصف ذلولَه، ومن هذا المزج بين الثقافتين سال قلمي الصحفي.• متى ولجتَ باب الصحافة؟ وعلى يد من؟•• دخلت الصحافة من باب الشعر على يد الدكتور عبدالله الجحلان، رئيس تحرير مجلة اليمامة في تلك المدة.والحكاية أنني كنت في سنتيَّ الأولى والثانية أنشر قصائد شعبية في مجلة «اليمامة» وعُرِفت فيها، وفي ليلة من عام 2007 التقيت بالدكتور الجحلان في مبنى المؤسسة، وعقب دردشة قصيرة، اكتشف أنني قارئ صحف منذ طفولتي، فقال بحسن ظنه: «كل صفات الصحفي الناجح فيك؛ متابعة صحفية، وحسٌّ إبداعي، وتخصص لغة عربية. لماذا لا تعمل معنا؟»، فوافقت قبل أن أفكر.بدأت بالإشراف على صفحتين شعبيتين لمدة عام تقريباً، ولم يكن بها عمل صحفي حقيقي كانت «مكتبية»، وتوقفت لظروف سفر إلى القرية في الإجازة الصيفية، ثم عدت بدعم الثلاثة وتشجيعهم، وهم؛ عبدالله الجحلان (أطال الله في عمره)، وفهد العبدالكريم، وسعود العتيبي (رحمهما الله)، فبدأت رحلتي الميدانية بحوارات وتحقيقات واستطلاعات كما تتطلبه الصحافة.وحين تخرجت في الجامعة كلّفني الدكتور الجحلان بالإشراف على القسم الفني مع مهمات صحفية أخرى، وبعد أن تولّى فهد العبدالكريم (رحمه الله) رئاسة التحرير، كلّفني بالإشراف على القسم الثقافي كاملاً، إلى جانب القسم الفني ومهمة الاستكتاب، ومنحني صلاحيات جعلتني أشعر -وقتها- أنني أنا رئيس التحرير.• صف لنا أجواء الصحافة في المرحلة التي عملتَ فيها؟•• في تلك المرحلة، وبالتحديد عام 2007، كانت جريدة «الرياض» تتجاوز إيراداتها اليومية ثلاثة ملايين ريال، وهو ما انعكس على المؤسسة كلها، فكانت المجلة والجريدة حينئذ خلية نحل. وكان تركي السديري (رحمه الله) كريماً مع أبناء المؤسسة، وأعرف كاتباً كان يتقاضى خمسة آلاف ريال عن المقال الواحد، وأعرف رسّام كاريكاتير كان راتبه يعادل راتب وزير، وهذا دليل على الملاءة المالية وكرم تركي السديري (رحمه الله).كانت مكاتب المجلة الفخمة وفريقها الكبير أشبه بجامعة ثقافية، وكان مكتب سعود العتيبي (رحمه الله) صالوناً يومياً أشبه بصالون العقاد، نجتمع فيه كل مساء على رائحة الورق والقهوة، وتبدأ النقاشات الصحفية والثقافية الثرية عن مواد أبواب المجلة المتنوعة (السياسة، الاقتصاد، الثقافة، الفن، الرياضة…).وللتاريخ؛ شهدت المجلة في عهد فهد العبدالكريم (رحمه الله) أضخم إصدار منذ تأسيسها، تجاوزت رعاياته 2.6 مليون ريال، وهو رقم ضخم لمجلّة غير ربحية. وهذا دليل كبير على تحليق «اليمامة» في هذه المرحلة الصعبة.. فبعد هذا النجاح الذي تحقق كسب فهد العبدالكريم (رحمه الله) ثقة أعضاء مؤسسة اليمامة الصحفية، ووصل إلى كرسي رئاسة تحرير جريدة «الرياض»، وأشرف على المطبوعتين بكل نجاح ومهنية، إلى أن داهمه المرض وأنهكه، وأنهك المؤسسة من بعده، بل أنهك قلوب محبيه أيضاً، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.• يُقال إن هامش الحرية تراجع في عهد الدكتور عبدالله الجحلان، مقارنة بمرحلة الدكتور فهد العرابي الحارثي.. ما تعليقك؟