التاج الإخباري – “سأعيد جماهير النصر لزمن ماجد عبد الله”، بتلك الكلمات الطموحة، بل والمليئة بالثقة المفرطة، أطلق النجم الكولومبي الشاب، جون دوران، تصريحًا أشعل حماس المدرجات النصراوية.
لكن خلف هذا التصريح الناري، يكمن الخطر الأكبر الذي يهدد مسيرة دوران في صفوف “العالمي”، فالضغط الهائل الذي وضعه اللاعب على نفسه، قبل أن يثبت أقدامه بشكل كامل في الفريق، قد يتحول إلى عبء ثقيل يعيق انطلاقته، خاصة في ظل تذبذب مستواه الأخير وصيام تهديفي استمر لأربع مباريات كاملة.
تصريح دوران، الذي جاء في سياق رغبته في تكريم أسطورة النصر ماجد عبد الله، ربما كان يهدف إلى كسب قلوب الجماهير سريعًا، لكنه في المقابل وضع نفسه تحت مجهر التوقعات العالية منذ اللحظة الأولى.
تاريخ النصر حافل بالنجوم الكبار، ومقارنة أي لاعب مهما كان موهوبًا بأسطورة بحجم ماجد عبد الله، يمثل تحديًا نفسيًا ضخمًا، وضغطًا غير مبرر على لاعب لا يزال في بداية مشواره مع الفريق.
دوران بالفعل يعاني من بعض الضغوطات، فبعد بداية مبشرة وتسجيله أهدافًا حاسمة، تراجع أداء اللاعب بشكل ملحوظ، ودخل في دوامة من الصيام التهديفي والانتقادات الجماهيرية.
هذا التراجع، وإن كان طبيعيًا للاعب شاب ينتقل إلى دوري جديد وثقافة كروية مختلفة، إلا أنه يزداد حدة وتأثيرًا عندما يكون اللاعب نفسه قد رفع سقف التوقعات حوله بتصريحات طموحة وغير محسوبة العواقب.
تصريحات بيولي وانتقادات الصحفي الكولومبي.. ناقوس خطر إضافي:
لم يقتصر الأمر على الضغط النفسي الذاتي الذي فرضه دوران على نفسه، بل امتد ليشمل تصريحات علنية من مدربه، بيولي، والتي كشفت عن جوانب أخرى مقلقة في أداء اللاعب.
ففي تصريح فاجأ الكثيرين، علق بيولي على أداء دوران قائلاً: “يجب أن يكون اللاعب لائقًا بدنيًّا وعقليًّا لتسجيل الأهداف، سنعمل على ذلك، أريده أن يكون أكثر جاهزية من الناحية البدنية لتسجيل الأهداف”.
هذه الكلمات، وإن بدت في ظاهرها محاولة لتحفيز اللاعب، إلا أنها حملت في طياتها إشارة واضحة إلى وجود قصور في الجاهزية البدنية والذهنية لدوران.
تصريح المدرب لم يمر مرور الكرام، بل أثار ردود فعل واسعة، وصلت إلى حد انتقاد لاذع من الصحفي الكولومبي، إيفان ميخيا، الذي أعاد نشر تصريحات بيولي مصحوبة بتعليق قاسٍ عبر حسابه على منصة “إكس”: “رأس فارغ، يا لها من مأساة مع لاعبي كرة القدم الكولومبيين، الكثير من المال يفسد”.
هذا الانتقاد العلني، سواء من المدرب أم الصحفي، يضع دوران في موقف صعب للغاية، فهو لم يعد مطالبًا فقط بتحمل الضغط النفسي الناتج عن تصريحاته الطموحة، بل أصبح أيضًا مطالبًا بالرد على شكوك المدرب وانتقادات الإعلام، وإثبات جدارته الفنية والذهنية في أقرب وقت ممكن.
الحاجة إلى عقلية رونالدو والاستمرارية.. طريق النجاة:
لتجاوز هذه التحديات والتهديدات التي تحيط بمسيرته في النصر، يحتاج دوران إلى تغيير جذري في طريقة تفكيره وتعاطيه مع الضغوط.
فاللاعب الشاب بحاجة ماسة إلى استلهام عقلية النجوم الكبار، وعلى رأسهم زميله في الفريق، كريستيانو رونالدو، فعقلية رونالدو، التي تتسم بالتركيز الذهني العالي، والثقة بالنفس التي لا تتزعزع، والقدرة على تحويل الضغوط إلى حافز إيجابي، هي النموذج الأمثل الذي يجب أن يقتدي به دوران.
بالإضافة إلى العقلية الصلبة، يحتاج دوران إلى تحقيق الاستمرارية في الأداء، فالتألق في مباراة أو مباراتين ليس كافيًا، بل الأهم هو الحفاظ على مستوى ثابت ومتميز على مدار الموسم.
دوران أظهر بالفعل لمحات من المهارة والقدرة التهديفية في بداية مشواره مع النصر، لكنه سرعان ما تراجع وتذبذب مستواه، فالاستمرارية، هي مفتاح النجاح الحقيقي في عالم كرة القدم، وهي ما يميز اللاعبين الكبار عن غيرهم.
ظهرت المقالة أكبر خطر يهدد نجاح دوران مع النصر أولاً على التاج الإخباري.