وصف العاهل المغربي الملك محمد السادس اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2797 حول الصحراء المغربية، الذي يدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بأنه «تحول تاريخي يتزامن مع تخليد الذكرى الـ50 للمسيرة الخضراء، والذكرى الـ70 لاستقلال المغرب».
**media[2607471]**
قرار تاريخي
وشدد العاهل المغربي في خطاب له موجه إلى الشعب المغربي على أنه: «حان وقت المغرب الموحد، من طنجة إلى لكويرة» مؤكداً أنه بهذا القرار التاريخي «لن يتطاول أحد على حقوق المغرب وعلى حدوده التاريخية»، مشدداً على أن المملكة المغربية انتقلت في قضية وحدتها الترابية من «مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير».
واعتمد مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، قراراً اعتبره العديد من المراقبين تحولاً نوعياً في مسار تسوية النزاع حول الصحراء المغربية؛ إذ أعرب القرار عن دعمه الكامل للأمين العام الأممي ولمبعوثه الشخصي في تيسير وإجراء المفاوضات، استناداً إلى مقترح الحكم الذاتي المغربي، بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف، ومتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة.
كما دعا القرار جميع الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات دون شروط مسبقة، مؤكداً أن «مبادرة الحكم الذاتي تمثّل الحل الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق».
**media[2607469]**
أغلبية ساحقة
من جانبه قدم العاهل المغربي الشكر «لجميع الدول، التي ساهمت في هذا التغيير، بمواقفها البناءة، ومساعيها الدؤوبة، في سبيل نصرة الحق والشرعية، خصوصاً الولايات المتحدة» وبريطانيا وإسبانيا، وفرنسا، وكل الدول العربية والأفريقية التي «ما فتئت تعبر عن دعمها، الدائم وغير المشروط لمغربية الصحراء».
واعتمد القرار بأغلبية ساحقة، إذ صوت لصالحه 11 دولة من أصل 15 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية (صاحبة القلم) وبريطانيا وفرنسا واليونان وبنما وكوريا، فيما امتنعت 3 دول هي الصين وروسيا وباكستان.
في السياق نفسه مدّد القرار ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو) حتى 31 أكتوبر 2026، وفقاً لتوصية الأمين العام للأمم المتحدة، كما دعا الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم المالي والسياسي الكافي لإنجاح المفاوضات وجهود المبعوث الشخصي.
**media[2607470]**
وأشاد المجلس باستعداد الولايات المتحدة الأمريكية لاستضافة جولات المفاوضات المقبلة، دعماً لمساعي السلام.
ويأتي تبنّي مجلس الأمن لهذا القرار في سياق دولي متغير يتّسم باتساع دائرة الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وبروز قناعة متزايدة لدى القوى الكبرى بضرورة تبنّي مقاربة واقعية تقوم على الحكم الذاتي كحلّ وحيد وعملي للنزاع.
كما يتزامن هذا التحول مع وجود توجّه استراتيجي داخل الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترمب، نحو الدفع باتجاه إبرام اتفاق سلام ينهي حالة القطيعة بين المغرب والجزائر، ويعزز الأمن والاستقرار في شمال أفريقيا التي تحتل مكانة متقدمة وأهمية جيو-سياسية كبرى في الاستراتيجية الأمريكية.