•• لم أعاصر مرحلة الدكتور فهد العرابي الحارثي، التي يُشهد لها بالتميز وارتفاع السقف، لكن مرحلة الدكتور عبدالله الجحلان ظُلِمَت بهذا الانطباع. فقبل أن أعمل في «اليمامة» كانت شواهد ارتفاع السقف واضحة لمن يقرأ، من بينها مقالات الدكتور محمد حمد القنيبط التي حملت أصداء كبيرة، إذ كانت -لقوتها وجرأتها- تصل إلى كبار المسؤولين في الدولة، وكما هو معروف فمن استكتب القنيبط هو الدكتور الجحلان.وفي المرحلة التي عملت فيها كانت المجلة -في نظري- أجرأ من الصحف كلها. يكفي أن ملفاً أسبوعياً بعنوان «نجوم جرجرتهم المحاكم» كان مثار استغراب الكثير من الزملاء الصحفيين في الصحف الأخرى قرابة السنتين، كما أقيمت على المجلة بسببه دعاوى قضائية.. وللأمانة لم أذكر أن الدكتور الجحلان منع حواراً أو مقالة، وحين يتردد كان يستشير سعود العتيبي وفهد العبدالكريم (رحمهما الله) وحادي العنزي، وإسحاق عمر، وعمر أبو راس وبقية الزملاء.• ألا تأكل الصحافة لغة الشاعر والروائي؟•• من الممكن أن يصحّ ذلك، على من يعمل يومياً في قسم المحليات والاقتصاد، وهذه الحكاية أرويها لأول مرة، وهي أنه لما عُرض عليَّ العمل في جريدة «الوطن» في ذروة انتشارها عام 2009، وكان المتاح لي وقتها أن أعمل في القسم المحلي والاقتصادي، وطُلبَت مني تغطيات رسمية وتقارير اقتصادية وأخبار عن (الشرطة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدفاع المدني، والبلدية…) لكنني حقيقة لم أستطع، وشعرت -خلال شهر- بما شعر به الشاعر العراقي علي جعفر العلاق حين عمل في الحسابات والأرقام والصكوك، فعدّ ذلك من الأعمال المرعبة للشاعر، انسحبت بهدوء وعدت إلى «اليمامة».لكن من وجهة نظري، عمل المبدع في الصحافة الثقافية والأدبية عمل إيجابي، وكما يقول الشاعر اللبناني شوقي بزيع: الكتابة الصحفية في الشأن الأدبي والثقافي تمنع لغة المبدع من الصدأ، وتجعل المبدع في حالة متواصلة من التأهب والجهوزية التعبيرية، وتثري معجمه الشعري بكل ما يلزمه من أسباب الطزاجة والتجدد والاتصال بالحياة.• بماذا خرجت من بلاط «صاحبة الجلالة»؟•• خرجت بأجمل ذكرياتي، وبأجمل صداقاتي. خرجت بمحبة فهد العبدالكريم وسعود العتيبي (رحمهما الله) التي أنهكتني بعد رحيلهما، وخرجت بعينٍ لمّاحة، وقلمٍ متمرّن، ومادةٍ ثقافية ثرية.• بعد تركك الصحافة كانت لك تجربة تلفزيونية مع جابر القرني وهاشم الجحدلي في برنامج «صنوان»..حدثنا عن هذه التجربة.•• هذا صحيح.. قبل أربعة أعوام تلقيت من الإعلامي الخلوق جابر القرني اتصالاً يريد مني التعاون معه ومع الشاعر هاشم الجحدلي في إعداد حلقات برنامج «صنوان» في موسمه الثاني، حقيقة ترددت في البداية، وطلبت منه مهلة قصيرة للتفكير، ولمشاهدة حلقات الموسم الأول الناجح بكل المقاييس، بعد أن أعطاني نبذة قصيرة عن البرنامج وأنه ليس برنامج «مواجهة»، وليس للبحث عن الإثارة و«الترند».. بل برنامج ثقافي توثيقي فيه احتفاء بالأديب وبمنجزاته، وفيه تسليط الضوء على محطات حياته وتوثيقها بشكل يليق بالضيف.. واشترطت السريّة إثر موافقتي إلى أن ينتهي التصوير، وعقب الصدى الرائع للبرنامج، حقيقة أنا من بادر وأعلن أنني شاركت في إدارة التحرير، لأنها تجربة جميلة وأعتز بها، ولست مبالغاً في أن كل ضيف تواصلت معه بعد عرض حلقته قال لي: هذه أجمل حلقة لي.. بمن فيهم الذي لا يعجبه العجب.