فيما تصاعد الغضب في أوساط الإسرائيليين والجيش جراء قرارات القيادة السياسية، كشف تحقيق للجيش الإسرائيلي اليوم (الأحد) ارتفاع حالات انتحار الجنود الإسرائيليين، على خلفية الحرب على غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنه منذ بداية 2025 انتحر 16 جندياً، مؤكدة أن هناك مخاوف كبيرة داخل الجيش الإسرائيلي من انتشار هذه الظاهرة.
وأفادت الهيئة بأن غالبية حالات الانتحار التي وقعت في صفوف الجيش تعود إلى تداعيات الحرب على غزة، مبينة أن الجنود الذين أقدموا على الانتحار واجهوا ضغوطاً نفسية شديدة، تمثلت في البقاء لفترات طويلة داخل مناطق القتال، والتعرض لمناظر قاسية، إضافة إلى فقدان رفاقهم وعدم القدرة على استيعاب مجريات الأحداث العنيفة.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال يحقق في كل حالة انتحار على حدة، وتشمل التحقيقات فحص الرسائل التي تركها الجنود، وإجراء محادثات مع محيطهم القريب.
ونقلت الهيئة عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله: «معظم حالات انتحار الجنود نتجت عن واقع معقد سبّبته الحرب، فالحرب لها تبعات»، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يعترف بالعسكريين المنتحرين كـ«ضحايا حرب».
وأفاد تقرير للجيش بأن معدلات الانتحار بين الجنود خلال عام 2024 وصلت إلى 21 حالة، بزيادة قدرها 4 أشخاص عن العام الذي سبقه 2023، فيما أقدم 16 جندياً على الانتحار في الثلث الأول من العام الحالي.
وتزامن بروز ظاهرة الانتحارات مع أزمة حادة بين القيادتين السياسية والعسكرية في ظل استمرار الحرب في غزة. وبحسب صحيفة معاريف يتعمد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تهميش دور رئيس الأركان إيال زامير ومنعه من عرض خطط الجيش للمرحلة القادمة أمام المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت).
وأفادت الصحيفة بأن زامير يطلب منذ عدة أيام عقد جلسة للكابينت لعرض خطط مواصلة العمليات العسكرية، غير أن نتنياهو يرفض ذلك، ما يترك الجيش في حالة غموض إستراتيجي حيال مسار الحرب، مبينة أن الوضع يعكس خلافاً متصاعداً بين المؤسستين العسكرية والسياسية، في وقت بات فيه الجيش يعتبر أن مهمات عملية «عربات جدعون» قد أُنجزت، وأن الكرة الآن في ملعب المستوى السياسي.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي للصحيفة: «لا نعرف ما الذي يريده المستوى السياسي، سلّمنا صورة الوضع كاملة وأوضحنا أننا أنهينا مهماتنا، الآن جاء دورهم للتحرك»، موضحاً أن المؤسسة الأمنية والعسكرية تعلم أن المستوى السياسي مستعد الآن لصفقة شاملة لتبادل الأسرى بدل إنجازها على مراحل، لكنها لا تعرف ما الذي يجري في المفاوضات.
وأشار إلى أنهم كانوا في الماضي شركاء في التفاصيل، «أما الآن فالأمر يدار بين شخصين فقط، نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ونعرف المستجدات من الجانب الآخر عبر القنوات الاستخباراتية».
وأفادت الصحيفة بأن أجواء قيادة جيش الاحتلال تعكس إحباطاً كبيراً من طريقة إدارة كبار المستوى السياسي للحرب، ونقلت عن مصدر بارز قوله إنه لا يُسمح للقيادة العسكرية بعرض الخطة على الكابينت، وهي لا تعرف ما الذي يريده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ولا إلى أين يقودان استمرار العمليات.