تواجه المطاعم في لندن ومدن بريطانية أخرى تحديًا متناميًا يتمثل في ظاهرة «Dine and Dash» أو ما يعرف بـ«تناول الطعام دون دفع الفاتورة»، وهي ظاهرة باتت تشكّل عبئًا متزايدًا على قطاع الضيافة في البلاد.
تشير تقارير حديثة إلى أن نحو ثلث المطاعم في لندن تأثرت بهذا السلوك الذي بات ينتشر على نحو مقلق. ورغم أن الظاهرة ليست جديدة، فإن ازدياد الكثافة السكانية وعدد الزوار في العاصمة البريطانية أسهم في خلق بيئة خصبة لمرتكبي هذا النوع من الاحتيال، في ظل غياب رقابة صارمة في بعض الأماكن.
وتعتمد بعض المطاعم أنظمة دفع رقمية مثل الأجهزة اللوحية أو «QR Code»، ما يسهل على الزبائن المغادرة دون المرور بالموظفين، خصوصا في حال انشغال الطاقم أو وجود جلسات خارجية يصعب مراقبتها.
في حادثة بارزة أثارت ضجة، صدر حكم بالسجن لعام كامل على زوجين بريطانيين، بعد أن تكررت مخالفاتهما في تناول الطعام مع أطفالهما الستة دون دفع الفاتورة، إلى جانب سرقة مواد غذائية من المتاجر. ويُنظر إلى هذه القضية كتحذير من السلطات بأن التهاون في هذا النوع من السرقات لن يمرّ دون عقوبة.
وتعاني المطاعم الراقية خصوصًا من هذه الظاهرة، إذ يستهدف المحتالون الأماكن ذات الأسعار المرتفعة، ويطلبون أغلى الأطباق، ثم يفرّون دون سداد الحساب. هذا النوع من السلوك يؤدي إلى خسائر مادية كبيرة للمطاعم، وقد يهدد استمراريتها، فيما بدأت بعض المطاعم تطلب من الزبائن ترك بطاقة ائتمان كضمان قبل تقديم الطلب، وهو إجراء يثير جدلاً بين العاملين في القطاع.
بعض المطاعم تلجأ لتحميل موظفيها تكلفة الفواتير غير المدفوعة، ما يزيد الضغط على الندل، إضافة إلى التكاليف العالية التي تتكبدها بسبب أنظمة الحماية والمراقبة.
كما تُستخدم أحيانًا أساليب احتيالية غير متوقعة، مثل الادعاء بوجود أجسام غريبة في الطعام أو إشراك الأطفال في المخطط. ويؤكد زيلي أن بعض الأزواج يدربون أبناءهم على تنفيذ هذه السرقات، وهو ما يراه مؤشرًا خطيرًا على تحول السلوك إلى «ثقافة غير أخلاقية».