• من طَرْق باب الرواية في «أغنية قادمة من الغيم»، إلى كتابك الثاني «المبادع عن شعر القلطة»، إلى مقاربات نقدية في «نار الخبز»، هل أنت مغرم بالتجريب؟•• لا.. أنا مؤمن بالتنوع، ومعجب بالصقر الذي يطير من قمّةٍ إلى قمّة، ولا يكتفي بنوع واحد من الطيور.• ما انطباعك عن واقع الثقافة المحلية والعربية؟•• حقيقة نعيش في المملكة، حراكاً ثقافياً ثرياً في الأعوام الأخيرة، وبوصلة الثقافة تتجه إلينا كما كانت تتجه إلى مصر في عصر العمالقة، أما واقع الثقافة في عدد من الدول العربية فقد تراجع لأسباب مختلفة.• ما سرّ علاقتك الوطيدة بالدكتور عبدالله الغذّامي؟•• علاقتي بالدكتورعبدالله الغذّامي كعلاقتي بكل أساتذتنا الكبار؛ مرزوق بن تنباك، وحمزة المزيني، وسعيد السريحي (شفاه الله)، وسعد البازعي، وعثمان الصيني، وصالح زياد، وصالح معيض، ومعجب الزهراني، ومعجب العدواني، وخالد الرفاعي، وعبدالله بن سليم الرشيد، وعبدالرزاق الصاعدي، وسعد الصويان، وغيرهم.. هي علاقة التلميذ بأستاذه والقارئ بكاتبه. وتربيتي تحتّم عليّ النظر إلى رموزنا الثقافية والعلمية نظرة إجلال وإكبار، شأن نظرة نجيب محفوظ، إلى طه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، والمازني.وحكايتي مع الغذّامي ومحبتي الكبيرة له كتبتها بتفاصيلها الصغيرة في كتابي «نار الخبز».• ما الذي يميّز الدكتور عبدالله الغذّامي عن غيره؟•• الغذّامي ملأ الدنيا وشغل الناس من المغرب إلى العراق، حتى قالت أكاديمية عراقية: «عشنا في عصر الغذّامي».تخيل..تجاوزت الرسائل الأكاديمية حول مشروعه (النقد الثقافي) 100 رسالة ماجستير ودكتوراه.الغذّامي في النقد مثل نزار قباني في الشعر؛ كلاهما وصل إلى الطبقتين الشعبية والنخبوية، وهذه هي الميزة الكبرى من وجهة نظري.• ألا تخشى ضريبة الانتماء للغذّامية في ظل الاستقطابات الرقمية؟•• سامحك الله يا صديقي.. لستُ بسذاجة من فَهِمَ الثقافة والفن، فَهْمَ المشجع الرياضي المتعصب. فأنا أسمع لمحمد عبده وطلال مداح، وفي مكتبتي كتاب عن ميسي وآخر عن رونالدو، وفي عيني اليمنى قصيدة فصيحة لعبدالله بن سليم الرشيد، وفي اليسرى قصيدة شعبية لعبدالله بن عون العتيبي.• كيف تصف نفسك في مواقع التواصل؟ ماذا عن الوداعة والمسالمة؟•• كل ما أريده من حضوري في «X» هو أن أقدم محتوى ثقافياً لطيفاً يكشف عن شخصيتي الحقيقية ولا يثقل على المتابعين. وشعاري في هذه المنصة قول معجب الزهراني: «لا أريد أن أرجم أحداً بشقّ تمرة، ولا أتحمل أن يرجمني أحمق ولو بوردة».. ليت السلامة.• ما المشروع الذي تطبخه اليوم على نار فكرك الهادئ؟•• لا أظن أن لدي مشروعاً تأليفياً خلال الأعوام الثلاثة القادمة، سأرتاح وأجني صدى كتبي الثلاثة، ومع ذلك أشعر أنني قصّرت بحق الشعر، ولا أخفيك بدأت أجمع قصائدي التي ارتقت إلى الذائقة الرفيعة ومقالاتي التي دارت حول الشعر، وفي نيّتي إصدار كتاب يجمع بين القصيدة والمقالة بعنوان «نحت من مطر» حين أشعر باكتماله، ولن يكون ذلك قبل أعوام. 

