وضع الفنان الأردني منذر رياحنة نفسه في تحدٍّ فني هذا العام عبر تجسيد شخصيتين مختلفتين في مسلسلي (حكيم باشا) و(سيوف العرب).
«عكاظ» أجرت حواراً مع رياحنة، كشف خلاله رغبته في المشاركة في الأعمال السعودية، وشروطه في فكرة ترتيب أسماء النجوم على التتر، وانحصاره في تقديم أدوار الشر، ومشاركته في الدراما الأردنية، فإلى نص الحوار:
• ما تقييمك لردة فعل الجمهور حول دورك في مسلسل حكيم باشا؟
•• الحقيقة تفاجأت كثيراً من ردة فعل الجمهور، فرغم أن شخصية سليم في مسلسل حكيم باشا تحمل الكثير من المواقف التي قد تغضب الجمهور، إلا أن هناك حالة من التعاطف والتفاعل مع الدور وهذا أسعدني، وأحرص دائماً على متابعة ردة فعل الجمهور بشكل مستمر.
• كيف رشحت لمسلسل حكيم باشا؟
•• ترشيحي جاء عن طريق شركة الإنتاج وفريق عمل المسلسل، وعندما عُرض علي السيناريو تحمّست للفكرة، وعند قراءة العمل وافقت دون تفكير، لا سيما أن العمل متكامل، وشخصية سليم مليئة بالتناقضات ومعقدة تتأرجح بين مشاعر القوة والانكسار، وكان ذلك مستفزاً لي كممثل.
• ما المؤشرات التي دفعتك لوصف مسلسل حكيم باشا بالعمل المتكامل؟
•• توجد مؤشرات عدة؛ أولها وجود المخرج أحمد خالد أمين، وأيضاً انجذابي لطريقة سرد أحداث السيناريو الذي كتبه محمد الشواف، إضافة إلى توفير جهة الإنتاج ممثلة في تامر مرسي، كافة الإمكانات الإنتاجية للخروج بعمل مميز، ناهيك عن وجود كوكبة كبيرة من النجوم المحببين إلى الجمهور؛ لذلك كل هذه العوامل تحمسني لتقديم عمل مشوق بتوليفة فنية متكاملة للجمهور.
• شخصية سليم معقدة ومركبة.. هل تطلبت منك تحضيراً نفسيّاً أو جسديّاً؟•• نعم بالتأكيد، الدور تطلب مني مجهوداً كبيراً في التحضيرات؛ كنت مطالباً طوال الوقت بالتعبير عن مشاعري من خلال العيون فقط وكتم مشاعر الألم، على الرغم من الرغبة في الصراخ، وهذا كان يتطلب مني تحكما وأداء ما جعلني أتأثر نفسياً بالدور، وعلم النفس كان جزءاً من الشخصية لأفهم دوافعها، وكنت، ولا شك أشعر بالغضب والثقل والعجز كما هو نفس صفات الشخصية بالعمل بعد انتهاء تصوير بعض المشاهد.
• كيف استطعت الصمود في الكواليس أثناء تصوير مشهد وفاة ابنك؟
•• بالفعل كان المشهد من أصعب المشاهد التي قدمتها، والكواليس كانت هادئة جداً؛ لأنني طلبت من فريق العمل أن يتركني أنا والفنانة المصرية هايدي، وجلسنا وحدنا في الغرفة لبعض الوقت حتى نعيش الحالة، وأردنا التركيز التام على الحالة الشعورية، وكيف يكون الحدث يتطلب منك ألماً وفي نفس الوقت تفاعلاً كثيراً، لكن لا بد من أن يكون ذلك الوجع داخلياً، وتكون متماسكاً وتدعم زوجتك في وفاة نجلها، وهو أمر صعب للغاية لضبط تلك الموازنة على أي ممثل.
• قدمت العديد من الأدوار باللهجة الصعيدية.. هل واجهت أي صعوبة في اللهجة؟
•• لا، بالعكس فأنا أحب أهل الصعيد، وأعشق التمثيل باللهجة الصعيدية، وتدربت على اللهجة في بداية مشاركتي، وأنا بمسلسل خطوط حمراء الذي عُرض عام 2012 على يد الأستاذ حسن قناوي الذي يساعدني دائماً، وجعلني أتشبع اللهجة الصعيدية كممثل وأنا أقدم الأدوار الصعيدية؛ لذلك تدربت على اللهجة في مسلسل حكيم باشا، لكن لم يكن لدي أزمة في ذلك الأمر، كما أنني لا أعتبر نفسي ضيفاً في مصر، بل أرى نفسي مصرياً بالفعل، وأكن احتراماً كبيراً لأهالي الصعيد.
