في تطور جديد يُضاف إلى أزمات الكرة المصرية وارتباطها بالتحكيم المحلي، أعلن نادي مودرن سبورت دراسته الانسحاب من بطولة الدوري المصري الممتاز الموسم الحالي في خطوة تصعيدية تعكس حالة الاحتقان التي تعيشها الأندية مع منظومة التحكيم.
وعقد مجلس إدارة النادي، الذي يرأسه وليد دعبس، اجتماعا طارئا مساء الخميس لبحث هذا القرار، بعد سلسلة من الأخطاء التحكيمية التي وصفها بـ«الفجة والكارثية»، والتي أثرت بشكل مباشر على نتائج الفريق في المسابقة.
بدأت الأزمة عقب مباراة مودرن سبورت أمام إنبي في الجولة الأخيرة من الدوري، حيث اعتبرت إدارة النادي أن قرارات الحكم غيّرت مجرى المباراة، ما أدى إلى خسارتهم نقاطا حاسمة.
وأصدر النادي بيانا رسميا صباح الجمعة عبّر فيه عن استيائه الشديد من استمرار الأخطاء التحكيمية على مدار الموسم، مشيرا إلى أن اعتذارات لجنة الحكام المتكررة لم تعد كافية لحل الأزمة.
وجاء في البيان: «إذا استمرت هذه الأخطاء دون معالجة جذرية، فإن النادي سيضطر إلى اتخاذ قرار الانسحاب حفاظا على حقوق الفريق وجماهيره».
ويعاني مودرن سبورت ـ أحد الأندية الصاعدة في الدوري المصري حديثا – هذا الموسم من تراجع في الأداء، حيث يحتل المركز العاشر في جدول الترتيب برصيد 18 نقطة من 20 مباراة، وهو ما يعزوه البعض إلى قرارات تحكيمية مثيرة للجدل، مثل إلغاء أهداف صحيحة أو احتساب ركلات جزاء مشكوك فيها للمنافسين.
وأكدت إدارة النادي أنها قدمت شكاوى رسمية إلى رابطة الأندية المحترفة واتحاد الكرة، لكنها لم تجد استجابة تذكر، ما دفعها للتفكير في الانسحاب كخيار أخير.
وشهد الاجتماع الطارئ، الذي عُقد في مقر النادي بالقاهرة، نقاشات حامية حول تداعيات هذه الخطوة، بما في ذلك العقوبات المحتملة التي قد تشمل غرامة مالية تصل إلى 20 مليون جنيه، وهبوط الفريق إلى الدرجة الأدنى، وحرمانه من المشاركة في الدوري لموسمين، وفقاً للمادة 52 من لائحة رابطة الأندية.
ورغم هذه المخاطر، يبدو أن النادي مصمم على إرسال رسالة قوية للمطالبة بإصلاح منظومة التحكيم.
لم يكن مودرن سبورت النادي الأول الذي يلوح بورقة الانسحاب، فقد شهدت الكرة المصرية على مدار السنوات الأخيرة تهديدات مماثلة من أندية كبرى مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي وبيراميدز.
وتعليقاً على رفع ورقة التلويح بالانسحاب عقب أي أزمة، قال الناقد الرياضي عمرو سالم لـ«عكاظ» إن الأخطاء التحكيمية تحتل نصيب الأسد كذريعة لتلويح الأندية بورقة الإنسحاب، حيث تُعد القرارات التحكيمية المثيرة للجدل السبب الأبرز، وتتهم الأندية الحكام المحليين أحيانا بانعدام الحيادية أو التأثر بضغوط خارجية.
وأضاف: «تأتي بعد الحكام أزمة سوء التنظيم وشكاوى الأندية من جدولة المباريات العشوائية، خصوصا مع تداخل الارتباطات المحلية والقارية، التي تضع الفرق تحت ضغط بدني ونفسي».
وتابع: «كذلك غياب العدالة التنافسية، حيث تتهم بعض الأندية اتحاد الكرة ورابطة الأندية بمجاملة أندية بعينها، سواء في قرارات التحكيم أو إجراءات التسجيل والعقوبات».
كما أشار الناقد الرياضي إلى الضغوط المالية، حيث تعاني الأندية الصغيرة من تكاليف تشغيل مرتفعة مقابل عوائد محدودة، ما يجعلها أكثر حساسية لأي ظلم تحكيمي – من وجهة نظرها – يؤثر على مراكزها في الترتيب.
ودعا عمرو سالم إلى ضرورة إصلاح شامل لمنظومة التحكيم، بما يشمل تدريب الحكام المحليين واستخدام تقنية الفيديو (VAR) بشكل أكثر فعالية.