اعتادت دور النشر ومعارض الكتب على الحضور اللافت لمطبوعات الأندية الأدبية، خصوصاً خلال عقدين متتاليين مضيا، فيما تراجعت الأندية عن دورها في النشر، ورفع بعضها يده بحكم تحويلها إلى جمعيات، ولتوقف الميزانيات التي كانت تغذّي الأنشطة والنشر. وعلمت «عكاظ» أن سوق النشر السعودية تراجعت؛ بسبب غياب مطبوعات الأندية، بنسبة تتجاوز 80%، ويتطلّع كتّاب ومثقفون لتعويض دور الأندية بقطاعات جديدة تعوّض النقص، وتحتفي بالمبدعين، أو إعادة دور الأندية الأدبية؛ لاستعادة نشاطها المعهود.
رئيس أدبي منطقة الباحة الشاعر حسن الزهراني أكد أنه من الطبيعي تراجع عدد الإصدارات مع أنهيار الأندية الأدبية وتحويلها إلى جمعيات، موضحاً أن الأندية كانت إضافةً إلى نشاطها الأسبوعي المتنوع ومؤتمراتها وملتقياتها ومهرجاناتها وشراكاتها المجتمعية تمد المكتبة العربية كل عام بما يزيد على 200 إصدار في مختلف فنون الأدب والثقافة والفكر والمعرفة لمبدعين من كافة أنحاء الوطن العربي، إضافةً إلى الدوريات المحكّمة، وعبّر عن أسفه الكبير على المواهب الشابة؛ التي كانت الأندية تبنت إبداعاتها الواعدة تحت عنوان مشترك تقريباً (الكتاب الأول) إلا أن الفكرة انطفأت كما قال.
ويرى الزهراني أن هذا العمل يسير ضد توجّه الرؤية الوطنية المباركة التي قادها ولي عهدنا وملهمنا الأمير محمد بن سلمان، والتي جعلت أهمّ ركائزها الاهتمام بالشباب وصناعة جيل المستقبل واستقطاب إبداعاتهم وتمكينهم.
ولفت إلى أنّ إصدارات نادي الباحة الأدبي الثقافي، بلغت 20 كتاباً، ويتجاوز عدد إصدارات النادي خلال فترة رئاسته 287 إصداراً، وبلغ العدد في بعض الأعوام 30 إصداراً، وحقق بها النادي الفوز على مستوى الأندية بالمركز الأول في عدد الإصدارات.
وأشار الزهراني إلى الحرص على أن يكون نحو ثلث الإصدارات من نصيب أبناء المنطقة الذين من أجلهم أنشئ النادي والبقية موزعة بين مبدعي المملكة والوطن العربي، إذ طبع النادي لمبدعين من كافة بلدان الوطن العربي عدا ليبيا.
وكانت جميع مسودات الكتب التي تصلنا تخضع لتحكيم دقيق من قبل محكمين متخصصين كل في مجاله؛ لذلك فاز بحمد الله من هذه الإصدارات 17 إصداراً بجوائز محلية وعربية، مضيفاً أن أدبي الباحة ومن خلال شراكته مع دار الانتشار العربي ببيروت أوصل إصداراته إلى كافة المعارض العربية والدولية، وكانت تصل إلى النادي طلبات لبعض الإصدارات من جامعات كبيرة في بعض الدول العربية كالمغرب، الجزائر، تونس، مصر، الأردن، الإمارات، عمان، اليمن، الكويت، ونرسل لهم هذه الكتب مجاناً لتعينهم في دراساتهم الأكاديمية، وتخدم أبناء الوطن بتحقيق الانتشار.
أدبي الطائف.. 26 إصداراً في العام الماضي والحالي
كشف رئيس أدبي الطائف عطا الله الجعيد استمرار أدبي الطائف في طباعة الأعمال الثقافية والإبداعية، رغم تحوّله إلى جمعية، موضحاً أن لديهم ميزانية يمولون بها الطباعة؛ إذ تم إصدار 16 كتاباً في عام 2024، و10 كتب في عام 2025.
أدبي نجران.. أصدر من 14 – 20 كتاباً
أوضح رئيس أدبي نجران سعيد آل مرضمة أن أدبي نجران كان يُصدِرُ من 14 إلى 20 كتاباً، سنوياً، والعام الماضي 2024 أصدر ستة كتب فقط، بحكم توقف الميزانية.
أدبي الأحساء.. 20 إصداراً سنوياً
أكد رئيس النادي الأدبي في الأحساء الدكتور ظافر الشهري أن أدبي الأحساء كان يصدر 20 كتاباً سنوياً.
أدبي أبها.. 41 إصداراً في عامين فقط
أوضح عضو مجلس إدارة نادي أبها الأدبي حسين الزيداني أنّ أدبي أبها تبوأ المركز الأول على مستوى المطبوعات، وعدّ توقيف نشاط الأندية سبباً في تراجع عدد الإصدارات، لافتاً إلى أن إصدارات نادي أبها الأدبي عامي 2021 و2022 بلغت 41 كتاباً.
عبدالله السمطي: الأندية قدّمت إصدارات نوعيّةً.. وغذّت دور النشر ومعارض الكتب
أكد الناقد الدكتور عبدالله السمطي؛ أنّ إصدارات الأندية الأدبية في المملكة تمثّلُ بعداً جوهريّاً من أبعاد النشاط الثقافي الفعال الذي كانت تنهض به من ندوات وملتقيات أدبية ونقدية موسعة، وأمسيات شعرية، إذ كانت إصداراتها تغطي مختلف أنواع المعرفة، ولم تكن تقتصر على الأدب وحده.
وقال: أتصور، ودون أدنى مبالغة، أن الرعيل الأول من رواد الأدب السعودي، الذين أشرفوا على إدارة الأندية الأدبية منذ تأسيسها، كانوا أكثر همة ونشاطاً، وكانوا قادرين على إحداث حراك ثقافي مؤثر، بحيث جعلوا الأندية الأدبية بمثابة مدارس إبداعية تخرجت فيها أجيال كثيرة من الأدباء والأديبات.
وأضاف: كانت الإصدارات متتالية لم تتوقف، وقدمت كنوزاً من الإبداع السعودي الأدبي والبحثي للقراء، ولو نظرنا إلى قوائم الإصدارات قبل سنوات لوجدناها تضم أرقاماً كبيرة متنوعة، ولنلحظ إصدارات النادي الأدبي الثقافي بجدة التي لم تنتشر محلياً فحسب بل وعربياً، وإصداراتها من المجلات الثقافية مثل علامات وجذور التي كانت تنافس مجلات عربية عريقة، ولنقل الكلام نفسه عن إصدارات أندية الرياض والباحة والجوف وجازان وأبها والقصيم وغيرها من الأندية التي كانت نشيطة.
ولفت إلى أن ما صدر عن الأندية من مطبوعات يشكل هوية الإبداع السعودي، وتطلّع إلى التمسك بالأندية الأدبية، وعدم التفريط فيها باعتبارها قيمة ثقافية لها تاريخها ومخرجاتها التي تحتضن الأجيال الجديدة، وألا يفرط في الإصدارات القيمة المتنوعة.
أدبي الباحة يعيد 120 مسوّدة لمؤلفيها ويعتذر عن نشرها
علمت «عكاظ» أن النادي الأدبي في منطقة الباحة، أبرم اتفاقات مع مؤلفين وكُتّاب وشعراء ونقاد لإصدار 120 كتاباً خلال العام الماضي والحالي والمقبل، إلا أنه بسبب توقف الدعم اعتذروا لأصحابها وأعادوا لهم مسوداتهم.