«ليلة طربية».. أصالة وآدم يحييان رأس السنة في العلا بهذا الموعد
«الست» يتحدى الانتقادات ويحقق 7.2 مليون جنيه في 3 أيام بمصر
الدموع تخطف الأنظار في زفاف ابنة محمد هنيدي
قلق في الوسط الفني بعد تعرّض لورا خباز لحادثة مروعة !
ياسمين عبد العزيز: الحب خيال والحياة للناجحين فقط
شارك هذه المقالة
فيسبوك واتساب واتساب برقية بريد إلكتروني مطبعة
ما تعليقك على الخبر
اعجبني0
لم يعجبني0
اضحكني0
نعسني0
ولا اي اشي0
- الإعلانات -
صورة الإعلانصورة الإعلان
فيسبوكمتابعة الصفحة
احدث الأخبار المحلية
الاردن يدين الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قوات سورية وأميركية في سوريا
الأخبار المحلية

الاردن يدين الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قوات سورية وأميركية في سوريا

منذ 41 دقيقة
مجلس نقابة الصحفيين يبحث عدة قضايا
المواصفات والمقاييس: حظر بيع المدافئ المتسببة بالاختناقات وإجراءات مكثفة للتحفظ عليها
الأردن يدين مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة بالضفة الغربية
الأمن العام: وفاة جديدة لشاب في العاصمة جرّاء الاختناق بمدفأة “الشموسة”

قد يعجبك ايضا

«بعد قرار حكومي بعلاجها».. أشرف زكي يكشف مفاجأة بشأن صحة عبلة كامل واعتزالها
الثقافة والفنون

«بعد قرار حكومي بعلاجها».. أشرف زكي يكشف مفاجأة بشأن صحة عبلة كامل واعتزالها

منذ يوم واحد
محامي شيرين عبدالوهاب يكشف مفاجأة بشأن شقيقها في قضيتها مع المنتج محمد الشاعر
الثقافة والفنون

محامي شيرين عبدالوهاب يكشف مفاجأة بشأن شقيقها في قضيتها مع المنتج محمد الشاعر

منذ يوم واحد
هيدي كرم تبدأ تصوير فيلم «عيلة دياب عالباب» مع محمد سعد في هذا الموعد
الثقافة والفنون

هيدي كرم تبدأ تصوير فيلم «عيلة دياب عالباب» مع محمد سعد في هذا الموعد

منذ يوم واحد
صرخة أحمد رفعت.. غياب الفرص أزمة يعيشها الوسط الفني
الثقافة والفنون

صرخة أحمد رفعت.. غياب الفرص أزمة يعيشها الوسط الفني

منذ يومين
عبدالعزيز النصافي: بوصلة الثقافة تتجه للمملكة مثلما اتجهت لمصر زمن العمالقة
الثقافة والفنون

