في حادث مأساوي هز جبال الألب السويسرية، لقي شخصان مصرعهما وأصيب خمسة آخرون إثر انهيار جليدي ضرب المنحدر الغربي لجبل إيجر، أحد أبرز قمم سويسرا، في حادث وقع في بلدية لوتربرونين بكانتون برن، بالقرب من محطة إيجر جلاسير على خط سكة حديد يونغفراويوخ، وهي منطقة سياحية شهيرة تجذب المتزلجين والمتسلقين من جميع أنحاء العالم.
ووفقاً لبيان شرطة كانتون برن، كان ثمانية أشخاص في المنطقة وقت وقوع الانهيار الجليدي، سبعة منهم جرفتهم الكتل الثلجية ودُفنوا جزئياً، كان الضحايا جزءاً من مجموعتين للتزلج الجبلي، إحداهما مكونة من شخصين والأخرى من خمسة أشخاص، وتوفي أحد الرجال في مكان الحادث، بينما أُعيد إنعاش رجل آخر في الموقع لكنه توفي لاحقاً في المستشفى، أما الخمسة المصابون، وهم أربعة رجال وامرأة، فقد نُقلوا جواً إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج، دون الكشف عن حالتهم حتى الآن.
وكشفت الشرطة أن شخصاً واحداً كان في المنطقة لم يتأثر بالانهيار، لكنه لم يتمكن من المغادرة إلا في المساء بسبب سوء الأحوال الجوية.
وتم إطلاق عملية إنقاذ واسعة النطاق شاركت فيها فرق الإنقاذ الألبي السويسري، ومتخصصون في الجبال، وكلاب البحث عن الجليد، إلى جانب ثلاث مروحيات من ريجا وأربع من إير جلاسير، ومروحية سويسرية إضافية، وبحلول الساعة 7:50 مساء، أكدت الشرطة انتهاء عمليات البحث وعدم وجود مفقودين آخرين، وتتولى النيابة العامة الإقليمية في برن أوبرلاند التحقيق في أسباب الحادث، مع التركيز على الظروف الجوية وحالة الثلوج في المنطقة.
تأتي هذه المأساة بعد تساقط حوالى 14 سنتيمتراً من الثلوج في المناطق العليا من إيجر في 13 مايو 2025، إضافة إلى كميات كبيرة من الثلوج التي هطلت في منتصف أبريل، وتوقفت النشرات اليومية للتحذير من الانهيارات الثلجية في سويسرا بعد 15 أبريل الماضي، ما قد يكون ساهم في عدم توقع المجموعات لهذا الحادث.
ويرتفع جبل إيجر إلى 3,967 متراً في جبال الألب البرنية، مطلاً على منتجعات جريندلفالد ولوتربرونين، ويُعد رمزاً للألب السويسرية، خاصة بسبب واجهته الشمالية (نوردفاند)، وهي أكبر واجهة شمالية في الألب، والتي تشتهر بصعوبتها وخطورتها، حيث لقي أكثر من 60 متسلقا حتفهم منذ الثلاثينات، ويستخدم المنحدر الغربي، حيث وقع الانهيار، غالباً للتزلج الجبلي والتسلق.
وشهد إيجر حوادث مأساوية عديدة، مثل كارثة تسلق عام 1936، التي قتلت أربعة متسلقين على الواجهة الشمالية بسبب الطقس السيئ والانهيارات، وفي يوليو 1992، توفي ثلاثة عملاء تسلق بريطانيين على المنحدر الغربي بعد صعودهم عبر ميتليجي ريدج، كما شهدت المنطقة انهيارات صخرية كبيرة، مثل انهيار 700,000 متر مكعب من الصخور في يوليو 2006، بسبب ذوبان الجليد الناتج عن تغير المناخ.