في حادثة غير تقليدية، أظهرت قرود مكاك طويلة الذيل في معبد أولواتو في بالي مهارات لسرقة الهواتف الذكية والابتزاز، مما جعلهم يشتهرون باعتبارهم «عصابة قرود» تدير شبكة سرقة متطورة. وأصبح المعبد الواقع على جرف صخري جنوب جزيرة بالي موقعًا لعملية احتيال غريبة وغير متوقعة يديرها نحو 600 قرد، تتراوح سرقاتهم بين الهواتف الذكية والمحافظ والنظارات الشمسية.
وعلى الرغم من أن الكثير من السياح قد يعتقدون أن هذه السرقة مجرد سلوك عشوائي للقردة التي تنجذب للأشياء اللامعة، إلا أن الحقيقة أكثر تعقيدًا. فقد أظهرت دراسة من جامعة ليثبريدج أن هذه القرود تدير «اقتصادًا قائمًا على المقايضة»، حيث يسرقون ممتلكات الزوار ثم يطالبون بفدية مقابل إعادتها. وفي بعض الأحيان، يقوم مرشدو المعبد بإعطاء القرود قطع بسكويت أوريو لاستعادة المسروقات.
وتمكنت الصحفية هانا مياو في وول ستريت جورنال من توثيق بعض الحوادث، بما في ذلك حادثة لا تنسى لسائح يدعى جوناثان هامي، الذي تفاجأ عندما قام أحد القرود بسرقة نظارته الشمسية بينما كان يستمتع بالمحيط. ولم يجد هامي طريقة لاسترجاعها سوى تقديم بسكويت أوريو للقرد الذي أعاد له النظارة، رغم أنها كانت مشوهة.
وعلق كيتوت أريانا، مدرب القرود المخضرم، أن هذه «العمليات الابتزازية» ليست حديثة العهد، بل تعود إلى فترات ما قبل السياحة، حيث كانت القرود تستهدف المجوهرات الاحتفالية. واليوم، تستهدف الهواتف الذكية، حيث يمكن أن يسرق كل قرد ما يصل إلى 10 هواتف يوميًا. ولاسترجاع هذه الهواتف، يتعين على المدربين – الذين يعرفهم السكان المحليون باسم باوانغ – تقديم مواد غذائية كالبيض النيء أو الفواكه المدارية.
بالرغم من محاولات إدارة المعبد لتغيير سلوك القرود عبر تنظيم مواعيد للطعام أو حتى منع السياح من إطعامها، فإن «اقتصاد القرود» لا يزال مزدهرًا. وتستخدم هذه القرود مهارات الحرب النفسية مع الزوار، مستغلة قيمة الأشياء اللامعة مثل الهواتف الذكية لجذب انتباههم، مما يجعل من الصعب إيقاف هذه الأنشطة.
ويعترف الباحثون من جامعة ليثبريدج أن هذه القرود تبدي «عمليات صنع قرار اقتصادي غير مسبوقة». ولعل هذا يُثير التساؤل حول ما إذا كانت هذه القرود تشهد تطورًا في سلوكها قد يؤدي إلى مخططات مالية أكثر تعقيدًا في المستقبل.
لذلك، إن كنت تخطط لزيارة معبد أولواتو في بالي، احرص على أن تكون جاهزًا للتعامل مع «عصابة القرود» الذكية، وربما من الأفضل أن تصطحب معك بعض بسكويت أوريو لحل أي مشكلات مفاجئة.