باستخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية و شروط الاستخدام .
موافقة
وكالة عرب الإخباريةوكالة عرب الإخباريةوكالة عرب الإخبارية
  • الأخبار المحلية
    الأخبار المحلية
    آخر المستجدات في الأردن، مع تغطية شاملة للأحداث السياسية والاجتماعية والخدمية، لنكون عينك على الوطن.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    وصول دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى إلى الأردن لتلقي العلاج
    وصول دفعة جديدة من أطفال غزة المرضى إلى الأردن لتلقي العلاج
    منذ شهرين
    الغذاء والدواء: ضرورة اتباع تعليمات حفظ وتخزين الغذاء خلال موجة الحر
    الغذاء والدواء: ضرورة اتباع تعليمات حفظ وتخزين الغذاء خلال موجة الحر
    منذ شهرين
    حماية المستهلك تدعو لعدم شراء السلع بكميات كبيرة في موجة الحر
    حماية المستهلك تدعو لعدم شراء السلع بكميات كبيرة في موجة الحر
    منذ شهرين
    أحدث الأخبار
    الملك يحذر خلال اتصال هاتفي مع ترامب من مخاطر التصعيد في الضفة الغربية والقدس
    منذ ساعتين
    الملك يبحث أبرز تطورات المنطقة في اتصالين مع أمير قطر والرئيس الإماراتي
    منذ 3 ساعات
    ولي العهد يلتقي بالفائزين بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي
    منذ 5 ساعات
    الأمن العام: نلاحق مروّجي المحتوى المزيف بالذكاء الاصطناعي ونتخذ إجراءات قانونية
    منذ 6 ساعات
  • اخبار السلط
    اخبار السلط
    أحدث أخبار مدينة السلط، مناسبات، افتتاحات، وكل ما يدور داخل مدينة السلط اولا بأول
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    الانتهاء من مشروع جسر قناة الملك عبدالله بتكلفة إجمالية بلغت 100 الف دينار
    4
    الانتهاء من مشروع جسر قناة الملك عبدالله بتكلفة إجمالية بلغت 100 الف دينار
    منذ 6 أشهر
    بلدية السلط الكبرى ترفع 1,688 طنّاً من النفايات و192 متراً مكعباً من الأنقاض خلال أول أيام عيد الفطر
    11
    بلدية السلط الكبرى ترفع 1,688 طنّاً من النفايات و192 متراً مكعباً من الأنقاض خلال أول أيام عيد الفطر
    منذ 6 أشهر
    جاهة كريمة من عشيرة فنشه تطلب يد كريمة السيد حسن عبدالله حرب للمهندس محمد سمير فنشه
    25
    جاهة كريمة من عشيرة فنشه تطلب يد كريمة السيد حسن عبدالله حرب للمهندس محمد سمير فنشه
    منذ 6 أشهر
    أحدث الأخبار
    بلدية السلط الكبرى إلى العالمية تأهلٌ تاريخي في تحدي رؤساء البلديات 2025 بمشاركة 630 مدينة حول العالم
    منذ 3 أشهر
    نعي وجيه فاضل – محمد سليمان الكديان خريسات (أبو أحمد)
    منذ 6 أشهر
    جاهة كريمة من عشيرة فنشه تطلب يد كريمة السيد حسن عبدالله حرب للمهندس محمد سمير فنشه
    منذ 6 أشهر
    بلدية السلط الكبرى ترفع 1,688 طنّاً من النفايات و192 متراً مكعباً من الأنقاض خلال أول أيام عيد الفطر
    منذ 6 أشهر
  • عربي ودولي
    • اخبار فلسطين
    • الخليج العربي
    • اخبار عربية
    • اخبار العالم
    عربي ودولي
    آخر المستجدات على الساحة العربية والعالمية، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن الأزمات إلى الإنجازات، مع تغطية دقيقة وموضوعية لأهم الأحداث الدولية.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    الأردن يرحب بإعلان دوقية لوكسمبورغ نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية
    الأردن يرحب بإعلان دوقية لوكسمبورغ نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية
    منذ 3 أسابيع
    وزير خارجية إيران : ندرس المشاركة في الجولة الخامسة من المفاوضات
    وزير خارجية إيران : ندرس المشاركة في الجولة الخامسة من المفاوضات
    منذ 5 أشهر
    «مسام» يتلف 6183 لغماً وذخائر غير متفجرة باليمن
    «مسام» يتلف 6183 لغماً وذخائر غير متفجرة باليمن
    منذ 3 أسابيع
    أحدث الأخبار
    البيت الأبيض: إدارة ترامب تعمل بجد لإنهاء الحرب في غزة بأسرع وقت​ 
    منذ ساعتين
    الوزاري الخليجي الأوروبي المشترك: على إسرائيل ضمان وصول المساعدات لغزة
    منذ 3 ساعات
    أول تقرير للجيش اللبناني.. خطة حصر السلاح على طاولة الحكومة
    منذ 3 ساعات
    في محاولة أخيرة.. ماكرون يكلف لوكورنو بإجراء محادثات نهائية مع الأحزاب
    منذ 3 ساعات
  • الإقتصاد
    الإقتصاد
    أحدث أخبار الاقتصاد الأردني، تحليل الأسواق، الاستثمارات، وأسعار العملات لمساعدتك في اتخاذ قراراتك المالية.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    زين ترعى بطولة “Battleground” لكرة السلة
    زين ترعى بطولة “Battleground” لكرة السلة
    منذ 6 أشهر
    مذكرة تفاهم بين صندوق أموال الضمان وصندوق الإيداع المغربي لتعزيز التعاون
    مذكرة تفاهم بين صندوق أموال الضمان وصندوق الإيداع المغربي لتعزيز التعاون
    منذ 6 أشهر
    الذهب يرتفع ليتجاوز 3200 دولار للمرة الأولى في تاريخه
    الذهب يرتفع ليتجاوز 3200 دولار للمرة الأولى في تاريخه
    منذ 6 أشهر
    أحدث الأخبار
    الذهب يسجل مستوى قياسيا جديدا في السوق المحلي.. وعيار 21 يبلغ 80.5 دينارا
    منذ ساعتين
    معاصر ومنتجي الزيتون: الاتفاق على أن يتراوح سعر تنكة الزيت بين 100 و110 دنانير
    منذ ساعتين
    5.6 مليون دينار حجم التداول في بورصة عمان
    منذ 7 ساعات
    وزارة النقل و”الملكية الأردنية” تبحثان تطوير عمليات الشحن الجوي
    منذ 7 ساعات
  • التكنولوجيا
    التكنولوجيا
    أحدث أخبار التكنولوجيا، الهواتف الذكية، الإنترنت، والابتكارات التقنية في الأردن والعالم.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    توقيع اتفاقية لإنشاء مركز المنصة التكنولوجي في الجنوب
    توقيع اتفاقية لإنشاء مركز المنصة التكنولوجي في الجنوب
    منذ 6 أشهر
    “روبوت العنكبوت”: ابتكار شبابي يتجاوز الطموح في منتدى “التواصل”
    “روبوت العنكبوت”: ابتكار شبابي يتجاوز الطموح في منتدى “التواصل”
    منذ 4 أشهر
    يغرمون ويتزوجون بروبوتات الدردشة الذكية
    يغرمون ويتزوجون بروبوتات الدردشة الذكية
    منذ 3 أشهر
    أحدث الأخبار
    سباق الموت بالتكنولوجيا.. حرب أوكرانيا «معركة ذكاء اصطناعي» مرعبة
    منذ 11 ساعة
    «إنستغرام» تمنح مفاتيحها للمستخدمين
    منذ يوم واحد
    965 حادثا سيبرانيا تعرضت لها الشبكات الوطنية خلال الربع الثاني 2025
    منذ يوم واحد
    ابتكار طلاء بالذكاء الاصطناعي لتبريد المباني
    منذ يوم واحد
  • الثقافة والفنون
    الثقافة والفنون
    استكشف عالم الثقافة والفن، من الأدب والموسيقى إلى الفعاليات الفنية والمهرجانات في الأردن.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    «من جازان نكتب للعالم».. ورشة تطلقها «ضفاف للترجمة» و«أدبي جازان»
    «من جازان نكتب للعالم».. ورشة تطلقها «ضفاف للترجمة» و«أدبي جازان»
    منذ شهر واحد
    «مستر بيست» يثير الجدل في حفل جوائز MTV بمشهد جريء
    «مستر بيست» يثير الجدل في حفل جوائز MTV بمشهد جريء
    منذ 4 أسابيع
    السريحي رئيساً لجمعية الأدب والنعمي نائباً
    السريحي رئيساً لجمعية الأدب والنعمي نائباً
    منذ 4 أسابيع
    أحدث الأخبار
    حسن البلام يعود بمسرحية «آخر ظهور» في موسم الرياض
    منذ 23 دقيقة
    العالم يحتفي بالعلم.. والعرب خارج المشهد
    منذ ساعة واحدة
    أفراح الصباح تفتح «صندوقها» الشِّعرِي في معرض الكتاب
    منذ 6 ساعات
    أحد رواد الرسوم المتحركة.. تكريم المنتج السعودي عباس بن العباس
    منذ 7 ساعات
  • الرياضة
    الرياضة
    أخبار الرياضة المحلية والعالمية، تغطية لمباريات المنتخب الأردني، وأبرز أحداث كرة القدم الأردنية والدوري الأردني والرياضات الأخرى.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    55 متسابقا يشاركون ببطولة الأردن لسباقات السرعة
    منذ 5 أيام
    مقابلة يُحرز فضية بطولة تونس الدولية لألعاب القوى البارالمبية
    مقابلة يُحرز فضية بطولة تونس الدولية لألعاب القوى البارالمبية
    منذ 4 أشهر
    بيلينغهام أفضل لاعب في إنجلترا
    بيلينغهام أفضل لاعب في إنجلترا
    منذ 5 أيام
    أحدث الأخبار
    رسمياً.. كانافارو مدرباً لمنتخب أوزبكستان
    منذ ساعة واحدة
    رينارد يكشف للإعلام جاهزية «الأخضر» لمواجهة إندونيسيا
    منذ ساعتين
    بعد سنوات من العجز.. «كاف» يحقق 9.48 مليون دولار أرباحاً
    منذ ساعتين
    منتخب الجولف يشارك في الألعاب الآسيوية للشباب في البحرين
    منذ 3 ساعات
  • مناسبات
    مناسبات
    أجمل اللحظات وأهم المناسبات التي تجمع أبناء الأردن، من أفراح وتهاني إلى تكريمات وتعازي، لأن الروابط الإنسانية هي أساس مجتمعنا
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    أفراح أبو غنمي
    أفراح أبو غنمي
    منذ 3 أشهر
    الشوابكة والعدوان نسايب
    الشوابكة والعدوان نسايب
    منذ 3 أشهر
    جاهة كريمة من عشيرة فنشه تطلب يد كريمة السيد حسن عبدالله حرب للمهندس محمد سمير فنشه
    25
    جاهة كريمة من عشيرة فنشه تطلب يد كريمة السيد حسن عبدالله حرب للمهندس محمد سمير فنشه
    منذ 6 أشهر
    أحدث الأخبار
    الشوابكة والعدوان نسايب
    منذ 3 أشهر
    أفراح أبو غنمي
    منذ 3 أشهر
    الشوابكه والرشايده نسايب
    منذ 4 أشهر
    الدبوش العبادي والعتوم بني احمد نسايب
    منذ 4 أشهر
  • اخبار منوعة
    اخبار منوعة
    كل ما هو خفيف وممتع، من الطرائف والغرائب إلى المعلومات الشيقة التي تجذب اهتمام الجميع.
    عرض المزيد
    أهم الأخبار
    ممنوعات في الدول الباردة
    ممنوعات في الدول الباردة
    منذ 3 أشهر
    إصابة 15 في اصطدام حافلة ذات طابقين بمانشستر
    إصابة 15 في اصطدام حافلة ذات طابقين بمانشستر
    منذ شهرين
    كيف تؤثر «الأمعاء» على رائحة الفم وصحة اللثة؟
    كيف تؤثر «الأمعاء» على رائحة الفم وصحة اللثة؟
    منذ شهرين
    أحدث الأخبار
    «فضيحة إبستين» تطارد دوقة يورك وتربك العائلة الملكية البريطانية
    منذ 37 دقيقة
    جائزة نوبل في الطب تذهب إلى ماري برونكو وفريد ​​رامسديل وشيمون ساكاجوتشي
    منذ ساعة واحدة
    تحليق نحو الحرية.. مهاجر يتحدى السياج الإسباني بمظلة شراعية من المغرب
    منذ ساعتين
    بدعم عربي واسع.. فوز المصري خالد العناني بمنصب مدير عام اليونيسكو
    منذ ساعتين
قراءة: مشاعل الحماد: الصورة المغلوطة عن العرب وراء تخصصي في الترجمة
مشاركة الخبر
الإشعارات عرض المزيد
مُغير حجم الخطأأ
مُغير حجم الخطأأ
وكالة عرب الإخباريةوكالة عرب الإخبارية
  • اخبار السلط
  • الأخبار المحلية
  • الإقتصاد
  • الثقافة والفنون
  • الرياضة
  • عربي ودولي
  • مناسبات
  • الأخبار المحلية
    • اخبار السلط
    • الأخبار المحلية
  • الأخبار العربية والدولية
    • اخبار فلسطين
    • الخليج العربي
    • اخبار عربية
    • اخبار العالم
  • شاهد أيضاً
    • الإقتصاد
    • التكنولوجيا
    • اخبار منوعة
    • الثقافة والفنون
    • الرياضة
    • المجتمع والحياة
    • مناسبات
تابعنا
مشاعل الحماد: الصورة المغلوطة عن العرب وراء تخصصي في الترجمة
الثقافة والفنون

مشاعل الحماد: الصورة المغلوطة عن العرب وراء تخصصي في الترجمة

منذ شهرين
مشاركة الخبر
22 دقيقة للقراءة
مشاركة

كشفت المتخصصة في الأدب الإنجليزي والأمريكي الدكتورة مشاعل الحماد، أن هناك مقالات ومواضيع تصور المسلمين والثقافة العربية بطريقة مختزلة ومليئة بالأفكار النمطية البعيدة عن الواقع، وأن المنهجية المتبعة في تحريف معاني النصوص العربية الأصيلة لتتماشى مع رؤى المترجمين الغربيين وتوجهاتهم الفكرية كانت وراء تخصصها في الترجمة والأدب، لتوضيح وتصحيح الصور المغلوطة لديهم..

• ما أسباب اختيارك الأدب الإنجليزي والأمريكي للترجمة؟

•• بدأ اهتمامي بترجمة الأدب الإنجليزي والأمريكي بمحض الصدفة أثناء إعدادي أطروحة الدكتوراه، رغم أن تخصصي الأكاديمي يتمحور حول أدب القرن التاسع عشر وليس الترجمة، وقادتني رحلات البحث المتكررة إلى المكتبات والمتاحف البريطانية لاكتشاف عالم جديد.. كنت أقضي ساعات طويلة متنقلة بين الرسائل والصحف والوثائق الأرشيفية المكتوبة في القرن التاسع عشر التي لا يمكن الوصول إليها رقمياً، معتمدة على الطريقة التقليدية في تصفح المستندات صفحة تلو الأخرى.. خلال هذه الرحلة البحثية الشاقة، استوقفتني العديد من المقالات والترجمات التي تصور المسلمين والثقافة العربية بطريقة مختزلة ومليئة بالأفكار النمطية البعيدة عن الواقع، وما أثار دهشتي حقاً -رغم معرفتي بتفشي هذه الممارسات إبان حقبة الاستشراق في ذلك العصر- هو تلك المنهجية المتبعة في تحريف معاني النصوص العربية الأصيلة لتتماشى مع رؤى المترجمين الغربيين وتوجهاتهم الفكرية، ومن هنا نشأ لدي شغف بترجمة الأدب، ليس فقط كنقلٍ لغوي، بل كوسيلة لفهم الثقافات وتصحيح الصور النمطية المغلوطة.

• ما أبرز مؤلفاتك وترجماتك في الأدب الأجنبي؟

•• بحكم مجال عملي الأكاديمي، تتمثل أبرز مؤلفاتي في بحوث علمية نُشرت في مجلات أكاديمية مُحكمة، تتناول مجالين رئيسيين؛ الترجمة الأدبية والأدب العابر للمحيط الأطلسي (transatlantic literature).. في مجال الترجمة الأدبية، تعمقت في دراسة سيرة عمر بن سعيد؛ التي تُعد النص الوحيد المكتوب باللغة العربية ضمن أدب العبيد في أمريكا مطلع القرن التاسع عشر. كما تناولت السيرة الذاتية لإيملي روت ذات الأصول العربية؛ التي حاولت من خلال كتاباتها مناهضة الصورة النمطية عن المرأة العربية، رغم أن مساعيها لم تحقق النجاح المنشود آنذاك.

شاهد أيضاً

حسن البلام يعود بمسرحية «آخر ظهور» في موسم الرياض
حسن البلام يعود بمسرحية «آخر ظهور» في موسم الرياض
العالم يحتفي بالعلم.. والعرب خارج المشهد
أفراح الصباح تفتح «صندوقها» الشِّعرِي في معرض الكتاب
أحد رواد الرسوم المتحركة.. تكريم المنتج السعودي عباس بن العباس

أما في مجال الأدب العابر للمحيط الأطلسي، فقد ركّزت أبحاثي على ظاهرة انتقال النصوص الأدبية بين أمريكا وبريطانيا، وكيفية إعادة تفسير وقراءة النصوص الأمريكية المكتوبة بالإنجليزية عند انتقالها إلى السياق الثقافي البريطاني. طورت في هذا المجال دراسات حول نظرية النص المُحاذي (paratext) وتأثيره على فهم أعمال كتّاب أمريكيين بارزين مثل ولت ويتمان، وهنري لونغفيلو، وفاني فيرن.. تعكس هذه المؤلفات اهتمامي العميق برحلة النص الأدبي عبر الثقافات واللغات المختلفة، وما يطرأ عليه من تحولات دلالية وتأويلية.

على صعيد الترجمات الأدبية، نُشرت لي، سابقاً، ترجمات لقصص آرنست همنغواي في صحيفة «الحياة» السعودية. وبصفتي مترجمة معتمدة من هيئة الأدب والنشر والترجمة، أعمل حالياً على عدة مشاريع طموحة لترجمة روايات ونصوص تاريخية مهمة لا تزال قيد التنفيذ، وتهدف إلى إثراء المكتبة العربية بأعمال أدبية عالمية.

•ما أهم العقبات التي تواجه الترجمة الأدبية؟

•• الترجمة الأدبية تواجه عقبتين رئيسيتين؛ المترجم نفسه، وتعدد التأويلات للنص الأدبي الواحد. في ما يتعلق بالمترجم، يتطلب الأمر أكثر من مجرد إتقان للغتَي المصدر والهدف. إذ يجب أن يكون المترجم الأدبي متمكناً من ثقافة وأدبيات اللغتين، ويمتلك ذائقة أدبية مرهفة تُكتسب من خلال التعمق في قراءة نتاج الأدبين. كما ينبغي أن يكون ملماً بالسياق التاريخي والحقبة الزمنية التي أُنتج فيها النص، إضافة إلى التيارات الفكرية والمذاهب الأدبية التي تأثر بها الكاتب الأصلي. فبعض الكلمات والمصطلحات ربما تختلف معانيها باختلاف الحقبة الزمنية. على سبيل المثال، يشير مصطلح «Jim Crow» في القرن التاسع عشر إلى نوع من المسرحيات التي تصوّر حياة العبيد في أمريكا بشكل فكاهي، بينما غدا في القرن العشرين يرمز إلى قوانين التمييزالعنصري بين البيض والسود، وفي القرن الواحد والعشرين اكتسبت الكلمة إيحاءات عنصرية تجعلها أكثر تعقيداً. لذا، يتطلب النجاح في الترجمة الأدبية توازناً بين المهارة اللغوية والفهم العميق للثقافة والسياق، ما يجعلها عملية فنية تتجاوز مجرد نقل الكلمات إلى معانيها الحقيقية.

أما بخصوص العقبة الثانية المتمثلة في تعدد التأويلات، فهي تشكل تحدياً جوهرياً في عملية الترجمة الأدبية؛ فالنص الأدبي بطبيعته متعدد الطبقات والدلالات، يحمل إيحاءات وظلالاً معنوية تتجاوز المعنى المباشر للكلمات؛ فعندما يواجه المترجم نصاً أدبياً، يجد نفسه أمام شبكة معقدة من المعاني المتداخلة، والإحالات الثقافية، والرموز التي ربما تحتمل أكثر من تفسير. هذا التعدد يضعه أمام معضلة حقيقية؛ أي قراءة سيتبنى؟ وأي تأويل سيرجح؟ فالكلمة الواحدة في السياق الأدبي تحمل معاني متعددة قصدها الكاتب جميعاً، إلا أن المترجم ربما يضطر لاختيار معنى واحد في اللغة الهدف. هذه الخيارات الصعبة تجعل من الترجمة الأدبية عملاً إبداعياً يتطلب قدرة استثنائية على التوازن بين متطلبات اللغتين والثقافتين. لذا، أؤمن بأن الترجمة بشكل عام مهارة يمكن تطويرها، بينما الترجمة الأدبية تمثل موهبة خاصة تتطلب حساً إبداعياً ورؤية فنية. وليس كل مترجم، مهما بلغت كفاءته اللغوية، قادراً على أن يكون مترجماً أدبياً متميزاً.

• ما الدور الأساسي للمترجم الأدبي؟ هل هو مجرد نقل للكلمات من لغة إلى أخرى، أم أنه إعادة إبداع للنص الأصلي؟

•• المترجم الأدبي ليس مجرد ناقل للكلمات، بل هو معيد إبداع للنص الأصلي في بيئة لغوية وثقافية جديدة. يقف في منطقة وسطى بين الأمانة للنص الأصلي والإبداع في اللغة الهدف، إذ يسعى لخلق تجربة قراءة موازية لتلك التي يقدمها النص الأصلي. يتحمل المترجم الأدبي مسؤولية استكشاف الطبقات الدلالية المتعددة للنص، وإعادة إنتاجها بطريقة تسمح للقارئ في لغة الهدف بالتفاعل معها بالعمق نفسه. وهذا يتطلب منه اتخاذ قرارات حاسمة بشأن التأويلات المتعددة، والإشارات الثقافية، والصور البلاغية التي قد لا تجد مقابلاً مباشراً في اللغة المستهدفة. نظراً لهذه التحديات، يعمل المترجم الأدبي كوسيط ثقافي ومفسر ومبدع. قد يضطر أحياناً إلى التصرف في بعض جوانب النص، ليس انتهاكاً للأمانة، بل التزام بأمانة أعمق؛ نقل الجوهر الفني والفكري للعمل الأدبي بكامل تأثيره وجماليته. هكذا يتجاوز دور المترجم الأدبي العملية الميكانيكية لتبديل الكلمات، ليصبح فناً إبداعياً قائماً بذاته، يتطلب موهبةً خاصةً وحساً فنياً مرهفاً، إلى جانب المعرفة العميقة باللغتين وثقافتيهما.

• ما أهمية الحفاظ على «روح» النص الأصلي في الترجمة الأدبية؟ وكيف يمكن للمترجم تحقيق ذلك؟

•• تُعد المحافظة على «روح» النص الأصلي جوهر الترجمة الأدبية الناجحة؛ فالنص الأدبي تجربة جمالية وفكرية متكاملة تحمل بصمة مؤلفها ورؤيته للعالم، وفقدان هذه الروح يحوّله إلى مجرد هيكل لغوي يفتقد تأثيره الخاص. تتجلى أهمية هذا الجانب في احترام خصوصية العمل وهويته الفنية، ونقل التجربة الجمالية بأكملها، وتقديم صورة أمينة عن الثقافة المصدر. لتحقيق ذلك، يحتاج المترجم إلى فهم عميق للسياق الثقافي والتاريخي للنص، وإدراك الأسلوب الشخصي للكاتب ومحاولة محاكاته في اللغة الهدف، مع الموازنة المدروسة بين الترجمة الحرفية والتصرف اللازم للحفاظ على التأثير ذاته. كما يتعين عليه الاحتفاظ بنبرة النص وإيقاعه، واحترام مساحات الصمت والفراغات التي تشكل جزءاً من بنيته، إلى جانب القراءة المتأنية والمتكررة للنص الأصلي لاستيعاب طبقاته الدلالية المختلفة. بهذه الأساليب، يستطيع المترجم تقديم نص لا ينقل المعاني والأفكار فحسب، بل ينقل التجربة الأدبية بكاملها، ما يتيح للقارئ الجديد فرصة التفاعل مع النص كما لو كان يقرأه بلغته الأصلية، محققاً بذلك الهدف الأسمى للترجمة الأدبية.

• ما الأنواع الأدبية الأكثر صعوبة في الترجمة؟ ولماذا؟ على سبيل المثال؛ الشعر، المسرح، النثر الفني.

•• يقف الشعر على رأس الأنواع الأدبية الأكثر استعصاء على الترجمة، إذ يعتمد جوهره على خصائص متأصلة في اللغة نفسها مثل الإيقاع والوزن والقافية والجرس الصوتي. تتفاقم هذه المعضلة في الشعر تحديداً، حيث تتداخل مستويات المعنى مع الإيقاع والصور البلاغية والرمزية. فالشاعر يستثمر خصوصية لغته وتراكيبها وإيقاعاتها، ويلعب على وتر الإيحاءات الثقافية التي قد لا يكون لها مقابل مباشر في اللغة المستهدفة. كثافة اللغة الشعرية وتعدد مستويات المعنى فيها، واعتمادها على الإيحاء أكثر من التصريح، يجعل من المستحيل أحياناً نقل التجربة الشعرية كاملة إلى لغة أخرى. يضاف إلى ذلك أن ارتباط الشعر بأشكال بلاغية وتقاليد شعرية خاصة بكل ثقافة قد لا يكون لها مقابل في الثقافات الأخرى. هنا يقف المترجم الأدبي بين خيارين صعبين؛ إما الحفاظ على المعنى الأصلي مع التضحية بالجماليات الشكلية، أو الحفاظ على الإيقاع والجرس الشعري على حساب بعض ظلال المعنى. فترجمة قصيدة تعتمد على الجناس أو التورية في لغتها الأصلية قد تفقد تأثيرها تماماً عند نقلها حرفياً، بينما قد تؤدي محاولة خلق تأثير موازٍ في اللغة الهدف إلى الابتعاد عن النص الأصلي. تلك المعادلة الصعبة هي ما تجعل ترجمة الشعر تحديداً فناً قائماً بذاته، يتطلب مترجماً يمتلك روح الشاعر وحساسية الناقد وأمانة الباحث، قادراً على الموازنة بين متطلبات النقل الأمين للمعنى وضرورات الإبداع في اللغة المستهدفة. لذلك نجد أن أفضل مترجمي الشعر هم في الغالب شعراء أنفسهم، يمتلكون القدرة على إعادة خلق التجربة الشعرية بدلاً من مجرد نقل كلماتها، محققين بذلك نوعاً من التوازن الدقيق بين الأمانة للنص الأصلي والتأثير الجمالي في اللغة الجديدة.

• ما المهارات الأساسية التي يجب أن يمتلكها المترجم الأدبي الناجح؟

•• يتطلب النجاح في مجال الترجمة الأدبية مجموعة متكاملة من المهارات اللغوية والثقافية والإبداعية التي تمكن المترجم من جسر الهوة بين لغتين وثقافتين مختلفتين. أولى هذه المهارات هي الإتقان العميق للغتين المصدر والهدف، بما يتجاوز المعرفة السطحية إلى فهم دقائق اللغة وظلالها ومستوياتها المختلفة، من اللغة الفصحى إلى العامية والمصطلحات المتخصصة والتعبيرات المجازية. تأتي الحساسية الأدبية في مقدمة المهارات الضرورية، إذ يحتاج المترجم إلى ذائقة أدبية مرهفة تمكنه من استشعار جماليات النص وخصائصه الأسلوبية، وإعادة خلقها في اللغة المستهدفة. هذه الحساسية تتطلب قراءة واسعة في مختلف أنواع الأدب، وفهماً عميقاً للتيارات الأدبية والمدارس الفنية. المعرفة الثقافية العميقة بكلتا الثقافتين تشكل ركيزة أساسية أخرى، إذ تمكن المترجم من فهم الإشارات والرموز الثقافية المتضمنة في النص الأصلي، وإيجاد مكافِئات لها في الثقافة المستهدفة. هذه المعرفة تشمل التاريخ والأساطير والتقاليد والأعراف الاجتماعية والمرجعيات الدينية والسياسية. إضافة إلى ذلك، المرونة الإبداعية تمثل مهارة محورية تسمح للمترجم بالتنقل بحرية بين إستراتيجيات الترجمة المختلفة، من الحرفية إلى الحرة، وفق ما يتطلبه النص. هذه المرونة تمكنه من التعامل مع التحديات الخاصة بكل نوع أدبي، سواء كان شعراً أو رواية أو مسرحية. كذلك، تعد القدرة على البحث والتقصي من المهارات التي لا غنى عنها، فالمترجم الأدبي يحتاج باستمرار إلى التحقق من المصطلحات والإشارات التاريخية والثقافية، واستكشاف خلفيات النص وسياقاته المختلفة. هذه المهارة تتطلب صبراً ودقة ومنهجية علمية في التعامل مع المصادر. أخيراً، تأتي مهارات المراجعة والتنقيح الذاتي، التي تمكن المترجم من تقييم عمله بموضوعية وتحسينه باستمرار. هذه المهارة تتطلب قدرة على التفكيرالنقدي وتجاوز التعلق العاطفي بالصياغات الأولية، والانفتاح على ملاحظات الآخرين. تتكامل هذه المهارات لتشكل شخصية المترجم الأدبي الناجح، الذي يقف على الحدود بين ثقافتين، يتنقل بينهما بسلاسة، حاملاً معه كنوز إحداهما إلى الأخرى، محققاً التواصل الحقيقي بين الشعوب عبر الجسر المتين للأدب.

• هل يجب أن يكون المترجم الأدبي مطلعاً على ثقافة ولغة النص الأصلي بشكل عميق؟ وما مدى تأثير ذلك على جودة الترجمة؟

•• نعم، يجب أن يكون المترجم الأدبي مطلعاً على ثقافة ولغة النص الأصلي بشكل عميق، إذ يؤثر ذلك بشكل كبير على جودة الترجمة. الفهم العميق للثقافة يساعد المترجم على التقاط المعاني الضمنية التي قد لا تُترجم حرفياً، ما يعكس الفروق الدقيقة في التعبير الأدبي. على سبيل المثال، بعض العبارات قد تحمل دلالات ثقافية أو تاريخية خاصة، وقد يكون لها تأثير كبير على الفهم الكامل للنص. ويعزز الإلمام بالسياق التاريخي والاجتماعي للنص من دقة تفسير الشخصيات والأحداث، ما يساهم في معالجة النص بشكل أفضل. فالمترجم الذي يفهم الخلفية الثقافية للكاتب يمكنه أن يتعرف على التأثيرات الفكرية والمشاعر التي قد تكون موجودة في النص، ما يمكّنه من نقل هذه العواطف بدقة إلى اللغة المستهدفة. إضافة إلى ذلك، فإن المعرفة العميقة بالثقافة تمنع المترجم من ارتكاب أخطاء تتعلق بالتحسس الثقافي. في بعض الحالات، قد تؤدي الترجمة غير المدروسة إلى استخدام تعبيرات أو مصطلحات قد تكون مسيئة أو غير ملائمة للجمهور المستهدف. على سبيل المثال، قد تكون هناك مصطلحات تحمل دلالات سلبية في ثقافة معينة، لذا فإن الوعي بتلك الأمور يساعد في تجنب الأخطاء التي قد تؤثر على سمعة العمل الأدبي. بالتالي، كلما كان المترجم أكثر دراية بلغة وثقافة النص الأصلي، كانت الترجمة أكثر دقة وعمقاً. هذا الفهم الشامل يعزز التجربة الأدبية للقارئ، إذ يتمكن من استيعاب المعاني الأصلية والتفاصيل الدقيقة التي قد تفوتها الترجمات السطحية. إن الترجمة الأدبية ليست مجرد عملية لغوية، بل هي فن يتطلب حساً إبداعياً وفهماً عميقاً للثقافات المختلفة، ما يجعل من الضروري أن يكون المترجم أكثر من مجرد ناقل للكلمات.

• ما رأيك في الترجمة الحرفية مقابل الترجمة الحرة في السياق الأدبي؟ ومتى يمكن استخدام كل منهما؟

•• تمثل المفاضلة بين الترجمة الحرفية والترجمة الحرة تحدياً جوهرياً يواجه المترجم الأدبي في سعيه لنقل النص من ثقافة إلى أخرى. تنبع هذه الإشكالية من طبيعة الأدب ذاته الذي يتجاوز مجرد نقل المعلومات إلى خلق تجربة جمالية متكاملة، ويعتمد على خصائص متأصلة في اللغة مثل الإيقاع والصور البلاغية والإيحاءات الثقافية والظلال العاطفية. تسعى الترجمة الحرفية في السياق الأدبي إلى التمسك بالنص الأصلي، محافظة على بنيته وصوره واستعاراته وإيقاعه قدر الإمكان. تستمد شرعيتها من الوفاء للرؤية الفنية للكاتب الأصلي وخصوصيته الأسلوبية، وتتيح للقارئ التعرف على عوالم أدبية وأساليب تعبيرية قد تكون غريبة عن تقاليد أدبه المحلي. غير أن هذا النهج قد يؤدي إلى نصوص أدبية تفتقر إلى الانسيابية والتأثير في اللغة المستهدفة، وقد تعجز عن نقل السحر الأدبي والشعري للنص الأصلي، خصوصاً حين تعتمد جماليات العمل الأدبي على خصائص لغوية وثقافية فريدة. في المقابل، تمنح الترجمة الحرة المترجم مساحة للتصرف الإبداعي، فيعيد صياغة النص وفق روح اللغة المستهدفة وأعرافها الأدبية. يركز هذا النهج على نقل التجربة الجمالية والتأثير العاطفي للعمل الأدبي، والبحث عن مكافِئات فنية في اللغة المستهدفة تُحدِث في نفس القارئ أثراً مشابهاً لما يُحدِثه النص الأصلي. تنتج هذه المقاربة نصوصاً أدبية أكثر حيوية وتأثيراً في ثقافتها الجديدة، لكنها قد تبتعد عن روح النص الأصلي وخصوصيته الأسلوبية، أو تحمّله دلالات وظلالاً لم يقصدها مؤلفه.

