في واقعة إنسانية تُبرز قيم الأمانة والمسؤولية، قام طاقم إسعاف بمحافظة المنيا، بصعيد مصر، بتسليم أمانات مالية ومصوغات ذهبية تُقدر قيمتها بأكثر من 6.5 مليون جنيه، عثروا عليها أثناء إسعاف مصابي حادثة مرورية على الطريق الصحراوي الشرقي.
الحادثة التي وقعت أمس الأربعاء، شهدت تدخلاً سريعاً من فرق الإسعاف بقيادة المسعفين أبو الحسن عبد الحميد ونبيل محمود، اللذين لم يكتفيا بإنقاذ الأرواح، بل حافظا على ممتلكات الضحايا بأمانة نادرة.
ووفقاً لبيان صادر عن هيئة الإسعاف المصرية، عثر المسعفان على مبالغ مالية كبيرة ومصوغات ذهبية بين متعلقات المصابين أثناء تقديم الإسعافات الأولية في موقع الحادثة.
وأضاف البيان: وبدلاً من التغاضي عن هذه الأمانات، قام الثنائي بتجميعها بعناية وتسليمها إلى الجهات المختصة لضمان عودتها إلى أصحابها.
الواقعة لاقت إشادة واسعة من المسؤولين، حيث وجه رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية الدكتور عمرو رشيد، بتكريم المسعفين تقديراً لأمانتهما وتفانيهما في أداء واجبهما.
ووقعت الحادثة على الطريق الصحراوي الشرقي، وهو أحد الطرق الحيوية التي تربط محافظات الصعيد بالقاهرة، حيث تشهد هذه الطرق حوادث متكررة بسبب السرعة الزائدة وسوء حالة بعض المركبات، مما يستدعي تدخل فرق الإسعاف بشكل مستمر.
وأثناء قيام طاقم الإسعاف بتحرير المصابين من بين حطام السيارة وتأمينهم إسعافيًا عبر تركيب الجبائر الجاهزة، أخطر أحد المصابين المسعفين بوجود متعلقات وأمانات بحوزتهم داخل حقيبة سفر ضخمة.
وتبين لأطقم الإسعاف أن الحقيبة تحتوي على مبلغ مالي بنحو مليونين و690 ألف جنيه مصري، وما يزيد على 830 غرامًا من الذهب عيار 21، قيمتهم المالية تناهز 4 ملايين جنيه، تعود ملكيتهم لإحدى ضحايا الحادثة.
تم حصر ورد كافة الأمانات إلى ابن الضحية، الذي وجّه الشكر للمسعفين، على أمانتهما وعلى تشبثهما بإنقاذ حياة والده.
من جانبه، أشاد محافظ المنيا اللواء عماد كدواني، بتصرف المسعفين، مؤكداً أن هذه الواقعة تُبرز الوجه الحضاري لأبناء الصعيد وقيم الأمانة المتأصلة في المجتمع المصري، مضيفًا أن المحافظة ستدعم مثل هذه المبادرات من خلال تكريم الأفراد المتميزين.
كما أكد الدكتور محمد نادي، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، أن فرق الإسعاف بالمحافظة مدربة على التعامل مع الأزمات بمهنية، مشيراً إلى أن هذا التصرف يعكس التزام المسعفين الأخلاقي والمهني.
