شهدت العاصمة الكوبية هافانا حادثة انحراف جزئي لقطار ركاب يقل 984 راكبًا قادمًا من مدينة هولغوين، وذلك عند اقترابه من ساحات المحطة المركزية، إلا أنها لم تسفر عن أي إصابات بين الركاب.
ووفقًا للتقارير الرسمية، انحرفت أربع عجلات من القاطرة عن المسار في منطقة خالية من الرصيف بالقرب من الجسر المرتفع للمحطة، مما تسبب في توقف القطار مؤقتًا، واستجابت السلطات السككية بسرعة، حيث تم تفعيل بروتوكولات السلامة على الفور.
وعملت السلطات على الاحتفاظ بالركاب داخل عربات القطار في البداية لضمان سلامتهم، قبل أن يتم إجلاؤهم بأمان بعد التأكد من استقرار الأوضاع، وبمساعدة قاطرات مساندة، أُعيد توجيه الوحدة المنحرفة إلى المسار في غضون ساعة ونص، مما سمح باستئناف العمليات الطبيعية في المحطة المركزية.
وأعلنت إدارة النقل السككي تشكيل لجنة تحقيق تضم متخصصين من إدارة السكك الحديدية والسلطات المحلية للوقوف على الأسباب الفنية وراء الحادثة، في حين تشير التحقيقات الأولية إلى أن عوامل مثل تدهور البنية التحتية، نقص الصيانة، أو الأخطاء البشرية قد تكون ساهمت في الحادثة، وهي تحديات طويلة الأمد تواجهها شبكة السكك الحديدية الكوبية، ولم تُصدر السلطات حتى الآن تقريرًا نهائيًا حول أسباب الانحراف.
تأتي هذه الواقعة في أعقاب سلسلة من حوادث السكك الحديدية في كوبا، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحديث النظام السككي الوطني، الذي يعاني من تحديات مزمنة تشمل تدهور المسارات، نقص الإشارات، والتخريب، ومع ذلك أشادت السلطات بسرعة استجابة الطاقم والتزامه بالبروتوكولات، مما حال دون وقوع إصابات أو أضرار جسيمة.
وتُعد شبكة السكك الحديدية في كوبا واحدة من أقدم الشبكات في أمريكا اللاتينية، إذ يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، ومع ذلك تواجه الشبكة تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل، تدهور البنية التحتية، وقلة الصيانة، مما أدى إلى تكرار حوادث الانحراف والتأخيرات.
ووفقًا لوزير النقل الكوبي إدواردو رودريغيز دافيلا، سجلت كوبا 137 حادثة سكك حديدية في عام 2024، بانخفاض نسبته 14% مقارنة بعام 2023، لكن الحوادث لا تزال تُشكل تحديًّا كبيرًا، إذ تسببت في أضرار اقتصادية تجاوزت 6.6 مليون بيزو كوبي، مع وفاة 17 شخصًا في حوادث مرتبطة بالسكك الحديدية خلال العام نفسه.
وتسعى الحكومة الكوبية إلى تحسين شبكة السكك الحديدية من خلال برامج صيانة وتدريب للأطقم، لكن التحديات الاقتصادية، بما في ذلك العقوبات الدولية ونقص الموارد، تعيق جهود التحديث، ومع ذلك تُعد السكك الحديدية وسيلة نقل حيوية في كوبا، إذ تعتمد عليها مئات الآلاف من المواطنين سنويًا للتنقل بين المدن، مما يجعل أي حادثة تؤثر على ثقة الجمهور في النظام.