كشفت وسائل إعلام غربية، اليوم (الأربعاء)، استعداداً أمريكيّاً لتقديم دعم عسكري واستخباراتي واسع النطاق لتمكين أي بعثة محتملة لحفظ السلام في أوكرانيا بعد الحرب، مؤكدة أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت حلفاءها الأوروبيين بذلك.
وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية إن العرض الأمريكي يشمل توفير أصول حيوية في مجالات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، إلى جانب أنظمة القيادة والتحكم، إضافة إلى طائرات عسكرية وأنظمة دفاع جوي متقدمة قادرة على تشكيل درع دفاعي بري وجوي فوق الأراضي الأوكرانية، متوقعة أن يتضمن ذلك رادارات أرضية، وطائرات لوجستية، وربما نشر بطاريات دفاعية مثل «باتريوت»، بما يتيح فرض منطقة حظر طيران جزئية لدعم مهمة أوروبية على الأرض.
وأشارت الصحيفة إلى أن العرض الأمريكي جاء خلال سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى عقدها مسؤولون أمنيون أمريكيون مع قادة عسكريين من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا في الأيام الأخيرة، مبينة أن واشنطن شدّدت على أن مشاركتها ستكون مشروطة بالتزام الدول الأوروبية بنشر عشرات الآلاف من الجنود داخل أوكرانيا لتأمين مهام حفظ السلام.
وأفادت الصحيفة أن الولايات المتحدة لا تعتزم إرسال قوات برية خاصة بها، وإنما ستقتصر مشاركتها على دور داعم وتمكيني في الجو والاستخبارات، وبحسب الصحيفة إن هذا التوجه يمثل تحولاً عن الموقف الأمريكي السابق، الذي كان يستبعد أية التزامات أمنية طويلة الأمد بعد الحرب.
وتدفع دول أوروبية عدة، خصوصاً بريطانيا وفرنسا، باتجاه تعزيز القدرات الدفاعية للقارة وزيادة الإنفاق العسكري، في ظل استمرار حالة الغموض بشأن مستقبل المحادثات مع روسيا، غير أن هذا المشروع يواجه تحديات كبيرة، خصوصاً مع بروز تردد داخل بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا.