في حادثة مروعة هزت مدينة أركوس دي لا فرونتيرا الإسبانية، تسبب ثور هائج يُدعى «إنفينيتو»، يزن حوالى 500 كيلوغرام، في إصابة عدة أشخاص خلال مهرجان شعبي أُقيم يوم (الإثنين)، في حادثة وثقتها مقاطع فيديو انتشرت بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأثارت حالة من الذعر بين الحضور وأعادت الجدل حول سلامة فعاليات إطلاق الثيران في المهرجانات الشعبية.
وشهد المهرجان إطلاق الثور «إنفينيتو» من صندوق حديدي في ساحة المهرجان، لكنه بدلاً من الجري للأمام كما هو متوقع، اندفع بقوة نحو السياج الحديدي المحيط بالساحة، حيث كان المتفرجون يقفون خلفه، ونجح الثور في تحطيم السياج، مما تسبب في اقتحامه لصفوف المتفرجين ودهس عدد منهم، ولم يكتفِ بذلك، بل ركض بسرعة نحو الجهة المقابلة لمهاجمة آخرين، مما زاد من حالة الفوضى والهلع بين الحاضرين الذين هرعوا للفرار من الساحة.
لم تُحدد السلطات الإسبانية بعد العدد الدقيق للمصابين أو طبيعة الإصابات، لكن مصادر إعلامية أكدت أن عدة أشخاص نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأظهرت الفيديوهات المتداولة لحظات الرعب التي عاشها الحضور، حيث حاول البعض تسلق الحواجز أو الاختباء لتجنب الثور الهائج، حتى أثارت الحادثة انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وطالب البعض بإعادة النظر في تنظيم مثل هذه الفعاليات التقليدية بسبب المخاطر التي تشكلها على الجمهور.
تُعد مهرجانات إطلاق الثيران جزءًا من التراث الثقافي في العديد من المدن الإسبانية، لكنها تثير جدلاً مستمراً بسبب حوادث الإصابات والوفيات التي ترتبط بها، وفي السنوات الأخيرة، شهدت إسبانيا عدة حوادث مشابهة، منها مقتل رجل في مهرجان بمدينة أوندا عام 2021، وإصابة العشرات في مدينة تافالا عام 2010، مما دفع جماعات الرفق بالحيوان إلى المطالبة بحظر هذه الفعاليات، معتبرة إياها «تعذيباً للحيوانات» وتهديداً للسلامة العامة.
حتى الآن، لم تصدر السلطات المحلية في أركوس دي لا فرونتيرا بياناً رسمياً حول الإجراءات المتخذة عقب الحادثة، أو ما إذا كان سيتم إلغاء فعاليات أخرى ضمن المهرجان، لكن الحادثة أعادت فتح النقاش حول ضرورة تعزيز إجراءات السلامة في مثل هذه المناسبات، بما في ذلك تقوية الحواجز وتحسين إدارة الحشود.