مع الرموز الأدبية والهياكل الشعرية، يمكن للمترجم أن يتبنى إستراتيجية التوطين (Domestication) التي تميل إلى الترجمة الحرة، بحيث يعيد صياغة الصور الشعرية والإيقاعات والأوزان بما يتناسب مع التقاليد الأدبية في اللغة المستهدفة. فقصيدة إنجليزية ذات إيقاع وقافية محددين قد تتطلب تعديلاً جذرياً لتناسب الذائقة العربية، واستعارة مستمدة من الطبيعة الشمالية قد تحتاج إلى مكافِئ يحمل الدلالة نفسها في السياق العربي. هذا النهج يضمن انسيابية النص وتأثيره الجمالي، ويحافظ على وظيفته كعمل أدبي قادر على إثارة المتعة والتأمل. أما مع الرموز الثقافية والإشارات الحضارية، فيُفضل اتباع منهج التغريب (Foreignization) الذي يميل إلى الترجمة الحرفية، إذ يحافظ المترجم على خصوصية العناصر الثقافية للنص الأصلي. فالعادات والتقاليد والطقوس والمناسبات والأطعمة والأزياء والإشارات التاريخية وهيكلها عناصر تشكل هوية النص الثقافية، ونقلها بأمانة يعزز وظيفة الترجمة كجسر بين الثقافات. فإذا كان هدف الترجمة الأدبية أن تكون جسراً ثقافياً حقيقياً، فلا بد للمترجم أن يراعي هذا التوازن الدقيق بين تقريب العمل الأدبي للقارئ والحفاظ على خصوصيته الثقافية. في نهاية المطاف، تبقى الترجمة الأدبية الناجحة فناً يجمع بين الأمانة والإبداع، تتحرك بمرونة بين الحرفية والحرية، متخذة من كل منهج ما يناسب طبيعة النص وعناصره المختلفة، ومدركة أن غايتها الأسمى ليست مجرد نقل الكلمات من لغة إلى أخرى، بل خلق تجربة أدبية أصيلة تحافظ على روح النص الأصلي وتأثيره، وتفتح أمام القارئ نافذة حقيقية على ثقافة مختلفة.

• كيف يؤثر السياق الثقافي والاجتماعي على عملية الترجمة الأدبية؟

•• يلعب السياق الثقافي والاجتماعي دوراً محورياً في عملية الترجمة الأدبية، متجاوزاً النقل الحرفي للكلمات إلى استيعاب طبقات المعنى العميقة المتضمنة في النص. يواجه المترجم تحدي فك شفرات الرموز والإشارات الثقافية التي تتخلل العمل الأدبي، والتي قد تحمل دلالات بعيدة عن المعاني القاموسية المباشرة. تتجلى أهمية هذا السياق في فهم المرجعيات التاريخية والإشارات الأدبية والأمثال الشعبية التي تعكس روح الثقافة المنتجة للنص. فعبارة بسيطة قد تحمل خلفها تراكماً ثقافياً هائلاً يستدعي من المترجم إلماماً عميقاً بتاريخ الثقافة ومفرداتها الرمزية. كذلك يؤثر السياق الاجتماعي في تشكيل الشخصيات وتفاعلاتها ضمن العمل الأدبي، إذ تلعب الطبقة الاجتماعية والخلفية الاقتصادية والتوجهات السياسية دوراً في رسم ملامح الشخصيات وتحديد سلوكياتها. فهم هذه العوامل يتيح للمترجم نقل الظلال الدقيقة للمعنى ويمنحه القدرة على إعادة إنتاج النص بعمقه ودلالاته. يقي الوعي بالسياق الثقافي المترجم من الوقوع في فخ استخدام تعبيرات قد تحمل دلالات سلبية في الثقافة المستهدفة، أو قد تكون غير ملائمة أو مسيئة. كما قد يتطلب هذا الوعي إجراء تعديلات في الأسلوب أو التركيب اللغوي لجسر الفجوات بين الثقافتين، مع الحفاظ على روح النص الأصلي وجوهره. تتحول الترجمة الأدبية بذلك إلى عملية إبداعية تتطلب مهارة عالية في التنقل بين عالمين ثقافيين، لخلق نص يحافظ على أصالة العمل الأصلي ويتواصل بفعالية مع القارئ في الثقافة المستهدفة.

• ما أهمية المراجعة والتحرير في عملية الترجمة الأدبية؟

•• تشكل المراجعة والتحرير ركيزتين أساسيتين في عملية الترجمة الأدبية، تضمنان ارتقاء النص المترجم إلى مستوى يوازي العمل الأصلي في تأثيره وجماليته. تهدف المراجعة إلى التحقق من دقة نقل المعنى والحفاظ على روح النص الأصلي وأبعاده الدلالية، بينما يركز التحرير على تحسين الأسلوب وصقل اللغة وضمان انسيابية النص وجاذبيته للقارئ. تكمن أهمية المراجعة في كشف الانحرافات عن المعنى الأصلي والتناقضات في المصطلحات والأسلوب، وهي تتطلب قراءة متأنية مقارنة بين النص الأصلي والترجمة. أما التحرير فيتعامل مع النص المترجم كعمل أدبي مستقل، يحتاج إلى صقل وتنقيح ليتوافق مع قواعد اللغة المستهدفة وذائقتها الأدبية. تزداد أهمية هاتين العمليتين في الترجمة الأدبية نظراً لطبيعتها المعقدة وارتباطها بالسياقات الثقافية والتاريخية. فالمراجع يتحقق من سلامة نقل الإشارات الثقافية والتلميحات التاريخية، بينما يسعى المحرر إلى جعل النص متوافقاً مع توقعات القارئ في الثقافة المستهدفة. تمثل المراجعة والتحرير حلقة وصل بين المترجم والقارئ، تضمن وصول العمل الأدبي بأمانة وجمالية تحافظ على قيمته الفنية وتأثيره العاطفي، ما يجعلهما عنصرين لا غنى عنهما في إنتاج ترجمات أدبية ناجحة.

