تخيل أنك على متن طائرة تستعد للهبوط، وفجأة ترى من النافذة قطارًا بخاريًّا يعبر المدرج أمامك! هذا ليس مشهدًا من فيلم خيال علمي، بل هو واقع يومي في مطار «جيزبورن» في نيوزيلندا، الذي يُعد بحق أحد أغرب وأكثر المطارات إثارة للرعب في العالم.
يقع مطار «جيزبورن» الصغير في مدينة جيزبورن على الساحل الشرقي للجزيرة الشمالية، في نيوزلندا، ويتميز بتصميم فريد من نوعه، إذ يتقاطع مدرجه الرئيسي مع خط سكة حديد نشط، مما يخلق تجربة لا تُنسى للركاب والطيارين على حد سواء.
**media[2517527]**
يخدم مطار جيزبورن، أكثر من 60 رحلة محلية سنويًّا، زهو شريان حيوي يربط هذه المنطقة النائية ببقية نيوزيلندا، لكن ما يجعله استثنائيًّا هو وجود خط سكة حديد يعبر مدرجه الرئيسي مباشرة، إذ يمر القطار البخاري، المعروف باسم «جيزبورن سيتي فينتج ريلوي»، عبر المدرج حوالى 15 مرة سنوياً، خصوصاً خلال موسم الصيف عندما تزداد الزيارات السياحية بفضل وصول السفن السياحية، مما يجعل هذا التقاطع الغريب يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين مراقبي الحركة الجوية وطاقم القطار لضمان سلامة الجميع، إذ يتم إيقاف حركة الطائرات مؤقتًا عند عبور القطار، والعكس صحيح.
المنظر نفسه «مذهل ومخيف» في آن واحد: طائرة تهبط أو تقلع بينما يتحرك القطار عبر المدرج، مما يجعل الركاب يشعرون وكأنهم في مشهد من مغامرة سينمائية، ورغم أن هذا التصميم قد يبدو خطيرًا، إلا أن السلطات المحلية تؤكد أن «الإجراءات الأمنية صارمة»، ونادرًا ما تحدث أي مشكلات بفضل التنسيق المحكم، وفي الواقع، أصبح هذا التقاطع الفريد نقطة جذب سياحي بحد ذاته، إذ يتوافد الزوار لمشاهدة هذا العرض النادر والتقاط الصور التذكارية.
**media[2517528]**
لماذا يُعتبر الأغرب؟
إلى جانب تقاطع السكة الحديدية، يتمتع مطار جيزبورن بموقع جغرافي مميز يعزز من غرابته، تقع مدينة جيزبورن على الساحل الشرقي لنيوزيلندا، وهي أول مكان في العالم يشهد شروق الشمس كل يوم، مما يضيف طابعاً رومانسياً لهذا المطار الصغير، المنطقة نفسها تشتهر بشواطئها الرائعة لممارسة رياضة ركوب الأمواج ومصانع النبيذ، مما يجعل المطار بوابة لتجربة سياحية فريدة، لكن التحدي الذي يواجه الطيارين أثناء الهبوط والإقلاع، مع احتمال عبور القطار، يجعل كل رحلة محفوفة بالتشويق.
وعلى الرغم من تحذيرات خبراء السفر بتجنب مطار جيزبورن لمن يعانون من رهبة الطيران، إلا أن المطار اكتسب شهرة عالمية بفضل هذا التصميم الغريب، ويرى البعض أن تجربة الهبوط في مطار جيزبورن هي مغامرة لا تُضاهى، بينما يجدها آخرون مرعبة للغاية، ومع ذلك، يظل المطار آمنًا نسبيًّا، إذ تُظهر السجلات ندرة الحوادث بفضل الإدارة الفعالة للحركة الجوية والسككية.
**media[2517529]**