• هل وجدت أي تشابه بين الصراع في المسلسل والصراعات التي نراها في الواقع حول المال والسلطة؟•• تظل السلطة والمال محوراً أساساً لكثير من النزاعات بالتأكيد، والمسلسل يعكس واقعاً وشخصية «حكيم» التي جسدها الفنان المصري مصطفى شعبان مرآة لحال المجتمع، وتجسد حالة التفاوت والتعامل غير العادل بين الأشخاص في المجتمع.
• كيف وجدت التعاون للمرة الثانية مع النجم المصري مصطفى شعبان؟•• كان أكثر من رائع، وسبق قدمنا العام الماضي مسلسل (المعلم)، وحققنا حينها نجاحاً واسعاً وإشادات من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء، وكل ما يمكن أن أقوله باختصار شديد أن مصطفى شعبان نجم ذو خلق، وتجمعنا كيمياء فنية سويّاً، ويمتلك شعبية واسعة من الجمهور.
• هل تشغلك فكرة ترتيب الأسماء على التتر؟•• لا أهتم بهذه الأمور، ولا أحاول التفاوض مع الجهات المنتجة، وأرى أن تلك الأمور خاصة بالإنتاج أكثر، وهي من تعطى كل فنان حقه نظراً لمشواره، ولكن أهم ما يشغلني في أي عمل هو جودته والقصة فقط، فأنا في بعض الأعمال تنازلت كثيراً لمجرد أنني وجدت بالدور فرصة لن تتكرر.
• ماذا عن علاقتك بالجمهور المصري؟ وهل فكرت في الحصول على الجنسية المصرية؟•• الجمهور المصري له فضل كبير علي في انتشاري بشكل أوسع ونجوميتي، وهذا شيء لا يمكن إنكاره، وأعتبر مصر بلدي، وأحرص دائماً على التواجد فيها، حتى إن كنت مسافراً حالياً، فأنا مصري بالدم والروح وأشعر بالفخر بذلك، وبالتأكيد لا شك أن الحصول على الجنسية المصرية شرف لأي شخص.
• متى تشارك في الأعمال السعودية؛ سواء بالمسرح أو السينما أو الدراما؟•• أتمنى ذلك قريباً، والمسرح السعودي يشهد تطوراً كبيراً، وأتطلع للمشاركة في أعمال هناك.
• أبدعت في تجسيد شخصيات الشر.. هل حصرك المخرجون في تلك الشخصيات؟•• هذا صحيح إلى حدٍّ ما، أدوار الشر قد تكون علامة مميزة لي وساهمت في انتشاري وإظهار موهبتي الفنية، وأنا أختار أدوار ومواضيع مختلفة ومتجددة لم تقدم من قبل، وأحاول دائماً اختيار أعمال تترك بصمة مختلفة في مشواري الفني.
• رغم انشغالك بالدراما المصرية، إلّا أنك حريص على التواجد في الدراما الأردنية.. ما سبب حرصك على التواجد في الدراما الأردنية رغم أن العديد من النجوم الأردنيين اكتفوا بالتواجد في مصر؟•• أنا حريص على المشاركة في الدراما الأردنية؛ لإيماني الشديد بتميزها واختلافها، كما أنني ممثل أحمل الجنسية الأردنية، وأقل واجب أن أشارك في أعمال بلدي الهادفة والرائعة التي تضيف إلى رصيدي الفني.
• ماذا عن تجربتك في المسلسل التاريخي سيوف العرب؟
•• تجربة مسلسل سيوف العرب مهمة في مسيرتي الفنية، وأحببت العمل التاريخي وتحدياته، وأتمنى أن يكون نال إعجاب الجمهور، والمسلسل ناقش ما مرت به الأمة العربية من عصر الجاهلية حتى الخلافة الأموية.
• هل هناك مشاريع سينمائية جديدة تستعد لها؟•• بالفعل، أحضر نفسي لمشاريع عدة، سأعلن عنها قريباً، وستكون مفاجأة للجمهور.