في لفتة إنسانية أثارت إعجاب المتابعين، فاجأ المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف زوجته البطلة الأولمبية تاتيانا نافكا بعرض راقص على الجليد احتفالاً بعيد ميلادها والذكرى السنوية لبرنامجها الفني الشهير «أكبر من مجرد عرض» في حدث شهد ظهوراً غير مألوف لبيسكوف، المعروف بجديته السياسية وتصريحاته الدبلوماسية الحادة، وهو يتألق في حلبة التزلج حاملاً باقة من الورود الحمراء، ليشارك زوجته رقصة عاطفية أمام الجمهور.
**media[2506905]**
بيسكوف، الذي اعتاد المتابعون رؤيته في مؤتمرات صحفية ينقل مواقف الكرملين بحزم وصرامة، كشف جانباً مختلفاً تماماً من شخصيته، فقد صعد إلى الحلبة بثقة، مرتدياً زياً أنيقاً، ليراقص نافكا، الحائزة على الميدالية الذهبية في التزلج الفني بأولمبياد 2006، في عرض حمل مزيجاً من الرومانسية والفن، واختتم العرض بإهدائها الورود مع كلمات مؤثرة: «أحبكِ نافكا، حلّقي وأبهرينا بموهبتك، وسأبقى دائماً إلى جانبك»، ليحصد تصفيقاً حاراً من الحضور وتفاعلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
هذه اللحظة لم تكن مجرد احتفال شخصي، بل جسّدت تناقضاً لافتاً بين الصورة العامة لبيسكوف كمتحدث رسمي يتعامل مع قضايا دولية معقدة، وبين إنسانيته الدافئة كزوج يسعى لإسعاد شريكة حياته. المتابعون، الذين يعرفونه من خلال تعليقاته على السياسة الخارجية أو الأزمات الدولية، تفاجأوا بهذا الجانب العاطفي، ما أثار نقاشات حول التوازن بين الحياة العامة والخاصة للشخصيات السياسية. وأشاد الكثيرون بقدرته على الخروج من عباءة الجدية ليشارك زوجته شغفها الفني، معتبرين أن هذه الخطوة تعكس عمق العلاقة بينهما.
تاتيانا نافكا، التي تُعدّ رمزاً للتزلج الفني في روسيا، بدت متأثرة بهذه المفاجأة، حيث أكدت في تصريحات لاحقة أن دعم زوجها يمثل مصدر إلهام كبير لها. وأضافت أن هذا العرض كان بمثابة تكريم لمسيرتها الفنية التي استمرت لعقود، والتي تجمع بين الرياضة والفن في لوحات راقصة تأسر القلوب.
الحدث لم يمر دون أن يترك صدى واسعاً على منصات التواصل، حيث وصف البعض بيسكوف بـ«الرومانسي غير المتوقع»، بينما رأى آخرون أن هذه اللحظة تُظهر أن خلف كل شخصية سياسية جادة يكمن إنسان يحمل مشاعر وأحلاماً مشتركة، ليستطيع بيسكوف، بورود حمراء ورقصة جليدية، أن يرسم ابتسامة ليس فقط على وجه زوجته، بل على وجوه آلاف المتابعين الذين أعجبوا بهذا العرض المميز.
