مع تزايد الإصابات بالخرف عالميًا، حيث يعاني أكثر من 55 مليون شخص من هذا المرض وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أصبحت التغذية أداة حيوية لتحسين جودة حياة المرضى والوقاية من التدهور المعرفي.
وكشفت دراسات علمية وتوصيات خبراء التغذية عن نظام غذائي مثالي يمكن أن يحدث نقلة نوعية في إدارة الخرف وتأخير تطوره.
وأكدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Alzheimer’s & Dementia عام 2024، أن حمية العقل MIND Diet، وهي مزيج من حمية البحر الأبيض المتوسط وحمية DASH، تقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة تصل إلى 50% عند الالتزام بها باستمرار.
الدراسة التي أجريت على مدار 10 سنوات وشملت 1200 مشارك، أظهرت أن الأنظمة الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة وأحماض أوميغا-3 تحمي خلايا الدماغ وتبطئ تراكم لويحات الأميلويد، وهي السمة الأساسية للزهايمر.
وفقًا للدكتورة ليزا بارنز، خبيرة التغذية العصبية في مركز راش الطبي بشيكاغو، يتضمن النظام الغذائي المثالي لمرضى الخرف العناصر التالية:
الخضراوات الورقية الخضراء: تناول 6 حصص أسبوعيًا من السبانخ والكرنب، لاحتوائها على فيتامين K وحمض الفوليك اللذين يعززان الوظائف الإدراكية.
التوتيات: حصتان أسبوعيًا من التوت الأزرق أو الفراولة، حيث أظهرت دراسة نُشرت في Nutrients أن الفلافونويدات تحسن الذاكرة قصيرة المدى.
الأسماك الدهنية: حصة أسبوعية من السلمون أو السردين، لتوفير أوميغا-3 التي تقلل الالتهابات الدماغية.
المكسرات: 5 حصص أسبوعيًا من الجوز أو اللوز، لاحتوائها على فيتامين E الذي يحمي الخلايا العصبية.
زيت الزيتون: المصدر الأساسي للدهون، حيث أثبتت دراسة إسبانية أن الدهون الأحادية غير المشبعة تدعم الترابط العصبي.
الحبوب الكاملة: 3 حصص يوميًا من الكينوا أو الشوفان لتثبيت مستويات السكر في الدم.
في سياق متصل حذّر الدكتور أحمد خليفة، أخصائي التغذية العلاجية بالقاهرة، من الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، الأطعمة المصنعة، والسكريات، التي تزيد من الالتهابات وتسرّع التدهور المعرفي. وأوصى بالحد منها إلى حصة واحدة أسبوعيًا كحد أقصى.
وأكد أهمية تخصيص النظام الغذائي حسب احتياجات كل مريض، مع مراعاة الحالات المصاحبة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، مضيفاً أنه: يجب أن تكون الوجبات سهلة التحضير وممتعة لتشجيع المرضى على الالتزام.