عبدالعزيز النصافي: بوصلة الثقافة تتجه للمملكة مثلما اتجهت لمصر زمن العمالقة

منذ يومين
مشاركة الخبر
12 دقيقة للقراءة
مشاركة

كلما أتاحت لي سانحةٌ الحديث مع الشاعر عبدالعزيز بن علي النصافي، تحضر مقولة «إنما المرء بأصغريه قلبه وذاكرته»؛ لأنّ ضيف هذا الأسبوع ابن بيئة شعريّة، اكتسب المعاني قبل اكتساب اللغة، ونجح بالأدب في كسب ثقة المحيط والمحطات، وبالصدق، والفراسة، امتاز بحساسية التفريق بين الجادّ والهزل، والحقيقي والمُزيّف، والمُحبّ والمناور، وهو هنا برغم جراحاته الأثيرة، آثر أن يبدو متصالحاً وفاتحاً دروب تواصل ومودة، دون تفتيش في أرشيف الأمس، وهذه الروح وراءها الكثير من الوعي، والقراءة، وحسّ الانتماء، فإلى نصّ الحوار:• ماذا يعني انتماء الإنسان لبيئة شاعرة؟•• سأجيب عن هذا السؤال العميق من زاويتي الشخصية:فأنا نشأت في بيت كنت أسمع فيه الشعر أكثر من الكلام، فأبي شاعر، وأخي الأكبر عمار شاعر، وأسرتي كلهم شعراء، لهذا كان الشعر من طفولتي يجري في عروق قلبي كجريان العطر في عروق الوردة..ولفضاءِ القريةِ الرَّحب، وضيائها الصباحيّ، وهدوئها الليليّ، وتنوّعِها البصريّ والجماليّ فضلٌ عليَّ، كفضلِ موسمِ الأمطار ببروقه وضبابه وسحابه على الأشجارِ والأزهار..ولمجلس والدي (رحمه الله) الذي كانت تدور فيه القصائد الأصيلة والحكايات الشعبية، مع فناجين القهوة على إيقاع المطر ورائحة البن والهيل، وعلى ضوء النار في ليالي الشتاء الباردة، وعلى نسمات الأودية والحقول القريبة في ليالي الصيف الماتعة، فضلٌ لا يضاهيه ما تمنحه أرقى الجامعات لمن تتلمذ فيها..ولمدينةِ الرياض «التي ترقُّ ملامحُها في المطر» وتكشف عن مفاتنها الشاعرية في عزّ الشمس لمن أحبّها، أنتمي وأجد روحي كفراشةٍ ربيعيةٍ تطير من حيّ الصحافة إلى حيّ قرطبة..• بمن تأثرتَ على مستوى اللغة والسرد؟•• أميل في كتاباتي إلى النزارية الشاعرية، وإلى الغذّامية النقدية، لغةٌ وسطى تستعير من الفصحى فخامتها ورصانتها وهيبتها، ومن العامية بساطتها وحرارتها وجرأتها.ويبدو أن اختياري لهذه اللغة كان قدراً، بسبب التصادم الجمالي بين الشعر الشعبي والشعر الفصيح، بين القصيدة التي أكتبها والقصيدة التي أقرأها، بين بدواة ابن القرية وحضارة ابن المدينة. فأنا من مجلس والدي المغمور بالشعر، ومن أجواء القرية المغمورة بالمطر انتقلتُ -بعد تخرجي من الثانوية- من بادية الشلالحة إلى مدينة الرياض، وأنا أحمل ذاكرة شعر وذاكرة مطر. ودرست في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام، فحفظت قصيدة طرفة بن العبد التي تصف ناقته، كما حفظت قصيدة عواض اللويحق الهجلة المطيري التي تصف ذلولَه، ومن هذا المزج بين الثقافتين سال قلمي الصحفي.• متى ولجتَ باب الصحافة؟ وعلى يد من؟•• دخلت الصحافة من باب الشعر على يد الدكتور عبدالله الجحلان، رئيس تحرير مجلة اليمامة في تلك المدة.والحكاية أنني كنت في سنتيَّ الأولى والثانية أنشر قصائد شعبية في مجلة «اليمامة» وعُرِفت فيها، وفي ليلة من عام 2007 التقيت بالدكتور الجحلان في مبنى المؤسسة، وعقب دردشة قصيرة، اكتشف أنني قارئ صحف منذ طفولتي، فقال بحسن ظنه: «كل صفات الصحفي الناجح فيك؛ متابعة صحفية، وحسٌّ إبداعي، وتخصص لغة عربية. لماذا لا تعمل معنا؟»، فوافقت قبل أن أفكر.بدأت بالإشراف على صفحتين شعبيتين لمدة عام تقريباً، ولم يكن بها عمل صحفي حقيقي كانت «مكتبية»، وتوقفت لظروف سفر إلى القرية في الإجازة الصيفية، ثم عدت بدعم الثلاثة وتشجيعهم، وهم؛ عبدالله الجحلان (أطال الله في عمره)، وفهد العبدالكريم، وسعود العتيبي (رحمهما الله)، فبدأت رحلتي الميدانية بحوارات وتحقيقات واستطلاعات كما تتطلبه الصحافة.وحين تخرجت في الجامعة كلّفني الدكتور الجحلان بالإشراف على القسم الفني مع مهمات صحفية أخرى، وبعد أن تولّى فهد العبدالكريم (رحمه الله) رئاسة التحرير، كلّفني بالإشراف على القسم الثقافي كاملاً، إلى جانب القسم الفني ومهمة الاستكتاب، ومنحني صلاحيات جعلتني أشعر -وقتها- أنني أنا رئيس التحرير.