مع بداية موسم الأعاصير لعام 2025، يواجه ملايين الأمريكيين تهديداً متزايداً بعد قرار البنتاغون المفاجئ بإيقاف برنامج حيوي لتتبع بيانات الأعاصير.
اعتباراً من 30 يونيو 2025، توقفت الحكومة الفيدرالية عن معالجة ومشاركة بيانات ثلاثة أقمار صناعية تقدم معلومات حاسمة للتنبؤ بالأعاصير قبل تشكلها بـ10 إلى 12 ساعة.
يثير هذا القرار قلق الخبراء، حيث يؤثر فقدان بيانات الأقمار الصناعية على توقعات الأعاصير التي تهدد الساحل الشرقي ومناطق خليج المكسيك، حيث يعيش أكثر من 60 مليون أمريكي يعتمدون على تنبؤات دقيقة وفي الوقت المناسب.
وقد يؤدي هذا النقص إلى تأخير التحذيرات، وتقليل دقة نماذج التنبؤ، وتقليص وقت الإخلاء، مما قد يعرض الأرواح للخطر.
قال جيمس فرانكلين، رئيس فرع سابق في المركز الوطني للأعاصير، في تصريح لشبكة «نيوز نيشن»: «سنواجه حالات هذا العام تتأخر فيها التحذيرات بسبب هذا القرار، مما قد يؤخر عمليات الإخلاء ويؤدي إلى خسائر في الأرواح».
وفي مايو الماضي، توقع المسؤولون موسم أعاصير نشط بنسبة 70%، مع احتمال حدوث 13 إلى 19 عاصفة مسماة، منها 6 إلى 10 قد تتحول إلى أعاصير، بما في ذلك 3 إلى 5 أعاصير كبرى من الفئة الثالثة أو أعلى.
وفي العام الماضي، تسبب موسم الأعاصير في وفاة حوالى 400 شخص، وهو الأكثر فتكاً منذ 2005.
ويتوقع خبراء أن تصل 6 عواصف كبرى إلى اليابسة في الولايات المتحدة هذا الصيف، وهو نفس العدد الذي تسبب في أضرار بقيمة 500 مليون دولار العام الماضي، حيث كان أعصارا «هيلين» و«ميلتون» الأكثر تدميراً.
وكانت الأقمار الصناعية توفر بيانات الموجات الدقيقة التي تتيح للعلماء رؤية داخل العواصف وتتبع أنماط الرياح والأمطار حتى في الظلام أو عبر السحب.
وبدون هذه البيانات، قد يفقد خبراء الأرصاد 6 إلى 10 ساعات من التحذير المبكر، مما يزيد من مخاطر ما يُعرف بـ«مفاجآت الفجر»، وهي عواصف تبدو هادئة ليلاً ثم تتحول فجأة إلى أعاصير مدمرة بحلول الصباح.
وقال مارك أليسي، خبير الأعاصير في اتحاد العلماء المهتمين: «هذا انتكاسة كبيرة، لم نعد قادرين على تأكيد تصاعد قوة العاصفة بسرعة، مما يحد من قدرتنا على تحديث التوقعات بدقة».
وتم إيقاف تدفق البيانات رسمياً في 27 يونيو، قبل ذروة نشاط الأعاصير في يوليو، وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، ومع توقف برنامج الأقمار الصناعية الدفاعية (DMSP)، أصبحت كمية بيانات الموجات الدقيقة المتاحة نصف ما كانت عليه، مما يضعف التوقعات وزمن التحذير.
وأكد متحدث باسم NOAA أن الوكالة تعتمد على أقمار وأدوات أخرى لمواصلة التنبؤ، واصفاً الأمر بـ«عملية روتينية لتدوير البيانات»، لكن مسؤولين سابقين وصفوا القرار بأنه مفاجئ وغير موصول بشكل جيد.
وقال ريك سبينراد، مدير سابق لـ NOAA: «لم أرَ شيئا مماثلاً من قبل، إنه أمر صادم».
ويثير القرار مخاوف أعمق بشأن التزام البنتاغون بتوقعات الطقس وعلوم المناخ، خاصة مع اقتراح البيت الأبيض خفض ميزانية NOAA لعام 2026 بنسبة 40%، أي أكثر من مليوني دولار، إلى جانب تقليص موظفي وكالة وإلغاء عقود تتعلق بالتأهب للكوارث وأبحاث المناخ.
وفي 2024، قدمت NOAA توقعات دقيقة للغاية لإعصاري «ميلتون» و«هيلين»، لكن العلماء يحذرون من أن هذه الدقة كانت تعتمد على الأقمار الصناعية وأنظمة البيانات الممولة بالكامل، والتي تم تفكيكها الآن.
وقال بريان ماكنولدي، خبير الأعاصير في جامعة ميامي، إن فقدان ثلاثة أقمار صناعية عاملة بين عشية وضحاها أمر لا يصدق، والبيانات محدودة أصلاً، لذا هذا خبر مقلق للغاية.