توفي الكاتب الكيني البارز نغوغي وا ثيونغو، أحد أعمدة الأدب الأفريقي الحديث، عن عمر 87 عاماً في مدينة أتلانتا بالولايات المتحدة.
وأعلنت ابنته وانجيكو وا نغوغي الخبر عبر فيسبوك، قائلة: «بقلب مثقل بالحزن، نعلن وفاة والدنا، الذي عاش حياة حافلة وخاض معركة نبيلة»، وأضاف ابنه موكوما وا نغوغي عبر منصة إكس: «أنا ما أنا عليه بفضله، كابنه وباحث وكاتب. أحبه، ولا أعرف ماذا سيحمل الغد بدونه».
وُلد «نغوغي» عام 1938 في كينيا تحت الحكم الاستعماري البريطاني، ونشأ في عائلة كبيرة تضم 28 طفلاً من أب له 4 زوجات.
عاش فترة انتفاضة ماو ماو في سن المراهقة، وشهد اعتقال وتعذيب الآلاف، بينما طُرد والده من أرضه وقُتل اثنان من إخوته.
شكّلت هذه التجربة خلفية روايته الأولى «لا تبكِ يا صغيري» عام 1964، التي تحكي قصة نوروجي، أول فرد في عائلته يلتحق بالمدرسة، وكيف قلب الصراع حياته.
اشتهر «نغوغي» برواياته ومسرحياته ومقالاته التي تناولت إرث الاستعمار، مثل «الشيطان على الصليب» عام 1980، و«ساحر الغراب» عام 2006.
وكان «نغوغي» مرشحاً دائماً لجائزة نوبل للآداب، وفي 2010، عندما فاز بها الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا، علّق مازحاً أنه اضطر لمواساة المصورين المحتشدين أمام منزله.
عمل «نغوغي» أستاذاً للأدب الإنجليزي في جامعة نيروبي، حيث دعا إلى إعادة تسمية القسم الأدبي وجعل الأدب الأفريقي محور الدراسة.
في عام 1977، أدت مسرحيته باللغة الغيكويو «سأتزوج متى أشاء» إلى اعتقاله في سجن ماميتي شديد الحراسة.
وفي السجن، قرر «نغوغي» الكتابة بالغيكويو فقط، معتبراً إياها لغته الحقيقية، متسائلاً: لماذا لم أُعتقل عندما كتبت بالإنجليزية؟
وبعد إطلاق سراحه عام 1978، اضطر للجوء إلى المنفى عام 1982 بعد علمه بمؤامرة لقتله. انتقل من بريطانيا إلى الولايات المتحدة، حيث عمل أستاذاً للأدب المقارن في جامعة كاليفورنيا، إيرفين، وقاد مركز الكتابة والترجمة الدولي.
واصل الكتابة بالغيكويو، رغم التحديات، بما في ذلك إصدار مذكرة توقيف بحق شخصية خيالية في روايته «ماتيغاري» عام 1986، التي حُظرت في كينيا.
وفي 2004، عاد نغوغي إلى نيروبي مع زوجته نجيري لأول مرة منذ عقود، لكنهما تعرضا لهجوم عنيف في شقتهما، حيث تعرضت نجيري للاغتصاب ونغوغي للضرب، وعلّق لاحقاً: «لا أعتقد أننا كنا سنخرج أحياء».
ترشح «نغوغي» لجائزة بوكر الدولية عام 2021 عن روايته الشعرية «التسعة المثاليون»، ليكون أول كاتب يرشح لترجمته الخاصة من لغة أفريقية أصلية.
اشتهر بترجمة أعماله بنفسه، واصفاً جملة في «ساحر الغراب» بأنها أجمل جملة في الرواية لأنها ترجمة من الغيكويو.
عانى «نغوغي» من سرطان البروستات عام 1995 وخضع لجراحة قلب ثلاثية عام 2019. وترك وراءه 9 أبناء، 4 منهم كتّاب.
وقال في حوار مع الغارديان عام 2018: المقاومة هي أفضل طريقة للبقاء على قيد الحياة، حتى لو كانت بأبسط أشكالها برفض الظلم.