يفتتح الفنان التشكيلي السعودي أحمد فلمبان معرضه الشخصي الـ25 بعنوان «لا غنى يدوم ولا فقر يبقى» الثلاثاء 6 مايو 2025، في غاليري أرم بمركز الموسى التجاري بحي العليا بالرياض، بحضور نخبة من الفنانين والمثقفين والمهتمين بالمشهد الفني.
يقدم فلمبان من خلال المعرض قراءة بصرية عميقة لقضية الفقر كظاهرة إنسانية عالمية، عبر أعمال فنية نابضة بالحركة والصخب اللوني، تتجاوز الطرح المباشر نحو لغة تجريدية رمزية.
تعكس اللوحات معاناة الإنسان في صراعه مع الفقر واليأس، من خلال ألوان حارة وباردة متداخلة بلا تدرجات تقليدية، وخطوط عفوية متموجة، توحي بحالات القهر والعزلة والتهميش، مع ومضات خفية من الأمل في بعض التكوينات.
وتبدو الأعمال وكأنها ترنيمة بصرية للعذابات الإنسانية، إذ تستفز المشاهد للتأمل في عمق المعاناة، وتحفّزه على استشعار الألم المختبئ خلف الواجهات البراقة، في مشهد بصري درامي مشحون بالرمزية والانفعالات.
وفي سياق متصل، يشهد المعرض تدشين كتاب أحمد فلمبان الجديد بعنوان «الفن التشكيلي السعودي في ذكرى التسعين»، الذي يُعدّ استكمالاً لجهوده البحثية السابقة بعد كتابه «فن في نصف قرن».
يوثّق الكتاب مسيرة الفن التشكيلي السعودي خلال الـ90 عاماً الماضية، ويرصد تطور الحركة التشكيلية محلياً وعالمياً، متضمناً سيراً ذاتية لـ671 فناناً، و66 فناناً راحلاً، إلى جانب فهرس لأكثر من 18600 فنان ضمن قاعدة بيانات موسعة.
ويصحح الكتاب بعض السرديات الغائبة أو الخاطئة التي تناولت البدايات التشكيلية في المملكة، مؤكداً أن الفن التشكيلي كان حاضراً منذ 1354هـ، مع الاعتراف برواد التأسيس الذين مهدوا الطريق للأجيال اللاحقة.
يعد أحمد فلمبان من أبرز الكتّاب والباحثين في الفن التشكيلي السعودي، وأحد أبرز التشكيليين العرب وله إسهامات متنوعة من خلال سبعة كتب متخصصة توثّق مسيرة الحركة التشكيلية في المملكة، إذ أصدر سبعة كتب متخصصة، ساهمت في أرشفة وتوثيق المشهد الفني السعودي بمختلف مدارسه واتجاهاته، وقدم خلال مسيرته الفنية 25 معرضاً فنياً جاب بها أنحاء العالم وكانت جميع أعماله تُقتنى في أيام افتتاح معارضه الأولى، إذ يترقب محبو ومتذوقو الفنون البصرية معارضه بكل شغف.
