أعلنت السلطات الإيطالية تفكيك شبكة دولية لتهريب المهاجرين عبر البحر المتوسط، وألقت القبض على 15 مصرياً في عدة دول بتهمة تنظيم رحلات هجرة غير شرعية خطيرة انطلاقاً من سواحل تركيا إلى اليونان وصولاً إلى إيطاليا، بعدما تمكنت الشرطة من كشف نشاط هذه الشبكة الإجرامية بعد تحقيقات مكثفة استمرت عدة أشهر، بالتعاون مع اليوروبول وأجهزة إنفاذ القانون في تركيا واليونان، إذ كانت الشبكة تنقل مئات المهاجرين عبر مسارات بحرية شديدة الخطورة.
وأفادت شرطة إقليم كالابريا في بيان رسمي، بأن الشبكة التي يقودها المعتقلون الـ15، كانت منظمة محكمة تمتلك فروعاً في مصر وتركيا واليونان، وتعتمد مدينة ميلانو كمركز رئيسي لتنسيق أنشطتها، وكانت تستخدم قوارب شراعية -غالباً ما تكون مستأجرة أو مسروقة- لنقل المهاجرين من موانئ تركية مثل إزمير وتشيشمي عبر بحر إيجة إلى اليونان، ثم إلى سواحل جنوب إيطاليا، خصوصاً كالابريا وصقلية، وأن المهاجرين كانوا يدفعون مبالغ تراوح بين 7000 و15000 يورو للشخص الواحد، تُسدد على دفعات عبر وسطاء في تركيا وإيطاليا.
وأظهرت التحقيقات، التي بدأت أواخر 2024، نجاح الشبكة في تنفيذ ما لا يقل عن 10 عمليات عبور، مع ضبط ثلاثة قوارب شراعية وتسجيلات لمحادثات بين أعضائها. ووصف المسؤول البارز في الشرطة الإيطالية فرانشيسكو ميسينا، العملية بأنها ضربة حاسمة لشبكات التهريب التي تتاجر بآمال المهاجرين وتعرض حياتهم للخطر.
وكانت السلطات قد بدأت التحقيق بعد ملاحظة ارتفاع ملحوظ في وصول قوارب شراعية محملة بمهاجرين من سورية وأفغانستان وبنغلاديش إلى سواحل كالابريا في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، مستخدمة تقنيات مراقبة إلكترونية وعملاء ميدانيين لتعقب الشبكة التي اعتمدت على بحارة مصريين ذوي خبرة في قيادة القوارب، بينما أشرف آخرون على العمليات من البر.
وكشفت التحقيقات أن المهاجرين كانوا يواجهون ظروفاً قاسية أثناء الرحلة، إذ تكتظ القوارب بأعداد كبيرة وتفتقر إلى أدنى معايير السلامة، ما يجعل خطر الغرق تهديداً دائماً. ويبقى البحر المتوسط من أكثر الطرق فتكاً للهجرة غير الشرعية، إذ سجلت وزارة الداخلية الإيطالية وصول أكثر من 45 ألف مهاجر منذ بداية 2025، مقارنة بـ11 ألفاً في الفترة نفسها من 2024.
وتشير بيانات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من 1800 مهاجر لقوا مصرعهم في 2024 بسبب سوء الظروف البحرية وانعدام تجهيزات الإنقاذ، وتبرز هذه القوارب الشراعية كبديل جديد لمسارات الهجرة التقليدية من ليبيا وتونس، التي تعتمد غالباً على قوارب مطاطية أو مراكب صيد غير مؤهلة، أو لمسار البلقان البري الطويل. وتستغل الشبكات الإجرامية الأوضاع السياسية والاقتصادية الهشة في دول مثل مصر وسورية وأفغانستان لجذب المهاجرين بوعود وهمية بالاستقرار في أوروبا.