بعد نيويورك ولندن، حطّت جولة «بريدج» في مدينة أوساكا اليابانية ضمن مسارها التمهيدي لانعقاد (قمة بريدج 2025) في أبوظبي ديسمبر القادم، والتي تُعد أكبر تجمع دولي لصنّاع الإعلام والمحتوى الثقافي والفني. الجولات الثلاث – نيويورك، لندن، وأوساكا – لم تكن مجرد محطات نقاش، بل منصات إستراتيجية لبناء نموذج إعلامي جديد يتسم بالشفافية ويعزز القيم الإنسانية في ظل عالم متحوّل تقوده التقنية والذكاء الاصطناعي. في أوساكا، المدينة التي تستعد لاستضافة (إكسبو 2025)، التقت نخبة من القادة والمبدعين وصنّاع السياسات لمناقشة التحديات الحديثة أمام الإعلام، وبلورة رؤى تسهم في تعزيز دور الإعلام كمحرك للتنمية والتفاهم بين الثقافات. ووسط حضور عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، وسفير الإمارات في اليابان، ناقشت جلسات الحوار قضايا الثقة في الإعلام، وتحوّل الذكاء الاصطناعي إلى أداة لإعادة تشكيل الإدراك، وأهمية التوازن بين التقنية والقيم الأخلاقية. الجلسات لم تكتف بالتحليل، بل قدمت نماذج من التجارب اليابانية في تطوير إعلام مسؤول، في وقت أكد فيه المسؤولون الإماراتيون أن (بريدج) تمضي نحو بناء منصة عالمية تستند إلى الشراكة والتأثير الإيجابي، بعيداً عن ضجيج المنصات العابرة. رئيس المكتب الوطني للإعلام شدد على أن القمة القادمة في أبوظبي ستركز على الشراكات النوعية وترسيخ دور الإعلام في خدمة التنمية. فيما أشار الدكتور جمال الكعبي إلى أن العالم على مفترق طرق، وأن سرد القصص بمسؤولية هو أحد مفاتيح المستقبل. الجولة القادمة ستحط في شنغهاي، لتواصل رسم ملامح مشهد إعلامي جديد، يراهن على التعاون العابر للثقافات، ويعيد الاعتبار لدور المحتوى في التأثير الإنساني العميق، وسط زخم تقني متسارع وتغيرات عالمية لا تنتظر المتأخرين.