• صف لنا أجواء الصحافة في المرحلة التي عملتَ فيها؟•• في تلك المرحلة، وبالتحديد عام 2007، كانت جريدة «الرياض» تتجاوز إيراداتها اليومية ثلاثة ملايين ريال، وهو ما انعكس على المؤسسة كلها، فكانت المجلة والجريدة حينئذ خلية نحل. وكان تركي السديري (رحمه الله) كريماً مع أبناء المؤسسة، وأعرف كاتباً كان يتقاضى خمسة آلاف ريال عن المقال الواحد، وأعرف رسّام كاريكاتير كان راتبه يعادل راتب وزير، وهذا دليل على الملاءة المالية وكرم تركي السديري (رحمه الله).كانت مكاتب المجلة الفخمة وفريقها الكبير أشبه بجامعة ثقافية، وكان مكتب سعود العتيبي (رحمه الله) صالوناً يومياً أشبه بصالون العقاد، نجتمع فيه كل مساء على رائحة الورق والقهوة، وتبدأ النقاشات الصحفية والثقافية الثرية عن مواد أبواب المجلة المتنوعة (السياسة، الاقتصاد، الثقافة، الفن، الرياضة…).وللتاريخ؛ شهدت المجلة في عهد فهد العبدالكريم (رحمه الله) أضخم إصدار منذ تأسيسها، تجاوزت رعاياته 2.6 مليون ريال، وهو رقم ضخم لمجلّة غير ربحية. وهذا دليل كبير على تحليق «اليمامة» في هذه المرحلة الصعبة.. فبعد هذا النجاح الذي تحقق كسب فهد العبدالكريم (رحمه الله) ثقة أعضاء مؤسسة اليمامة الصحفية، ووصل إلى كرسي رئاسة تحرير جريدة «الرياض»، وأشرف على المطبوعتين بكل نجاح ومهنية، إلى أن داهمه المرض وأنهكه، وأنهك المؤسسة من بعده، بل أنهك قلوب محبيه أيضاً، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.• يُقال إن هامش الحرية تراجع في عهد الدكتور عبدالله الجحلان، مقارنة بمرحلة الدكتور فهد العرابي الحارثي.. ما تعليقك؟•• لم أعاصر مرحلة الدكتور فهد العرابي الحارثي، التي يُشهد لها بالتميز وارتفاع السقف، لكن مرحلة الدكتور عبدالله الجحلان ظُلِمَت بهذا الانطباع. فقبل أن أعمل في «اليمامة» كانت شواهد ارتفاع السقف واضحة لمن يقرأ، من بينها مقالات الدكتور محمد حمد القنيبط التي حملت أصداء كبيرة، إذ كانت -لقوتها وجرأتها- تصل إلى كبار المسؤولين في الدولة، وكما هو معروف فمن استكتب القنيبط هو الدكتور الجحلان.وفي المرحلة التي عملت فيها كانت المجلة -في نظري- أجرأ من الصحف كلها. يكفي أن ملفاً أسبوعياً بعنوان «نجوم جرجرتهم المحاكم» كان مثار استغراب الكثير من الزملاء الصحفيين في الصحف الأخرى قرابة السنتين، كما أقيمت على المجلة بسببه دعاوى قضائية.. وللأمانة لم أذكر أن الدكتور الجحلان منع حواراً أو مقالة، وحين يتردد كان يستشير سعود العتيبي وفهد العبدالكريم (رحمهما الله) وحادي العنزي، وإسحاق عمر، وعمر أبو راس وبقية الزملاء.• ألا تأكل الصحافة لغة الشاعر والروائي؟•• من الممكن أن يصحّ ذلك، على من يعمل يومياً في قسم المحليات والاقتصاد، وهذه الحكاية أرويها لأول مرة، وهي أنه لما عُرض عليَّ العمل في جريدة «الوطن» في ذروة انتشارها عام 2009، وكان المتاح لي وقتها أن أعمل في القسم المحلي والاقتصادي، وطُلبَت مني تغطيات رسمية وتقارير اقتصادية وأخبار عن (الشرطة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدفاع المدني، والبلدية…) لكنني حقيقة لم أستطع، وشعرت -خلال شهر- بما شعر به الشاعر العراقي علي جعفر العلاق حين عمل في الحسابات والأرقام والصكوك، فعدّ ذلك من الأعمال المرعبة للشاعر، انسحبت بهدوء وعدت إلى «اليمامة».لكن من وجهة نظري، عمل المبدع في الصحافة الثقافية والأدبية عمل إيجابي، وكما يقول الشاعر اللبناني شوقي بزيع: الكتابة الصحفية في الشأن الأدبي والثقافي تمنع لغة المبدع من الصدأ، وتجعل المبدع في حالة متواصلة من التأهب والجهوزية التعبيرية، وتثري معجمه الشعري بكل ما يلزمه من أسباب الطزاجة والتجدد والاتصال بالحياة.• بماذا خرجت من بلاط «صاحبة الجلالة»؟•• خرجت بأجمل ذكرياتي، وبأجمل صداقاتي. خرجت بمحبة فهد العبدالكريم وسعود العتيبي (رحمهما الله) التي أنهكتني بعد رحيلهما، وخرجت بعينٍ لمّاحة، وقلمٍ متمرّن، ومادةٍ ثقافية ثرية.