قررت جهات التحقيق المصرية التحفظ على سائحة هولندية بتهمة التعدي على شاب مصري بعصا خشبية في محيط منطقة الأهرامات الأثرية بالجيزة، في واقعة اعتبرتها السائحة رد فعل منها على قيام الشاب بضرب «حمار» بطريقة اعتبرتها «قاسية»، ما دفعها للتدخل بعنف، في واقعة غير مألوفة أثارت جدلاً واسعاً في مصر.
وكانت السائحة الهولندية، التي يُقال إنها متزوجة من مصري وتمتلك عيادة بيطرية غير مرخصة في مصر، تزور منطقة الهرم السياحية، حيث تُؤجر الخيول والجمال للسياح للتنزه حول الأهرامات، ولاحظت السائحة شاباً يعمل سائساً يستخدم سوطاً لجلد حمار، ما أثار غضبها. وبدلاً من الاكتفاء بالاحتجاج اللفظي، نزلت السائحة من سيارتها وهاجمت الشاب بعصا خشبية، مُحدثة إصابات طفيفة له، قبل أن يلوذ الشاب بالفرار.
ولم تتوقف الواقعة عند هذا الحد، إذ تداول شهود عيان مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت السائحة وهي تطارد الشاب حاملة العصا، وسط صيحات المارة، وأثارت هذه المشاهد ردود فعل متباينة، حيث أبدى البعض تعاطفاً مع دوافع السائحة المناهضة للقسوة على الحيوانات، بينما استنكر آخرون أسلوبها العنيف، معتبرين أنها تجاوزت حدود القانون.
وعلى الفور، تحركت السلطات الأمنية في الجيزة، حيث تم التحفظ على السائحة الهولندية في قسم شرطة الهرم، تمهيداً لعرضها على النيابة العامة للتحقيق في الواقعة. وتشير المعلومات الأولية إلى أن التهم الموجهة للسائحة تتضمن التعدي بالضرب والتسبب في إصابات، مع احتمال إضافة تهم أخرى تتعلق بممارسة نشاط بيطري دون ترخيص، وذلك بعد تقدم الشاب المُعتدى عليه ببلاغ رسمي، مؤكداً أنه لم يكن ينوي إيذاء الحمار بما يتجاوز المعتاد في عمله.
الواقعة أعادت إلى الأذهان النقاشات المستمرة حول معاملة الحيوانات في المناطق السياحية المصرية، لاسيما في مواقع مثل الأهرامات، حيث تُستخدم الحمير والخيول بكثرة لنقل السياح، ورأت منظمات حقوق الحيوان، التي طالما انتقدت ظروف عمل هذه الحيوانات، في الحادثة فرصة لتسليط الضوء على ضرورة تطبيق قوانين أكثر صرامة لحماية الحيوانات.
في المقابل، أشار عمال الإسطبل في المنطقة إلى أن مثل هذه الحوادث قد تضر بسمعة المنطقة السياحية وتؤثر على مصدر رزقهم.
