كشف مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف خلال لقائهما في موسكو أخيرا، مقترحاً شاملاً لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وعرض بوتين تسليم منطقة الشرق الأوكراني، المعروفة باسم دونباس إلى بلاده مقابل وقف شامل لإطلاق النار، ما يمثل تراجعاً إلى حد ما عن المطالب الروسية السابقة بالسيطرة على كامل المناطق على طول خط المواجهة بين البلدين، والذي يمتد إلى ما هو أبعد من دونباس.
وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن بوتين أبلغ ويتكوف أنه سيوافق على وقف الحرب إذا وافقت أوكرانيا على سحب قواتها من كامل منطقة دونيتسك الشرقية، على أن تسيطر حينها روسيا على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي استولت عليها عام 2014 وتريد الاعتراف بها كأرض روسية ذات سيادة.
يذكر أن القوات الروسية تحتل الآن معظم أراضي دونيتسك ولوغانسك، لكن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي، بما في ذلك المدن الرئيسية التي أصبحت معاقل دفاعها.
وفي سلسلة من المكالمات الهاتفية التي جرت هذا الأسبوع بين قادة أوروبيين وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، سعى الأوروبيون إلى الاستيضاح حول نقطة رئيسية من المقترح، ألا وهي ماذا سيحدث في منطقتي زابوريجيا وخيرسون الجنوبيتين، حيث تسيطر القوات الروسية أيضًا على بعض الأراضي.
إلا أن المسؤولين الأوروبيين الذين أطلعتهم إدارة ترمب على نتائج المكالمات خرجوا بانطباعات متضاربة حول ما إذا كان بوتين ينوي تجميد خطوط المواجهة الحالية أو الانسحاب الكامل منها في نهاية المطاف.
من جهته، أفصح مسؤول أمريكي أن بوتين دعا إلى وقف الحرب عند الوضع الراهن في كلا المنطقتين، على أن تتفاوض روسيا بعد ذلك على تبادل للأراضي مع أوكرانيا، بهدف استعادة موسكو السيطرة الكاملة على زابوريجيا وخيرسون، بينما لم تعرف ماهية الأراضي التي ستحصل عليها أوكرانيا في المقابل.
وكان الرئيس الأمريكي ألمح قبيل يومين إلى أن الصفقة المحتملة بين كييف وموسكو ستتضمن «بعض عمليات تبادل الأراضي بما يحقق مصلحة الطرفين».
وأكد مسؤول أوروبي أن ممثلين أوروبيين قدموا مقترحا مضادا خلال الاجتماع نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس، إلا أنه أحجم عن ذكر أية تفاصيل.
وأفادت مصادر مطلعة بأن المقترح الأوروبي المضاد تضمن مطالب بأن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل اتخاذ أية خطوات أخرى، وأن يكون أي تبادل للأراضي متبادلا مع ضمانات أمنية حازمة، وفق «وول ستريت جورنال».
وقال مفاوض أوروبي «لا يمكن بدء أية عملية بالتنازل عن أراض في خضم القتال».
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جدد تأكيده مساء أمس(السبت)، أنه يرفض أي تنازل عن أراض أوكرانية، وقال إن «الأوكرانيين لن يعطوا أرضهم للمحتل».
وأعلنت روسيا أن أراضي أربع مناطق أوكرانية، هي لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، تابعة لها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود التي ضمتها إليها في 2014. ولا تسيطر القوات الروسية بشكل كامل على جميع أراضي المناطق الأربع، لكن موسكو تطالب أوكرانيا بسحب قواتها من كل الأراضي التي لا تزال تحت سيطرتها هناك.