تصاعدت التوترات في بلدة إدجوود الكندية الصغيرة بسبب أزمة مزرعة «يونيفرسال أوستريش فارمز» التي أُمرت في مايو الماضي بإعدام أكثر من 400 نعامة بسبب مخاوف من تفشي إنفلونزا الطيور (H5N1).
وقد أثارت هذه الأوامر موجة من الاحتجاجات العنيفة من أصحاب المزرعة ونشطاء حقوق الحيوان، إلى جانب دعم بارز من شخصيات سياسية أمريكية مرتبطة بالرئيس السابق دونالد ترمب، مما أدى إلى تهديدات بالقتل ومضايقات ضد شركات محلية، بحسب صحيفة «الغارديان».
وفي تطور جديد، أصدرت المحكمة العليا الكندية أمس (الأربعاء) أمراً مؤقتاً بتعليق عملية الإعدام لحين النظر في القضية، بعد أن سيطرت السلطات على المزرعة في وقت سابق هذا الأسبوع، وكانت المزرعة قد شهدت وفاة 69 نعامة بسبب مرض يشبه الإنفلونزا، مما دفع وكالة فحص الأغذية الكندية إلى فرض سيطرتها على الموقع.
**media[2589958]**
تفاصيل الأزمة
أثارت أوامر الإعدام غضباً واسعاً، حيث يرى أصحاب المزرعة والمحتجون أن القرار يمثل «تجاوزاً حكومياً»، وقد عرض المعلق المحافظ كريس ساندرز مزارعه في أوكلاهوما وتكساس وداكوتا الجنوبية كملاذ آمن للنعام، بينما ضغط روبرت إف. كينيدي الابن، وزير الصحة الأمريكي، وميهمت أوز، مدير مراكز الرعاية الطبية في إدارة ترمب، لنقل الطيور إلى مزرعة أوز في فلوريدا.
كما كتب كينيدي رسالة إلى رئيس وكالة فحص الأغذية الكندية في مايو الماضي، طالباً إلغاء الأمر، وانضم إليه الملياردير الأمريكي جون كاتسيماتيديس في الضغط على الحكومة الكندية.
تصاعد الاحتجاجات
الاحتجاجات تصاعدت مع نزول المحتجين إلى المزرعة، حيث يعبر العديد منهم عن شكوكهم تجاه اللقاحات والاختبارات الصحية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي يوم الثلاثاء، اعتقلت الشرطة الكندية الملكية مالكة المزرعة كارين إسبيرسن وابنتها كاتي باسيتني بتهمة عرقلة عمل مفتشي الأغذية.
كما أقامت الشرطة حاجزاً من بالات القش بارتفاع ثلاثة أمتار لمنع الوصول إلى حظيرة النعام، التي أصبحت تحت سيطرة الوكالة، وفي وقت لاحق من تلك الليلة، أُضرمت النار في بعض البالات، لكن تم إخمادها بسرعة.
ردود الفعل والتهديدات
بدورها، أفادت الشرطة الكندية الملكية بتلقيها شكاوى من «تهديدات ومضايقات» ضد شركات محلية، بما في ذلك شركة «نوكور إنفايرونمنتال سوليوشنز»، التي أكدت تعرض موظفيها وعائلاتهم لاتهامات كاذبة وتهديدات بالقتل.
**media[2589959]**
وقد استخدمت باسيتني صفحة المزرعة على فيسبوك لانتقاد الشركات التي تقدم خدمات لوكالة فحص الأغذية، بينما دعت الشرطة إلى «وقف المذبحة».
وتدافع الحكومة الكندية عن سياسة «القضاء التام» للحد من انتشار إنفلونزا الطيور، وهي إستراتيجية تتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية.
ومع ذلك، يجادل أصحاب المزرعة ومؤيدوهم بأن القطيع قد اكتسب مناعة جماعية جزئية، حيث لم تُسجل وفيات منذ 15 يناير 2025، ويبدون شكوكاً حول فعالية الاختبارات.
تحذيرات الخبراء
من جانبه، حذر أستاذ الأخلاقيات الحيوية بجامعة دالهوزي أندرو فنتون، من أن الخطاب المناهض للعلم المتصاعد، الذي يشبه حركة مناهضة اللقاحات خلال جائحة كورونا، يهدد بتقويض الثقة في المؤسسات الصحية.
وقال: «تصوير الحكومة كالعدو وإثارة الانقسامات ليست مفيدة، بل تؤدي إلى معارضة ضارة لجهود حماية الصحة العامة»، ومع ذلك، أشار إلى أن إعادة اختبار النعام قد تكون خطوة معقولة لاستعادة الثقة، خصوصا مع تقارير عن صحة القطيع الجيدة نسبياً.