كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث هدد ضباطاً وموظفين كباراً في الوزارة باللجوء إلى جهاز «كشف الكذب» عقب سلسلة تسريبات، وفقاً لمصادر.
وأكدت الصحيفة أن «هيغسيث يخضع لتحقيق رسمي بتهمة سوء التعامل مع معلومات سرّية، وسط حالة من القلق والتوتر بات يعيشها بسبب نظرة الرئيس دونالد ترمب للوضع في البنتاغون واحتمال إقالته».
وبينت المصادر أن «تهديد هيغسيث جاء بعد تسريب معلومات حول نية وزير الدفاع عقد إحاطة سرية للملياردير الأمريكي إيلون ماسك بشأن الصين، ما فجر غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وأثار القلق في البنتاغون نظراً إلى العلاقات التجارية التي تربط ماسك ببكين».
وقالت المصادر إن «تهديدات جهاز كشف الكذب طالت الأدميرال كريستوفر غرايدي رئيس هيئة الأركان المشتركة بالإنابة حينها، الذي طالبه هيسغيث بإثبات عدم تورطه في تسريب خبر الإحاطة السرّية التي كانت مقررة في 21 مارس. حيث صرخ قائلاً: سأربطك بجهاز كشف الكذب».
وبحسب الصحيفة «لم يخضع غرايدي في نهاية المطاف لاختبار كشف الكذب، غير أن الوزير واصل اتهام أشخاص آخرين بالتورط في التسريب، من بينهم مدير هيئة الأركان المشتركة الفريق أول دوغ سيمز، الذي هدده هيغسيث هو الآخر بإخضاعه لجهاز كشف الكذب».
ورأت الصحيفة أنه «بالنسبة للوزير نفسه، فقد شكلت هذه الحادثة نقطة تحول في عهده المضطرب أصلاً. فبعد أيام قليلة من الكشف عن مشاركة مذيع (فوكس نيوز) السابق معلومات عسكرية حساسة في محادثات جماعية غير محمية على سيغنال، تفاقمت إحباطاته وقوضت ثقته بدائرة مستشاريه المقربة»، وفقاً للمصادر.
واعتبرت الصحيفة أنه «من هنا بدأت المشكلات تتفاقم، قد أقيل واستقال ما لا يقل عن 5 مسؤولين سياسيين معينين، وصرح هيغسيث بأنه يُحيل بعض مساعديه إلى تحقيق جنائي، في الوقت الذي يخضع فيه هو نفسه للتحقيق من قِبل المفتش العام للبنتاغون بتهمة سوء التعامل مع معلومات سرية».
بالتزامن مع ذلك، حذر مسؤولون عملوا في «البنتاغون» من أن الاضطرابات داخل الوزارة لها تداعيات محتملة على الأمن القومي الأمريكي، كان منهم إريك إيدلمان الجمهوري الذي شغل منصب كبير مسؤولي البنتاغون في إدارة بوش الابن وسفير واشنطن سابقاً.
وقال إيدلمان: «لم أكن أعتقد أنه (هيسغيث) يمتلك الخبرة والمهارات اللازمة للتعامل مع أصعب وظيفة في مجلس الوزراء قبل تأكيد تعيينه، ولم أر أي شيء في أدائه حتى الآن من شأنه أن يدحض هذا الحكم».
وتصاعدت مخاوف هيغسيث بشكل كبير بعد تسريب تفاصيل إحاطة ماسك، التي غذتها سلسلة من التسريبات الجديدة التي تشير إلى أنه أحضر زوجته إلى اجتماعات حساسة، وأن البيت الأبيض طلب من البنتاغون تطوير خيارات عسكرية لقناة بنما، وأنه شارك معلومات حساسة حول الضربات الأمريكية في اليمن في محادثة ثانية عبر «سيغنال» شملت زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي، وفق الصحيفة.
بدوره، قال مسؤول دفاعي كبير إن كل تسريب جديد لعمليات أو خطط البنتاغون الحساسة يثير مخاوف جديدة في هيغسيث.
وبالنسبة للرئيس ترمب، الذي تحدث هاتفياً مع هيغسيث والتقاه في البيت الأبيض في الأيام الأخيرة، أكد أنه سيظل داعماً لوزير الدفاع وأثنى عليه بالقول: «إنه يقدم عملاً رائعاً»، وألقى باللوم في أزمة التسريبات على «موظفين ساخطين»، حسب وصفه.
وبحسب «وول ستريت جورنال»: «بدأ ترمب، مع ذلك، يسأل المقربين منه عن أداء هيغسيث، كما تابع مستشاروه عن كثب ظهوراته الإعلامية الأخيرة».
وأشارت الصحيفة إلى أنه «في المقابل، أصبح هيغسيث يشعر بقلق متزايد بشأن كيفية تقييم ترمب للوضع واحتمالية إقالته من منصبه»، وفقاً لمسؤولين دفاعيين وأشخاص مطّلعين على قيادة البنتاغون.