في دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي نوتنغهام وهارفارد، تم تحليل بيانات أكثر من 1000 مشارك من قاعدة UK Biobank، بهدف تقييم تأثير جائحة كوفيد-19 على صحة الدماغ. وأظهرت النتائج أن معدل الشيخوخة البيولوجية للدماغ تسارع بنحو نصف عام لدى الأشخاص الذين عاشوا خلال فترة الجائحة، مقارنة بمن خضعوا للفحص قبلها.
وبحسب الدراسة، فإن المصابين بكوفيد-19 أظهروا تراجعاً واضحاً في القدرات الإدراكية، بما في ذلك ضعف الذاكرة، وانخفاض سرعة المعالجة الذهنية والتركيز.
أما غير المصابين بكوفيد-19 فقد كشفت صور الدماغ تغيّرات واضحة في البنية العصبية، لكنها لم تؤثر بشكل ملحوظ على الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة أو التفكير. ويُرجّح الباحثون أن هذه التغيرات لم تكن ناتجة عن الإصابة المباشرة بالفايروس، بل نتيجة الضغوط النفسية والاجتماعية التي رافقت الجائحة، مثل العزلة، القلق، والتوتر المستمر.
كما أوضحت الدراسة أن كبار السن، خصوصاً الرجال، كانوا الفئة الأكثر تأثراً بهذه التغيرات، مقارنة بغيرهم من المشاركين.
ولا تزال قابلية عكس هذه التغيرات محل نقاش علمي، إذ لم يُحسم بعد ما إذا كانت مؤقتة أم طويلة الأمد. ومع ذلك، عبّر الباحثون عن تفاؤلهم بأن تحسّن الظروف النفسية والاجتماعية بعد الجائحة قد يسهم في استعادة بعض وظائف الدماغ بمرور الوقت.