في حادثة أثارت الذعر في سماء مطار نيس الدولي، أحد أكثر المطارات ازدحامًا في فرنسا، كادت طائرتان تحملان 358 راكبًا وطاقمًا أن تصطدما بمسافة لا تتجاوز ثلاثة أمتار فقط، في لحظة درامية كادت تتحول إلى كارثة جوية.
وقعت الواقعة في 21 سبتمبر الماضي نحو الساعة 23:30 مساءً، وسط ظروف جوية سيئة شملت رؤية محدودة وإضاءة خافتة، عندما انحازت طائرة إيرباص A320 تابعة لشركة نوفيل إير التونسية (رحلة Nouvel Air 586) إلى المدارج الخاطئة رغم إنذارات متكررة من برج التحكم الجوي.
**media[2603700]**
التقارير الأولية
وكشف تقرير أولي نشره مكتب التحقيقات والتحليلات لسلامة الطيران المدني الفرنسي أن الطيار التايلندي، الذي حصل على إذن الهبوط على المدارج اليسرى (04L) في الساعة 23:21، أكد التعليمات خمس مرات لكنه أصر على التوجه نحو المدارج اليمنى (04R)، حيث كانت طائرة إيرباص A320 أخرى تابعة لشركة إيزي جيت تستعد للإقلاع.
وأدى هذا الخطأ إلى إطلاق إنذار برتقالي في برج التحكم، تلاه إنذار أحمر بعد 16 ثانية، مشيرًا إلى خطر وشيك، ورغم خمسة طلبات تأكيد من التحكم الجوي للهبوط على المدارج الصحيحة، أصر طاقم نوفيل إير على اقترابهم من المدارج الخاطئة بدون قصد.
وأوضح تقرير مكتب التحقيقات والتحليلات لسلامة الطيران أنه في اللحظة الأخيرة، أدرك الطيار الخطأ وأعاد الغازات، مفصلًا الطائرتين بثلاثة أمتار فقط، وهي مسافة وُصفت بأنها «معجزة» لتجنب الاصطدام.
**media[2603701]**
ويعزو التقرير الخطأ إلى عوامل تشمل تكوين مطار نيس المعقد بمدارجه المتوازية ذات الترتيب المعكوس، وفرق الإضاءة بين المدارج، حيث كانت المدارج اليمنى أكثر إشراقًا بسبب وجود طائرة إيزي جيت، مما أربك الطيار في ظل الرؤية الضعيفة.
وفتح المدعي العام في نيس تحقيقًا جنائيًا بتهمة «تعريض حياة الآخرين للخطر»، وتولت فرقة الدرك للنقل الجوي التحقيق، بينما بدأت مديرية خدمة الملاحة الجوية تحقيقًا داخليًا.



