في اكتشاف أثري مثير، عثر فريق من الغواصين على حطام سفينة «سان فرناندو»، إحدى سفن أسطول الكنز الإسباني الشهير لعام 1715، قبالة ساحل فلوريدا المعروف باسم «ساحل الكنز» على بعد حوالي 300 متر من الشاطئ بالقرب من فورت بيرس، في مياه ضحلة بعمق 4.5 متر فقط، مما يجعله أحد أكثر حطام السفن اكتمالاً التي تم العثور عليها من هذا الأسطول في السنوات الأخيرة.
وكشف الاكتشاف، الذي قامت به شركة «سالتي ساندز إكسبلوريشن» التي تمتلك حقوق التنقيب الحصرية في المنطقة، عن كنوز وآثار بحرية تعود إلى القرن الثامن عشر، بما في ذلك كرات مدافع ومرساة ونقود فضية نادرة تُعرف باسم «كوب»، صُنعت في مكسيكو سيتي بين عامي 1692 و1733.
وتتطابق هذه الاكتشافات مع السجلات التاريخية لسفينة سان فرناندو، التي كانت جزءًا من أسطول مكون من 11 سفينة محملة بالذهب والفضة والكنوز الأخرى، في طريقها من العالم الجديد إلى إسبانيا.
**media[2593756]**
في 31 يوليو 1715، ضرب إعصار مدمر الأسطول الإسباني قبالة ساحل فلوريدا، مما أدى إلى غرق معظم سفنه وفقدان الآلاف من الأرواح وحمولات ثمينة قدرت قيمتها بملايين الدولارات في ذلك الوقت، وكان هذا الحدث بمثابة ضربة اقتصادية قاسية لإسبانيا، التي كانت تعتمد على هذه الكنوز لتمويل اقتصادها.
ويوفر حطام سان فرناندو، الذي يُعتقد أنه اقترب من الشاطئ أثناء محاولة السفن تفادي الإعصار، لمحة نادرة عن التجارة البحرية في العصر الاستعماري.
تعمل إدارة الموارد التاريخية في فلوريدا وهيئة حماية الحياة البرية والبحرية في الولاية على توثيق الموقع وحمايته، مع خطط لمواصلة التنقيب للكشف عن المزيد من الآثار، يتم الاحتفاظ بالقطع الأثرية المستردة في منشأة آمنة للدراسة، مع احتمال عرضها للجمهور في المستقبل.
ويُعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة لفهمنا لتاريخ الملاحة البحرية والتجارة في العالم الجديد، ويعزز مكانة ساحل فلوريدا كوجهة رئيسية لعشاق التاريخ والباحثين عن الكنوز.
وكان هذا الأسطول جزءًا من نظام الشحن الإسباني الذي نقل الثروات من مستعمرات أمريكا اللاتينية إلى إسبانيا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كانت السفن محملة بالذهب والفضة والأحجار الكريمة من مناجم المكسيك وبيرو وكولومبيا.
كان الأسطول يبحر عادةً في قوافل لحمايتها من القراصنة، لكن الظروف الجوية القاسية، مثل الإعصار الذي ضرب عام 1715، جعلت هذه الرحلات محفوفة بالمخاطر.
**media[2593755]**
ويُطلق على المنطقة الممتدة من فورت بيرس إلى سيباستيان في فلوريدا اسم «ساحل الكنز» بسبب حطام السفن العديدة من أسطول 1715 التي غرقت هناك، منذ القرن الثامن عشر، جذبت هذه المنطقة صيادي الكنوز، وأدت الاكتشافات المتكررة إلى إنشاء قوانين صارمة لحماية المواقع الأثرية.
ويوفر حطام السفن مثل سان فرناندو معلومات قيمة عن الحياة البحرية، تقنيات بناء السفن، والاقتصاد العالمي في العصر الاستعماري، النقود والأدوات المستردة تساعد العلماء على فهم شبكات التجارة وأنماط الحياة في تلك الفترة.