أعلنت شبكة أطباء السودان وفاة 13 طفلاً خلال شهر يونيو الماضي جراء سوء التغذية الحاد ونقص الغذاء في معسكر «لقاوة» للنازحين بمدينة الضعين بولاية شرق دارفور، معربة عن بالغ قلقها إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المعسكر، الذي يؤوي أكثر من 7 آلاف نازح، غالبيتهم من النساء والأطفال، في ظل نقص حاد في الإمدادات الغذائية والرعاية الصحية.
وأوضحت الشبكة في بيان رسمي أن معسكر لقاوة، الذي يُعد واحداً من عدة معسكرات للنازحين في إقليم دارفور، يعاني من أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة استمرار النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والذي خلّف أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، كما أدى إلى عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، بما في ذلك معسكر لقاوة.
وأشارت الشبكة إلى أن الأطفال في المعسكر يواجهون ظروفاً مأساوية، ويعاني العديد منهم من سوء التغذية الحاد الشديد، وهو ما يزيد من مخاطر الوفاة، خصوصاً في ظل نقص الأغذية العلاجية والخدمات الطبية، مضيفة: أن الحصار المفروض على بعض المناطق في دارفور، إلى جانب الهجمات المستمرة ونهب الموارد، فاقم من الأزمة، وجعل النساء والأطفال أكثر عرضة للخطر.
وأكدت الشبكة أن هذه الوفيات تمثل «وصمة عار للمجتمع الدولي»، داعية إلى تدخل عاجل من المنظمات الإنسانية لتوفير الغذاء والرعاية الصحية، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على أطراف النزاع لوقف الهجمات وتسهيل وصول المساعدات.
وتأتي هذه الدعوات في وقت أعلنت فيه منظمة «أطباء بلا حدود» توقف عملها في معسكر زمزم المجاور بشمال دارفور جراء نفاد الإمدادات، مما يعكس عمق الأزمة في المنطقة.
وكانت تقارير للأمم المتحدة ذكرت أن نحو 3.7 مليون طفل في السودان يعانون من سوء التغذية، مع توقعات بوفاة 220 ألف طفل إذا لم يتم توفير مساعدات عاجلة. في الوقت ذاته، أظهرت بيانات حديثة أن نسبة سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة في بعض مناطق دارفور تجاوزت 30%، مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
ويقع معسكر لقاوة في مدينة الضعين بولاية شرق دارفور، وهو واحد من معسكرات النازحين التي نشأت نتيجة النزاعات في إقليم دارفور منذ عام 2003، ويؤوي المعسكر أكثر من 7 آلاف نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ويعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الغذاء، الماء النظيف، والرعاية الصحية، وتشير تقارير منظمات مثل «أطباء بلا حدود» و«إنقاذ الطفولة» إلى أن سوء التغذية الحاد يهدد حياة ملايين الأطفال في السودان، خصوصاً في معسكرات النازحين مثل زمزم ولقاوة، وفي معسكر زمزم التي سُجلت فيها وفاة طفل كل ساعتين في يناير 2024، مما يعكس خطورة الوضع.