– الإعلام النقي هو الأصدق والأبقى
– تحقق النجاح دون الحاجة لمشاهير الفلس
– دعم المبدعين دعم للهوية الثقافية والإنسانية
– عبد الواحد ليس مجرد شاعر بل إنسان استثنائي
في ليلة من ليالي الوفاء التي امتزج فيها الشعر بالعطاء والقصيدة بالإنسان شهدت الباحة حفلاً مميزاً لتكريم الشاعر الدكتور عبدالواحد بن سعود الزهراني في أمسية تعد من أنجح الفعاليات الثقافية التي عرفتها المنطقة فيالسنوات الأخيرة، إذ نجح الحفل نجاحاً باهراً بجهود اللجان المنظمة والإعلاميين الذين عملوا بإخلاص واحترافية وأثبتوا أن الإعلام النقي هو الأصدق والأبقى على مر الزمان والمكان، فقد كان لافتاً أنالنجاح تحقق دون الحاجة إلى دعوة أي من “مشاهير الفلس” الذين اعتادوا الظهور في المناسبات بحثاً عن الأضواء، بل كان البريق الحقيقي من نصيب أهل الكلمة والوفاء أولئك الذين حملوا مشاعل الصحافةلسنوات طويلة ولا يزالون فكانوا بحق واجهة مشرّفة للإعلام السعودي الراسخ في قيمه ومبادئه.
أبدعت اللجنة التنظيمية التي ضمت نخبة من كبار الإعلاميين الذين عملوا في الصحف الورقية الكبرى وما زالوا على عهد الكلمة الصادقة في تقديم حفل يليق بمكانة المحتفى به ويعيد الاعتبار لجمال التنظيم ونقاء الهدف، فيما قدّم رجل الأعمال فيصل بن خاتم الزهراني نموذجاً راقياً للعرفان عندما رعىالتكريم الذي استحقه أبو سعود بجدارة، مؤكداً أن دعم الشعراء والمبدعيندعم للهوية الثقافية والإنسانية في الوطن العربي كله. عرفت عبدالواحد بن سعود الزهراني عن قرب خلال سنوات العمل في الإشراف التربوي بتعليم جدة فوجدت فيه رجلاً مختلفاً في حضوره، هادئاً في طباعه، نقياً في فكره، لا يسعى إلى الأضواء لكنه يفرض احترامه بسلوكه واتزانه، يتحدث قليلاًوحين يتحدث يصمت من حوله لأنه يمتلك نبرة صدق لا تخطئها القلوب، . وعندما انتقل إلى التعليم العالي وتولى مناصب قيادية في جامعة الباحة ظل كما عهدناه يعمل بصمت ويترك الأثريبحث عنعن تطوير حقيقي ينعكس على بيئة العمل وجودة الأداء فكانمهندس نجاح ترك بصمة مؤسسية وإنسانية يشهد بها كل من عرفه ورافقه.
—
أصدق ما يختصر سيرة المحتفى به
——-
أصدق ما يختصر سيرته موقفه النبيل حين تبرع لوالده بجزء من جسده في عمل إنساني يجسد معنى البر في أسمى معانيه، فذلك القرار لا تصنعه الكلمات بل تصنعه القلوب التي تعرف الوفاء حقاً. أما شعره فهو مرآة روحه، كتب للوطن قصائد لا تقل أثراً عن أعذب الأغاني الوطنية؛ لأنها خرجت من قلب مؤمن بالانتماء فبلغت القلوب قبل الآذان بلغة قريبة من الناس ودفء يشبه الجنوب الذي يحمله في حرفه وصوته. محبتهليست ارتباط أرض فحسب بل انتماء وجداني يتجلى في تواضعه وكرمه ووفائه واعتزازه بأهله وتاريخه فهو يعيش الأخلاق كما يؤمن بها ويمنح من حوله الاحترام قبل الكلمة. إن عبدالواحد بن سعود الزهراني ليس مجرد شاعر كبير أو أكاديمي بارز بل إنسان استثنائي جمع بين صفاء الروح ونبل الموقف وصدق الأثر. وحين نحتفي به فإننا نحتفي بالوجه الأجمل للشعر والإعلام والإنسان معاً.