اتهمت صحيفة «نيويورك تايمز» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الحرب على غزة لدوافع حزبية شخصية. وكشفت في تحقيق مدعوم بمحاضر جلسات ولقاءات سرية، مساعيه لتحسين وضعه السياسي على حساب ملف الأسرى الإسرائيليين.
وقال المستشار الإعلامي الإستراتيجي حيم روبنشتاين إن التحقيق لم يفاجئه، لافتاً إلى أن التحقيق عرض تفاصيل إضافية لم تكن معروفة سابقاً، لكن المحصلة كانت واضحة بأن رئيس الحكومة أحبط صفقات تبادل الأسرى دون تردد. وأكد أن هذا التوجه بدأ منذ التاسع من أكتوبر، أي بعد يومين فقط من عملية طوفان الأقصى.
وأفصح المستشار الإعلامي عن وجود معركة مؤثرة في البداية من أجل الأسرى، عندما كان عضواً في هيئة عائلات الأسرى مع متخصصين آخرين، لكنه اتهم جهات عليا -لم يكشف عنها- بالعمل على سحق هذا الكفاح وإضعافه وجعله عقيماً.
وطرح روبنشتاين سؤالاً حول عدد الأسرى الذين عادوا في توابيت من بين الـ41، والذين كان يمكن أن يعودوا أحياء لولا التدخل من الأعلى، لافتاً إلى مكتب رئيس الحكومة.
وتحدثت مراسلة الشؤون السياسية لقناة كان 11 يارا شبيرة عن تقديرات تشير إلى أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير سيكرر ما فعله المرة الماضية، أي الانسحاب ثم العودة للائتلاف.
فيما أصبح الوزير بتسلئيل سموتريتش المكون الحاسم داخل الائتلاف الحكومي والصهيونية الدينية، إذ عقدوا جلسات مشاورات طرحت خلالها إمكانية الاستقالة من المناصب الحكومية مع البقاء في الائتلاف، ما يعني الإبقاء على الحكومة قائمة من الخارج.
وحول مسار المفاوضات، اعتبر الصحفي في «نيويورك تايمز ويديعوت أحرونوت» رونين برغمان أن الأخبار ليست طيبة، إذ بقيت المفاوضات دون تقدم يُذكر.
وأكد أن الخلاف كان ولا يزال قائماً حول خريطة انسحاب الجيش التي طرحتها إسرائيل، والتي أبدت نوعاً من المرونة تجاهها، لكن حماس لا تزال ترفض هذه الخريطة، مما يعقّد احتمالات التوصل لاتفاق.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته القناة الإسرائيلية 12 عن موقف واضح للرأي العام الإسرائيلي، أن الأغلبية الساحقة بنسبة 74% تطالب بإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة وإنهاء الحرب.
وعندما سألت القناة عن أسباب إصرار رئيس الحكومة على تنفيذ الصفقة على مراحل، أجاب نصف الجمهور بأن الأسباب حزبية، بينما قال أقل من الثلث إنها لأسباب أمنية.
بدوره، وجه رئيس حركة يمينية سابقة انتقاداً لاذعاً لطريقة التعامل مع ملف الأسرى، لافتاً إلى أنه لو كانت إسرائيل هي التي تقرر من يُطلق سراحه لقامت أولاً بإطلاق سراح أسرى محددين من أجل تحييد تأثير عائلاتهم.
وأضاف أنه لو كانت إسرائيل قادرة على تحديد من يُطلق سراحه، لأطلقت سراح من يثيرون أكبر قدر من الضغط الشعبي، مؤكداً أن كل هذا الوضع كان يمكن تجنبه لو اتجهت الحكومة منذ البداية إلى صفقة شاملة بدلاً من المناورات والتأجيل.