• هل تعتقدين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل المترجم الأدبي في المستقبل؟ ولماذا؟

•• رغم التقدم المذهل في تقنيات الذكاء الاصطناعي وقدرته المتزايدة على معالجة اللغات الطبيعية، أعتقد أن استبدال المترجم الأدبي البشري بالكامل يظل هدفاً بعيد المنال في المستقبل القريب. تستطيع نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية تقديم مساعدة قيّمة للمترجمين من خلال إنتاج مسودات أولية وفهم بعض التراكيب البلاغية البسيطة، لكنها تفتقر إلى القدرة على فهم الطبقات العميقة للسياق الثقافي والتاريخي التي تشكل العمل الأدبي. الترجمة الأدبية ليست مجرد استبدال كلمات بأخرى، بل هي إعادة إبداع للنص تتطلب فهماً عميقاً للإيحاءات والظلال الثقافية والعاطفية. المترجم البشري يعتمد على خبرته الحياتية وذائقته الأدبية وفهمه العميق للسياقات التي أنتجت النص، ويستثمر تجاربه الشخصية في استكشاف أبعاده العاطفية والنفسية. تبرز محدودية الذكاء الاصطناعي بشكل خاص في ترجمة الشعر الذي يعتمد على تكثيف اللغة وإيحاءاتها وموسيقاها الداخلية، وفي استيعاب المرجعيات الثقافية المعقدة التي تشكل نسيج العمل الأدبي. الذكاء الاصطناعي، رغم قدرته على معالجة كميات هائلة من البيانات، لا يزال يفتقر إلى الفهم التجريبي العميق للحالة الإنسانية والتجارب البشرية المعقدة التي تشكل جوهر الأدب. مع ذلك، وباعتبار أن الذكاء الاصطناعي منصة تعلم متطورة باستمرار، فمن المحتمل أن تتحسن قدراته في المستقبل البعيد. المستقبل الأكثر ترجيحاً هو نموذج تعاوني، إذ يعمل الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة قوية للمترجم البشري، يوفر له ترجمات أولية وبدائل متعددة، مع بقاء الروح البشرية وتجاربها الحياتية عنصراً حاسماً في الترجمة الأدبية يصعب تقليده بالكامل.

 

عبر 4 قضايا رئيسية.. «المحامية» يستعرض الواقع القانوني بالسعودية
الإفراج غير متوقع.. فضل شاكر يواجه 3 اتهامات
نظراً لظروف والده.. محمد فضل شاكر يعلّق حفلاته الفنية
التحقيق مع ليلي علوي.. اعتدت على صحفي من ذوي الهمم
منة شلبي لـ«عكاظ»: لا أخشى المقارنة
شارك هذه المقالة
فيسبوك واتساب واتساب برقية بريد إلكتروني مطبعة
ما تعليقك على الخبر
اعجبني0
لم يعجبني0
اضحكني0
نعسني0
ولا اي اشي0
- الإعلانات -
صورة الإعلانصورة الإعلان
فيسبوكمتابعة الصفحة
احدث الأخبار المحلية
الملك يحذر خلال اتصال هاتفي مع ترامب من مخاطر التصعيد في الضفة الغربية والقدس
الأخبار المحلية

الملك يحذر خلال اتصال هاتفي مع ترامب من مخاطر التصعيد في الضفة الغربية والقدس

منذ ساعتين
الملك يبحث أبرز تطورات المنطقة في اتصالين مع أمير قطر والرئيس الإماراتي
ولي العهد يلتقي بالفائزين بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي
الأمن العام: نلاحق مروّجي المحتوى المزيف بالذكاء الاصطناعي ونتخذ إجراءات قانونية
وزيرة التنمية الاجتماعية تبحث مع وفد فلسطيني تعزيز التعاون

قد يعجبك ايضا

يمشي بصعوبة.. باسل خياط يثير قلق متابعيه على صحته
الثقافة والفنون

يمشي بصعوبة.. باسل خياط يثير قلق متابعيه على صحته

منذ 8 ساعات
5 فئات للتذاكر.. جلسة فنان العرب في شقراء 16 الجاري
الثقافة والفنون

5 فئات للتذاكر.. جلسة فنان العرب في شقراء 16 الجاري

منذ 8 ساعات
منة شلبي تصفع صديقها.. وتثير «السوشيال ميديا»
الثقافة والفنون

منة شلبي تصفع صديقها.. وتثير «السوشيال ميديا»

منذ 10 ساعات
تشارليز ثيرون تُحرج جوني ديب.. تجاهلته علناً
الثقافة والفنون

تشارليز ثيرون تُحرج جوني ديب.. تجاهلته علناً

منذ 10 ساعات
وكالة عرب الإخباريةوكالة عرب الإخبارية
تابعنا
الحقوق مش محفوظة | الموقع تحت إدارة: ومضة ابداع للتسويق الإلكتروني
  • أعلن معنا
  • اتصل بنا
  • خريطة الموقع
  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • سياسة النشر
مرحبا بعودتك

تسجيل الدخول الى حسابك

اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني
كلمة المرور

هل نسيت كلمة المرور؟

ليس عضوا؟ اشتراك