
رانا النمرات
أكد محللون سياسيون واجتماعيون أن خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني أمام مجلس الأمة حمل رسائل واضحة وعميقة حول واقع الأردن ومستقبله، ويعكس حرص القيادة على حماية الوطن والمواطنين، مشيرين الى أن الخطاب جمع بين الطمأنينة والوعي العميق بالتحديات الداخلية والخارجية، وعكس قدرة القيادة على التعامل مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بروح من الثبات والعزم.
وشدد المحللون في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) على أن الخطاب لم يقتصر على بعده السياسي، بل تجاوزه ليحمل رسائل اجتماعية وقيمية، تؤكد وحدة الشعب الأردني، وتعزز روح الانتماء الوطني عبر الأجيال، وأبرز دور الشباب والأجيال الصاعدة في الحفاظ على المكتسبات الوطنية والمشاركة الفاعلة في التنمية والتقدم، مستلهما قيم التضامن والتكافل التي تشكل الأساس المتين للمجتمع الأردني.
وأجمعوا على أن خطاب جلالة الملك يعكس فلسفة القيادة الهاشمية القائمة على التوازن بين الثبات والتجدد، بين الإيمان بالقيم والعمل الجماعي، وبين الوعي بالتحديات والقدرة على مواجهتها، ليبقى الأردن صامدا، موحدا، ومؤهلا للتقدم في محيط إقليمي معقد.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور رامي العياصرة إن خطاب العرش أرسى روح الطمأنينة بين الأردنيين، مستجيبا للتحديات الاقتصادية والمعيشية، وفي الوقت نفسه معبرا عن وعي القيادة بالتعقيدات الإقليمية والدولية.
وأشار العياصرة إلى أن الخطاب الملكي وازن بين الفخر بمسيرة الأردنيين في بناء وطنهم، والاعتزاز بالإرث الذي أسسه الآباء المؤسسون، بما يشمل البعد الديني والعروبي والإنساني، والذي يشكل قاعدة صلبة لنهج الأردن في دعم الأشقاء العرب، وعلى رأسهم أهل غزة، مع التأكيد على رفض أي محاولات لتغيير الوضع القائم في القدس أو المساس بالوصاية الهاشمية على المقدسات.
وشدد على أن الخطاب أكد ثقته بأجيال الأردنيين كافة، كبارا وشبابا، وقدرتهم على مواجهة التحديات، مستشهدا بدور ولي العهد الأمير الحسين، واستلهام الروح الأردنية الأصيلة التي تعكس حرص المواطنين على وطنهم وتمسكهم بوحدتهم الوطنية، باعتبارها خطا أحمر لا يمكن المساس به.
وأضاف، إن خطاب جلالة الملك حمل رؤية استشرافية لمستقبل الأردن، مؤكدا أن الأرض الأردنية ولّادة للأحرار، وقادرة على الصمود أمام كل الأطماع والمخططات الخارجية، بما فيها التحديات الإسرائيلية، في رسالة واضحة للقوى الإقليمية والدولية حول قوة الأردن ومتانة موقعه.
بدورها، قالت أستاذة علم الاجتماع الدكتورة لبنى العضايلة إن خطاب العرش يعكس تقديرا عميقا لتاريخ الأردن وروح الصمود والعطاء المستمرة عبر الأجيال، مؤكدة أن كل جيل واجه تحديات زمنه، ومع ذلك حافظ على وحدته وثباته والتزامه بالمبادئ الوطنية، ما يعكس قوة الهوية الوطنية وعمق الانتماء الجماعي.
وأوضحت، أن الخطاب يعزز مفهوم المواطنة الجامعة، مشيرة إلى أن قيم الانتماء والولاء للوطن متوارثة بين الأجيال، وتستند إلى ما يعرف في علم الاجتماع بـ “الذاكرة الجمعية”، أي الوعي المشترك الذي يحافظ على تماسك المجتمع حول الرموز الوطنية والتضحيات المشتركة.
وأضافت، إن هذه القيم المرتكزة على التكافل والتعاون بين مختلف شرائح المجتمع الأردني تشكل أساس الصمود الجماعي في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، ويربط بين الماضي والمستقبل، مسلطا الضوء على قدرة الأردن على النمو والتقدم رغم الأزمات، مستندا إلى إيمان المواطنين بوطنهم ووحدتهم، مع إعادة تشكيل العلاقة بين المواطن والوطن على أسس الثقة والانتماء المشترك، بما يعكس فلسفة الدولة الأردنية القائمة على التوازن بين الثبات والتجدد وبين الإيمان بالقيم والعمل الجماعي.
وأشارت الى أن مقولة جلالة الملك: “إيمان الأردنيين والأردنيات الصادق بربهم، ووطنهم ووحدتهم هو دليل تفردنا نحن الأردنيين حملة العزيمة” تعني أن قوة الأردن لا تنبع فقط من موارده، بل من تمسك المواطنين بإيمانهم ووحدتهم، معتبرة أن عبارة “حملة العزيمة” تختزل تاريخا من الصبر والإنجاز والإصرار على البناء، وتشير إلى قدرة الأردنيين على مواجهة التحديات في محيط إقليمي مضطرب.
وأوضحت أن تركيز الخطاب على الشباب والأجيال الجديدة يؤكد دورهم الفاعل في التنمية والمجتمع، ويبرز أهمية المسؤولية الوطنية، إذ يتوقع من كل فرد أن يكون ملتزما بدوره كـ”جند للوطن”، مؤكدة أن الخطاب يعكس رسائل قوية حول التضامن والمسؤولية والفخر بالانتماء للوطن، ويحفز الشباب على المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع الأردني.
–(بترا)
مصدر الخبر: محللون: خطاب العرش يعكس فلسفة القيادة الأردنية ومسؤوليتها تجاه الوطن .



