شهد مطار هومبيرتو دلغادو في لشبونة، أحد أكثر المطارات ازدحاما في البرتغال، اضطرابات كبيرة اليوم (السبت)، جراء إضراب نفذه عمال الخدمات الأرضية، حتى تسبب الإضراب، الذي بدأ منتصف ليل الجمعة ويستمر حتى منتصف ليل الإثنين، في إلغاء عشرات الرحلات وتأخيرات طويلة، وأثر على آلاف المسافرين خلال ذروة موسم العطلات الصيفية.
وأفادت تقارير من إدارة المطار أن العديد من الرحلات الجوية، خصوصا تلك التي تديرها الخطوط الجوية البرتغالية والخطوط الجوية الألمانية والخطوط الجوية البريطانية تأثرت بشدة، حيث شهدت عمليات تسجيل الوصول، مناولة الأمتعة، وخدمات صيانة الطائرات تعطلا كبيرا، ونصحت السلطات المسافرين بالتحقق من حالة رحلاتهم عبر مواقع الشركات الجوية قبل التوجه إلى المطار، فيما أعربت نقابة العمال عن أسفها للإزعاج، مؤكدة أن الإضراب جاء كخيار أخير بعد فشل المفاوضات مع الشركة.
ويأتي إضراب عمال الخدمات الأرضية في مطار هومبيرتو دلغادو ضمن سلسلة من الإضرابات المقررة على مدار خمس عطلات نهاية أسبوع متتالية في يوليو وأغسطس، في جميع مطارات البرتغال الرئيسية، بما في ذلك لشبونة وبورتو وفارو وبورتو سانتو، ويعود سبب الإضراب إلى مطالب النقابة بتحسين الأجور، التي تُعد أقل من الحد الأدنى للأجور في البرتغال، وتسوية المدفوعات المتأخرة للعمل الإضافي والورديات الليلية، إلى جانب الاعتراض على التغييرات غير القانونية في ساعات العمل وبرامج التسريح الجماعي.
وفقا لتقارير، تسببت الإضرابات في البرتغال خلال الصيف في اضطرابات واسعة النطاق، حيث يُعد يوليو وأغسطس من أكثر الفترات ازدحاما بسبب تدفق السياح الأوروبيين والمحليين. وتشير بيانات إدارة المطارات الوطنية إلى أن إضرابا سابقا في 2022 أدى إلى إلغاء ما يقرب من 60 رحلة في يوم واحد بمطار لشبونة، ما يعكس حجم الاضطرابات المحتملة.
وتشهد البرتغال، وخصوصا لشبونة، طفرة سياحية كبيرة في السنوات الأخيرة، ما يجعل المطارات مركزا حيويا للاقتصاد الوطني، ومع ذلك، تُثير هذه الإضرابات مخاوف من تأثير سلبي على سمعة البرتغال كوجهة سياحية، خصوصا مع تزامن الإضرابات مع ذروة موسم السفر، وتواجه شركات الطيران تحديات في إعادة جدولة الرحلات وتوفير تعويضات للمسافرين، بينما يعاني المسافرون من تأخيرات طويلة في تسجيل الوصول، فقدان الأمتعة، وإلغاء الرحلات.
وأدى الإضراب إلى حالة من الفوضى في مطار هومبيرتو دلغادو، حيث عانى المسافرون من طوابير طويلة وتأخيرات في استلام الأمتعة، مع إلغاء العديد من الرحلات إلى وجهات أوروبية رئيسية مثل لندن وباريس ومدريد، وأعربت شركات الطيران، عن أملها في تقليل الاضطرابات، مشيرة إلى أن بعض خدماتها قد لا تتأثر بشكل مباشر إذا كانت تعتمد على وكلاء خدمات أرضية آخرين.