• بعد تركك الصحافة كانت لك تجربة تلفزيونية مع جابر القرني وهاشم الجحدلي في برنامج «صنوان»..حدثنا عن هذه التجربة.•• هذا صحيح.. قبل أربعة أعوام تلقيت من الإعلامي الخلوق جابر القرني اتصالاً يريد مني التعاون معه ومع الشاعر هاشم الجحدلي في إعداد حلقات برنامج «صنوان» في موسمه الثاني، حقيقة ترددت في البداية، وطلبت منه مهلة قصيرة للتفكير، ولمشاهدة حلقات الموسم الأول الناجح بكل المقاييس، بعد أن أعطاني نبذة قصيرة عن البرنامج وأنه ليس برنامج «مواجهة»، وليس للبحث عن الإثارة و«الترند».. بل برنامج ثقافي توثيقي فيه احتفاء بالأديب وبمنجزاته، وفيه تسليط الضوء على محطات حياته وتوثيقها بشكل يليق بالضيف.. واشترطت السريّة إثر موافقتي إلى أن ينتهي التصوير، وعقب الصدى الرائع للبرنامج، حقيقة أنا من بادر وأعلن أنني شاركت في إدارة التحرير، لأنها تجربة جميلة وأعتز بها، ولست مبالغاً في أن كل ضيف تواصلت معه بعد عرض حلقته قال لي: هذه أجمل حلقة لي.. بمن فيهم الذي لا يعجبه العجب.• من طَرْق باب الرواية في «أغنية قادمة من الغيم»، إلى كتابك الثاني «المبادع عن شعر القلطة»، إلى مقاربات نقدية في «نار الخبز»، هل أنت مغرم بالتجريب؟•• لا.. أنا مؤمن بالتنوع، ومعجب بالصقر الذي يطير من قمّةٍ إلى قمّة، ولا يكتفي بنوع واحد من الطيور.• ما انطباعك عن واقع الثقافة المحلية والعربية؟•• حقيقة نعيش في المملكة، حراكاً ثقافياً ثرياً في الأعوام الأخيرة، وبوصلة الثقافة تتجه إلينا كما كانت تتجه إلى مصر في عصر العمالقة، أما واقع الثقافة في عدد من الدول العربية فقد تراجع لأسباب مختلفة.• ما سرّ علاقتك الوطيدة بالدكتور عبدالله الغذّامي؟•• علاقتي بالدكتورعبدالله الغذّامي كعلاقتي بكل أساتذتنا الكبار؛ مرزوق بن تنباك، وحمزة المزيني، وسعيد السريحي (شفاه الله)، وسعد البازعي، وعثمان الصيني، وصالح زياد، وصالح معيض، ومعجب الزهراني، ومعجب العدواني، وخالد الرفاعي، وعبدالله بن سليم الرشيد، وعبدالرزاق الصاعدي، وسعد الصويان، وغيرهم.. هي علاقة التلميذ بأستاذه والقارئ بكاتبه. وتربيتي تحتّم عليّ النظر إلى رموزنا الثقافية والعلمية نظرة إجلال وإكبار، شأن نظرة نجيب محفوظ، إلى طه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، والمازني.وحكايتي مع الغذّامي ومحبتي الكبيرة له كتبتها بتفاصيلها الصغيرة في كتابي «نار الخبز».• ما الذي يميّز الدكتور عبدالله الغذّامي عن غيره؟•• الغذّامي ملأ الدنيا وشغل الناس من المغرب إلى العراق، حتى قالت أكاديمية عراقية: «عشنا في عصر الغذّامي».تخيل..تجاوزت الرسائل الأكاديمية حول مشروعه (النقد الثقافي) 100 رسالة ماجستير ودكتوراه.الغذّامي في النقد مثل نزار قباني في الشعر؛ كلاهما وصل إلى الطبقتين الشعبية والنخبوية، وهذه هي الميزة الكبرى من وجهة نظري.• ألا تخشى ضريبة الانتماء للغذّامية في ظل الاستقطابات الرقمية؟•• سامحك الله يا صديقي.. لستُ بسذاجة من فَهِمَ الثقافة والفن، فَهْمَ المشجع الرياضي المتعصب. فأنا أسمع لمحمد عبده وطلال مداح، وفي مكتبتي كتاب عن ميسي وآخر عن رونالدو، وفي عيني اليمنى قصيدة فصيحة لعبدالله بن سليم الرشيد، وفي اليسرى قصيدة شعبية لعبدالله بن عون العتيبي.• كيف تصف نفسك في مواقع التواصل؟ ماذا عن الوداعة والمسالمة؟•• كل ما أريده من حضوري في «X» هو أن أقدم محتوى ثقافياً لطيفاً يكشف عن شخصيتي الحقيقية ولا يثقل على المتابعين. وشعاري في هذه المنصة قول معجب الزهراني: «لا أريد أن أرجم أحداً بشقّ تمرة، ولا أتحمل أن يرجمني أحمق ولو بوردة».. ليت السلامة.• ما المشروع الذي تطبخه اليوم على نار فكرك الهادئ؟•• لا أظن أن لدي مشروعاً تأليفياً خلال الأعوام الثلاثة القادمة، سأرتاح وأجني صدى كتبي الثلاثة، ومع ذلك أشعر أنني قصّرت بحق الشعر، ولا أخفيك بدأت أجمع قصائدي التي ارتقت إلى الذائقة الرفيعة ومقالاتي التي دارت حول الشعر، وفي نيّتي إصدار كتاب يجمع بين القصيدة والمقالة بعنوان «نحت من مطر» حين أشعر باكتماله، ولن يكون ذلك قبل أعوام. 

الغذامي ما زال بطل المشهد !
نقد الخطاب الثقافي عند سعيد السريحي.. دراسة تأويلية
نقد الخطاب الثقافي عند سعيد السريحي.. دراسة تأويلية
القشعمي والعبداللطيف يوثقان سيرة منيرة الموصلي
القشعمي والعبداللطيف يوثقان سيرة منيرة الموصلي
شارك هذه المقالة
فيسبوك واتساب واتساب برقية بريد إلكتروني مطبعة
ما تعليقك على الخبر
اعجبني0
لم يعجبني0
اضحكني0
نعسني0
ولا اي اشي0
- الإعلانات -
صورة الإعلانصورة الإعلان
فيسبوكمتابعة الصفحة
احدث الأخبار المحلية
الاردن يدين الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قوات سورية وأميركية في سوريا
الأخبار المحلية

الاردن يدين الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قوات سورية وأميركية في سوريا

منذ 41 دقيقة
مجلس نقابة الصحفيين يبحث عدة قضايا
المواصفات والمقاييس: حظر بيع المدافئ المتسببة بالاختناقات وإجراءات مكثفة للتحفظ عليها
الأردن يدين مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة بالضفة الغربية
الأمن العام: وفاة جديدة لشاب في العاصمة جرّاء الاختناق بمدفأة “الشموسة”

قد يعجبك ايضا

عشّاق الترجمة يبحثون عن أثر
الثقافة والفنون

عشّاق الترجمة يبحثون عن أثر

منذ يومين
عشّاق الترجمة يبحثون عن أثر
الثقافة والفنون

عشّاق الترجمة يبحثون عن أثر

منذ يومين
قرار حكومي بعلاج عبلة كامل بعد وعكتها الصحية
الثقافة والفنون

قرار حكومي بعلاج عبلة كامل بعد وعكتها الصحية

منذ يومين
«التهاب» يُبعد يسرا اللوزي عن «المورستان»
الثقافة والفنون

«التهاب» يُبعد يسرا اللوزي عن «المورستان»

منذ يومين
وكالة عرب الإخباريةوكالة عرب الإخبارية
تابعنا
الحقوق مش محفوظة | الموقع تحت إدارة: ومضة ابداع للتسويق الإلكتروني
  • أعلن معنا
  • اتصل بنا
  • خريطة الموقع
  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • سياسة النشر
مرحبا بعودتك

تسجيل الدخول الى حسابك

اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني
كلمة المرور

هل نسيت كلمة المرور؟