في مشهد وصفه منظمو المزاد بأنه «استثنائي وتاريخي»، بيع الكمان الأول للعالم ألبرت آينشتاين مقابل 860 ألف جنيه إسترليني (1.1 مليون دولار)، متجاوزا كل التوقعات، في واحدة من أبرز صفقات المقتنيات التاريخية لعام 2025، وفقا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
تحفة عمرها أكثر من قرن
الكمان الذي صُنع عام 1894 على يد الحرفي الألماني زونترر، يُعتقد أنه أول آلة موسيقية امتلكها آينشتاين في شبابه، وكان التقدير الأولي لسعره لا يتجاوز 300 ألف جنيه إسترليني.
لكن المزايدات الحماسية في مزاد نظمته دار «شتاء دومينيك» بمدينة غلوسترشير البريطانية قفزت بالرقم إلى أكثر من ثلاثة أضعاف خلال 10 دقائق فقط من المنافسة الساخنة بين ثلاثة مزايدين عبر الهاتف.
«لو لم أكن عالما لكنت موسيقيا»
قال كبير المزايدين المختص بالمقتنيات التاريخية كريس ألبوري: «شهدنا لحظة فريدة من نوعها، الكمان حمل معه روح آينشتاين، وشغفه الإنساني بالموسيقى».
وأوضحت دار المزاد أن كثيرين لا يعرفون أن آينشتاين كان عازف كمان متمرسا، بدأ تعلم العزف في سن الرابعة، وظل يمارس الموسيقى يوميا طوال حياته، وكان يردد مقولته الشهيرة: «لو لم أكن عالما، لكنت موسيقيا».
مقتنيات من عبق العبقرية
تضمّن المزاد أيضا بيع كتاب فلسفة أهداه آينشتاين لصديق له بمبلغ 2200 جنيه إسترليني، بينما لم يُبع مقعد دراجته الهوائية الذي لم يجد من يشتريه بعد، وقد يُعاد طرحه في مزاد لاحق.
رقم قياسي في تاريخ الكمان
يُعد هذا السعر الأعلى في التاريخ لآلة كمان لم تُصنع على يد ستراديفاريوس ولم تُستخدم من قبل موسيقي محترف، متجاوزا الرقم القياسي السابق لكمان يُعتقد أنه كان على متن سفينة تايتانيك.
قصة آلة عبرت الزمن
تعود القصة إلى عام 1932 حين قرر آينشتاين، قبل مغادرته ألمانيا هربا من تصاعد النازية ومعاداة السامية، إهداء مجموعة من مقتنياته الشخصية لصديقه الفيزيائي ماكس فون لاويه.
وبعد عقدين، أهدى فون لاويه الكمان لمعجبة بآينشتاين تُدعى مارغريت هومريش، التي بقيت تحتفظ به في عائلتها حتى قررت حفيدتها من الجيل الخامس عرضه للبيع هذا الأسبوع، لتعيد إلى الواجهة قطعة من التاريخ العلمي والإنساني في آن واحد.
آلة تروي عبقرية إنسان
بيع كمان آينشتاين ليس مجرد صفقة مالية، بل استعادة لوجه إنساني في العالم العبقري الذي غيّر نظرتنا للكون – رجل كان يرى في النغمات «معادلات للروح»، وفي الموسيقى نسبية أخرى من نوع مختلف.