تتميز رائحة جسم الإنسان بأنها بصمة كيميائية فريدة تمكّن الكلاب المدربة، وحتى الآلات المصممة خصيصًا، من تمييز الأفراد.
هذه الرائحة الشخصية، الناتجة عن مزيج من الجزيئات التي تفرزها البشرة، تختلف حتى بين التوائم المتطابقة التي تشترك في الحمض النووي ذاته، وتتأثر بعوامل مثل النظام الغذائي، العمر، الجينات، والأدوية، بحسب موقع «mail online».
وتتغير رائحة الجسم الشخصية باستمرار بناءً على عوامل متعددة، على سبيل المثال، تؤثر حبوب منع الحمل على مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، مما يغير قليلاً مزيج الجزيئات المنبعثة من الجسم.
كذلك، قد تتسبب بعض الأدوية مثل الميتفورمين (لعلاج السكري) في تغييرات أكثر وضوحًا في الرائحة لدى بعض الأشخاص.
وتختلف هذه الرائحة الشخصية عن رائحة الجسم الناتجة عن العرق، التي تحدث عندما تتفاعل البكتيريا الطبيعية على الجلد مع العرق الغني بالدهون والبروتينات، مما ينتج رائحة أقوى غالبًا ما تُوصف بـ«المتعرقة».
وتنتج غدد العرق في الإبطين عرقًا غنيًا بالدهون والبروتينات مقارنة بمناطق أخرى من الجسم، مما يجعلها بيئة مثالية للبكتيريا المسببة للرائحة، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Trends in Microbiology.
وتساعد مضادات التعرق في تقليل هذه البكتيريا باستخدام مكونات مثل الكحول، بينما تضيف بعض المنتجات عطورًا لإخفاء الرائحة أو تغيير درجة حموضة الجلد لتثبيط نمو البكتيريا.
وتشير الأبحاث إلى أن النظام الغذائي يمكن أن يؤثر على رائحة الجسم، ففي دراسة نُشرت في مجلة Evolution and Human Behavior، طُلب من 43 رجلاً ارتداء قمصان نظيفة لمدة 24 ساعة، ثم قيّمت النساء رائحة هذه القمصان بناءً على عوامل مثل الجاذبية والشدة.
وأظهرت النتائج أن الرجال الذين تناولوا كميات أكبر من الفواكه والخضراوات كانت رائحة عرقهم أكثر جاذبية وأقل كثافة، مما قد يعكس صحة جيدة من منظور تطوري.
وعلى النقيض، وجدت دراسة أخرى في مجلة Chemical Senses أن التوقف عن تناول اللحوم الحمراء لمدة أسبوعين جعل رائحة الجسم للرجال أكثر جاذبية، إذ يُعتقد أن اللحوم الحمراء تزيد من المنتجات الثانوية الدهنية والبروتينية في العرق، مما يؤدي إلى رائحة أقوى.
وفي مفاجأة، أظهرت دراسات أخرى في مجلة Appetite أن تناول الثوم (4 فصوص) جعل رائحة الإبط للرجال أكثر جاذبية وأقل كثافة، ربما بسبب خصائصه المضادة للبكتيريا والأكسدة التي تقلل من البكتيريا المسببة للرائحة أو تغير تركيبة العرق.
وتتسبب الأطعمة الحارة، التي تحتوي على الكابسيسين (الموجود في الفلفل الحار)، في زيادة التعرق لأنها تخدع الجسم ليعتقد أنه في بيئة حارة، مما يحفز نظام التبريد الطبيعي.
وكلما زاد العرق، زادت فرصة تفاعله مع البكتيريا، مما يؤدي إلى رائحة أقوى، كما أن تناول كميات كبيرة من الطعام بما في ذلك اللحوم، قد يرفع درجة حرارة الجسم مؤقتًا بسبب عملية الهضم، مما يسبب التعرق المعروف بـ«عرق اللحوم».