أثار انتشار فيديو جديد تم إنتاجه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يظهر فيه صوت وصورة كوكب الشرق أم كلثوم وهي تؤدي أغنية للفنان ويجز، جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والشعبية بمصر.
الفيديو، الذي انتشر بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أعاد إلى الأذهان الإرث الفني العظيم لأم كلثوم، لكنه أثار في الوقت ذاته غضب أسرتها التي وصفت هذا العمل بالتجاوز غير المقبول على تراث الراحلة. أم كلثوم، التي تُعد رمزاً للفن العربي الأصيل، اشتهرت بتقديم أعمال غنائية كلاسيكية تركت بصمة لا تُمحى في الوجدان العربي. وفي هذا السياق، أعربت أسرة الفنانة الراحلة، ممثلة بحفيدتها جيهان الدسوقي، عن رفضها القاطع لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة إنتاج صوت أو صورة أم كلثوم دون إذن مسبق من الورثة. وأكدت الأسرة أن هذا العمل يُعد انتهاكاً لحقوق الملكية الفكرية والأدبية لكوكب الشرق، التي تظل رمزاً مصرياً وعربياً لا يُمس. وفي بيان رسمي، هددت أسرة أم كلثوم باتخاذ إجراءات قانونية ضد صانعي الفيديو وكل من يستخدم صوت أو صورة الفنانة الراحلة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون موافقة. وأشارت الأسرة إلى أن هذه الفيديوهات تُشوه الإرث الفني لأم كلثوم، خصوصا أنها قدمت لوناً غنائياً فريداً جعلها تتربع على عرش النجومية لعقود. وأضافت: «نحن نحترم التطور التكنولوجي، لكن لا يمكن قبول استغلال تراث أم كلثوم بهذه الطريقة». الفيديو المثير للجدل، الذي يُظهر أم كلثوم وهي تؤدي أغنية بأسلوب مغاير تماماً لأسلوبها التقليدي، لاقى تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل، حيث أبدى البعض إعجابهم بالإبداع التكنولوجي، بينما اعتبر آخرون أن هذا العمل يُقلل من قيمة الفنانة الأيقونية. وتكرر هذا الجدل في 2023، عندما أثار الملحن عمرو مصطفى ضجة مماثلة بإنتاج أغنية بصوت أم كلثوم باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما دفع الأسرة والمنتج محسن جابر للتهديد باتخاذ إجراءات قانونية، قبل أن يتراجع مصطفى ويتعهد بعدم استخدام صوتها.
من جانبه، لم يصدر الفنان ويجز أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن الفيديو أو تورطه المباشر في إنتاجه، لكن مصادر مقربة أشارت إلى أن الفيديو قد يكون من إنتاج أحد المعجبين أو صانعي المحتوى المستقلين.
يُذكر أن استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة إحياء أصوات فنانين راحلين أثار نقاشات عالمية حول الأخلاقيات والقوانين المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية.
