اندلعت كرة نارية ضخمة وتصاعدت أعمدة دخان كثيفة في سماء مقاطعة إسكس البريطانية، بعد تحطم طائرة ركاب صغيرة من طراز «بيتشكرافت بي 200 سوبر كينغ إير»، مساء الأحد، بعد لحظات من إقلاعها من مطار لندن ساوثيند في رحلة متجهة إلى مدينة ليليستاد في هولندا.
ووفقاً لبيانات تتبع الطيران من موقع «فلايترادار24» فقد أقلعت الطائرة التي تحمل رقم التسجيل PH-ZAZ وتديرها شركة «زيوش للطيران» الهولندية، في الساعة 3:48 عصراً بتوقيت لندن، لكنها لم تصل إلى ارتفاع يتجاوز 175 قدماً قبل أن تنحرف بشكل حاد إلى اليسار، تتأرجح، ثم تسقط رأساً على الأرض بالقرب من محيط المدرج، ما تسبب في انفجار هائل شهده الموجودون في المطار ومحيطه.
وهرعت فرق الطوارئ، بما في ذلك شرطة إسكس، وخدمة الإطفاء والإنقاذ في المقاطعة، وخدمة الإسعاف بشرق إنجلترا، إلى موقع الحادث قبيل الساعة الرابعة عصراً، وأفادت شرطة إسكس في بيان رسمي: «تلقينا بلاغاً قبل الساعة الرابعة بقليل بشأن تصادم يتعلق بطائرة يبلغ طولها 12 متراً. نحن نعمل مع جميع خدمات الطوارئ في الموقع، وستستمر هذه الجهود لعدة ساعات. نطلب من الجمهور تجنب المنطقة إن أمكن»، كما أُخلي نادي روتشفورد هاندريد للغولف ونادي ويستكليف للرغبي القريبان من موقع الحادث كإجراء احترازي.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن شاهد عيان، يدعى جون جونسون، الذي كان في المطار برفقة عائلته: «لوحنا للطيارين وهم يمرون على المدرج، وبعد ثوانٍ قليلة من الإقلاع، انحرفت الطائرة بشكل مفاجئ إلى اليسار، ثم انقلبت وسقطت رأساً على الأرض، وتبعت ذلك كرة نارية ضخمة»، واصفاً المشهد بأنه كان صادماً، خصوصاً أن الأطفال كانوا يشاهدون. وأضاف جيمس فيلبوت، وهو عامل في نادي الغولف: «شعرت بموجة حرارة شديدة قبل أن أرى كرة نارية ترتفع لنحو 100 قدم في السماء، حاول البعض المساعدة، لكن المشهد كان مروعاً».
وأكدت إدارة مطار ساوثيند وقوع «حادث خطير» يتعلق بطائرة طيران عام، وأعلنت إلغاء أربع رحلات لشركة «إيزي جيت» كانت مقررة في فترة ما بعد الظهر، بما في ذلك رحلات إلى باريس، أليكانتي، فارو، وبالما دي مايوركا، مع تحويل رحلتين كانتا متجهتين إلى المطار إلى مطاري غاتويك وستانستد.
وأوضحت شركة «زيوش للطيران»، المشغلة للطائرة، أن الطائرة كانت مجهزة بأنظمة طبية لنقل المرضى، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الرحلة تُستخدم للإجلاء الطبي أو كانت رحلة خاصة، ولم يُعلن عدد الأشخاص الذين كانوا على متنها أو مصيرهم.
