زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مدينة العريش في شمال سيناء، اليوم (الثلاثاء)، في خطوة وصفتها الرئاسة المصرية بأنها «تأكيد على تضامن فرنسا مع الجهود المصرية الضخمة لدعم الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة»، في إطار الزيارة الرسمية رفيعة المستوى التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إلى مصر.
وشدد الرئيس السيسي على موقف مصر الراسخ قيادة وشعباً في دعم الأشقاء الفلسطينيين، مشيراً إلى أن مصر تبذل جهوداً حثيثة ومساعي دبلوماسية مكثفة بهدف التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية اللازمة إلى أهالي القطاع، حفاظاً على أرواح الأبرياء وحماية الشعب الفلسطيني الشقيق من تداعيات العدوان.
وأكد السيسي وماكرون خلال الزيارة على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وأهمية العمل على الإسراع في نفاذ المساعدات الإنسانية وضمان حماية المدنيين وعمال الإغاثة، مشددين على رفضهما القاطع لأي محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وشملت زيارة السيسي وماكرون تفقد مستشفى العريش ولقائهما بعدد من الجرحى الفلسطينيين، لاسيما من النساء والأطفال، ومركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصري المخصص لتجميع المساعدات الإنسانية المقدمة من مصر وكافة الدول الموجهة إلى قطاع غزة.
واستعرض نائب رئيس الوزراء وزير الصحة المصري خالد عبدالغفار أمام الزعيمين خلال زيارتهما لمستشفى العريش العام الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لتوفير الرعاية الصحية والعلاج اللازم للمصابين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، مؤكداً أن مصر استقبلت نحو 107 آلاف فلسطيني، أجريت لهم الفحوصات الطبية اللازمة، كما تم تطعيم 27 ألف طفل فلسطيني، واستقبلت المستشفيات المصرية أكثر من 8 آلاف مصاب فلسطيني يعانون من جروح متفرقة برفقة 16 ألف مرافق.
وأضاف أنه تم إجراء أكثر من 5160 عملية جراحية واستقبل 300 مستشفى في 26 محافظة بمصر المصابين والمرضى الفلسطينيين، بينما يوجد حالياً مصابون فلسطينيون في 176 مستشفى موزعين على 24 محافظة بمصر مع توفير الإقامة والإعاشة للمرافقين لهم.
وأكد وزير الصحة المصرية أنه تم تخصيص 150 سيارة إسعاف في محافظة شمال سيناء لاستقبال الحالات القادمة عبر المعبر من الهلال الأحمر الفلسطيني، ثم توزيعهم على المستشفيات المصرية بمشاركة 750 مسعفاً وسائقاً، مشيراً إلى أن إجمالي تكلفة الخدمات الطبية التي قدمتها مصر بلغت نحو 578 مليون دولار ومن المتوقع أن تصل إلى مليار دولار، لاسيما مع تحمل الدولة نفقات الإعاشة والاستضافة والإقامة.
وشدد على أن وزارة الصحة خصصت 38 ألف طبيب و25 ألف ممرض بمختلف التخصصات للتعامل مع الحالات المرضية إلى جانب توفير العلاج اللازم للحالات المزمنة من القادمين من قطاع غزة، مشيراً إلى أن حجم المساعدات العينية التي تلقتها مصر من الدول لا يتجاوز 10% من إجمالي التكلفة التي تحملتها منذ بدء الأزمة.