تحتار بعض الجماهير الرياضية في كيفية نطق أسماء بعض اللاعبين العالميين؛ لكونها طويلة وصعبة وثقيلة على اللسان، فيكون الخيار الوحيد أمامهم هو مناداتهم بأسماء مختصرة وسهلة النطق، والواقع أن شهرة هؤلاء النجوم لم تقتصر على مهاراتهم داخل المستطيل الأخضر، بل امتدت لتشمل طرافة وطول وصعوبة نطق أسمائهم التي أصبحت علامة مميزة لهم، ومن أبرز اللاعبين الذين اشتهروا بطول أسمائهم اللاعبون (كفاراتسخيليا، جروسكرويتس، فان برونكوهورست، أكينيفينوا، شفاينشتايجر، بابادوبولوس، باومجارتلينجير، بوركاركاراجاه، بواشتشيكوفسكي، تيموشتشوك، نيكوكرانتشار، وغيرهم)، فيما تتعامل وسائل الإعلام الرياضية مع هذه الظاهرة بمرونة وذكاء، إذ تلجأ إلى اختصار الأسماء الطويلة بألقاب محببة للجماهير أو بأسماء شهرة يسهل تداولها، حفاظاً على سلاسة النطق وسرعة التعليق أثناء المباريات.
ويظل السؤال هنا: كيف يتم التعامل الرياضي مع الأسماء الطويلة؟ وهل الأندية ملزمة بطباعته بالكامل على ظهر «تيشيرت» اللاعب؟
رداً على السؤال يقول الباحث الرياضي المهتم بعالم كرة القدم مشعل محمد لـ«عكاظ»: «في العادة يتم الاتفاق بين النادي واللاعب على طريقة كتابة الاسم أو اللقب على القميص، حتى إن كان الاسم طويلاً أو بعدد كبير من الأحرف، إذ يحرص بعض اللاعبين على الإبقاء على أسمائهم أو ألقابهم كاملة، رغم ما قد يسببه ذلك من تشويه للمظهر العام للقميص وطمس لجمالياته البصرية».
وتابع: «بعض اللاعبين اشتهروا بأسمائهم الطويلة حتى قبل أن يبرزوا في الملاعب، لأنها كانت غريبة على مسامع الجماهير أو صعبة النطق على المعلقين، وفي الغالب تعود هذه الأسماء إلى خلفيات ثقافية وتقاليد أسرية في بعض الدول العالمية، خصوصاً في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، حيث تفضل كثير من العائلات الجمع بين اسم الجد والأب والعائلة في اسم واحد، وبذلك فإن الأسماء الطويلة ليست مجرد حروف، بل تمثل جذور اللاعب وانتماءه العائلي والثقافي».
وأضاف أن بعض الأندية وبالاتفاق مع اللاعب تفضل البساطة والاختصار في الاسم للمحافظة على اللمسات الجمالية لـ«التيشيرت»، حتى لا يحدث الإرباك في المساحة، فقد تكون هناك كتابات وتصاميم أخرى كإعلانات وشعارات الرعاة لهذه الأندية، ويتم الاكتفاء بالاسم المختصر الذي أيضاً يكون سهلاً في النطق على الجماهير والمعلقين الرياضيين، وبذلك فالأسماء الطويلة للاعبين لا تقلل من احترام اللاعب، بل تضيف نوعاً من الألفة والتفاعل الجماهيري معه ونكهة خاصة للمباريات.
وختم الباحث الرياضي مشعل حديثه بقوله: «في النهاية سواء كان الاسم طويلاً أو قصيراً، يبقى الأداء هو ما يخلّد اسم اللاعب في ذاكرة الجماهير، وفي المقابل هناك لاعبون حولوا أسماءهم الطويلة إلى ميزة تسويقية، إذ أصبحت مميزة وفريدة من نوعها، تجعل الجماهير تتذكرهم بسهولة، حتى إن لم يكونوا من مشاهير الصف الأول، فالأسماء غير المعتادة تخلق نوعاً من الفضول والتميّز في الوسط الرياضي».