شهدت مدينة رفح المصرية، اليوم (الثلاثاء)، احتشاداً شعبياً غير مسبوق بحضور الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، في رسالة قوية ترفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وبدأت التجمعات الشعبية في محافظات القاهرة، الإسكندرية، الدقهلية، البحيرة، قنا، وغيرها، مساء (الإثنين)، حيث انطلقت قوافل متجهة نحو رفح تحت شعارات «لا للتهجير» و«فلسطين في القلب».
الحدث الأبرز كان انتقال الزعيمين إلى منطقة معبر رفح الحدودي، حيث كان في انتظارهما عشرات الآلاف من المصريين الذين توافدوا من مختلف المحافظات منذ فجر اليوم.
ومع وصول السيسي وماكرون، ارتفعت الأصوات بالهتافات: تحيا مصر، تحيا فلسطين، ورفع المتظاهرون أعلام مصر وفلسطين وصور السيسي، في مشهد وطني مهيب عكس وحدة الموقف الشعبي والرسمي.
وتوجه السيسي وماكرون إلى مدينة العريش في شمال سيناء، حيث تفقدا مستشفى العريش العام الذي يستقبل جرحى فلسطينيين من غزة، وخلال الزيارة أشاد ماكرون بالجهود المصرية في تقديم المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن فرنسا ستواصل دعمها لمصر في هذا السياق.
وبعد مغادرة ماكرون والسيسي موقع التجمع، استمرت الحشود في ترديد الهتافات حتى ساعات الظهيرة، مع تعهدات من المشاركين بمواصلة الضغط الشعبي لدعم القضية الفلسطينية.
وامتدت الحشود على طول طريق السويس المؤدي إلى رفح، حيث قُدر عدد المشاركين بعشرات الآلاف، وفقاً لتقارير إعلامية محلية.
وأكد مشاركون في الحشود لـ«عكاظ»، أن الحشد جاء رداً على دعوات متكررة من إسرائيل والولايات المتحدة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما رفضته مصر بشكل قاطع، وقال محمد عبدالوهاب، أحد المشاركين من محافظة الشرقية: «جئنا لنقول للعالم إن تهجير الفلسطينيين خط أحمر، ومصر لن تقبل به أبداً».
ومن جانبه، قال عضو مجلس النواب النائب خالد بدوي لـ«عكاظ»: «هذا المشهد يثبت أن الشعب المصري هو السند الحقيقي لقيادته في مواجهة أي تهديد للأمن القومي، ومصر ستظل داعمة للقضية الفلسطينية، ولابد من العمل على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقرارات الدولية، وليس عبر التهجير القسري»، مؤكداً أن الموقف الشعبي الكبير يعد تفويضاً للقيادة السياسية المصرية لاتخاذ كل ما يلزم لحماية الأمن القومي المصري والحفاظ على مصالح الوطن.
ولاقى الحدث صدى واسعاً، إذ أشادت أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية مصرية ودولية بموقف مصر الشعبي والرسمي، مُعتبرين مشاركة ماكرون في هذا الحدث تعزز موقف باريس الداعم للحل السياسي في غزة، بعيداً عن الخيارات العسكرية أو التهجيرية التي تدعمها بعض القوى الغربية.
وعُقد أمس (الإثنين)، لقاء ثنائي بين الرئيسين المصري والفرنسي في قصر الاتحادية، تلاه مؤتمر صحفي مشترك أكد فيه الزعيمان رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين. وقال السيسي: «مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، والشعب المصري يقف صلباً خلف هذا الموقف». فيما أضاف ماكرون: «نقف ضد أي تهجير للشعب الفلسطيني، وندعم الخطة العربية بإعادة إعمار غزة دون المساس بحقوق أهلها».
وجاء هذا الحدث، اليوم، كتتويج لزيارة ماكرون لمصر التي بدأت (الأحد) الماضي، إذ اتفق الزعيمان على موقف مشترك يدعم حقوق الشعب الفلسطيني ويرفض مخططات التهجير القسري التي تروّج لها بعض الأطراف الدولية.